دأبت مختلف الاحزاب و التنظيمات السياسية المختلفة في العالم على إقامة إحتفالات ضخمة في ذکرى تأسيسها السنوي حيث تقوم بالبذخ من أجل إثبات صحة و واقعية طروحاتها السياسية و المبدأية، لکن منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة التي مرت الذکرى السنوية الواحدة و الخمسون على تأسيسها دأبت على إقامة إحتفالات متواضعة بهذه المناسبة الهامة، وکأنها تريد أن أن تؤکد أن العبرة ليست في الاحتفال بمناسبة التأسيس وانما في ماقدمته و تقدمه هذه المنظمة التي واجهت أسوأ نظامين قمعيين معاديين لآمال و طموحات الشعب الايراني، لکنها وکما رأينا رکزت على فعاليات و أنشطة إحتجاجية شعبية ضد النظام، وکأن لسان حالها يقول: قضيتنا الحرية و الکرامة الانسانية و العدالة الاجتماعية للشعب الايراني.مرور أکثر من نصف قرن على تأسيس منظمة مجاهدي خلق، وإستعراض جانب من تأريخها المشرق في نضالها الدؤوب و المتواصل دونما إنقطاع من أجل الحرية و العدالة الاجتماعية و وضع حد للقمع و الاستبداد، يثبت بأن هذه المنظمة قد بقيت ثابتة على عهدها الذي قطعته للشعب الايراني بعدم الاستسلام و الاستمرار في النضال الى اليوم الذي يتم فيه إسقاط النظام الديني الاستبدادي القائم في طهران، وان إصرار المنظمة على الاستمرار في النضال و مواصلة الدرب و المشوار الطويل و الصعب و الشائك لها، يثبت عمق إنتمائها و إخلاصها للشعب الايراني و على وجه الخصوص الشرائح المحرومة منه.
في السادس من أيلول سبتمبر من عام 1965، عندما تأسست منظمة مجاهدي خلق و حملت على أکتافها قضية النضال ضد الدکتاتورية و عملية تغيير النظام السياسي في إيران، لم يکن هناك في العالم من يصدق او يؤمن بما تقوله و تنادي إليه منظمة مجاهدي خلق، سوى أحرار العالم و المؤمنين بالتقدم و التطور، لکن مرور الزمن أثبت للعالم کله من أن المنظمة کانت جادة و تعني ماتقوله و تؤکده للعالم لأنها کانت بالاساس تستند على قاعدة و اساس جماهيري ولم تکن تنطق من فراغ، ولذلك فإننا و بعد مرور أکثر من نصف قرن على تأسيس هذه المنظمة، نجد الکثير من الادلة و الاثباتات التي تؤکد على مصداقية هذه المنظمة و مبدأيتها في النضال من أجل أهدافها و أفکارها النابعة اساسا من أعماق الشعب الايراني خصوصا وإن ذکرى تأسيسها لهذا العام يقترن بنشر الملف الصوتي للمنتظري و ماأعقبه من إحتجاجات و نشاطات غاضبة للجالية الايرانية في العالم، وان الانتصارات السياسية الظافرة المختلفة التي حققتها و تحققها على النظام الديني الاستبدادي القائم في طهران، يؤکد حقيقة إصرارها الحازم على المضي قدما في نضالها المرير ضد القمع و الاستبداد حتى إسقاط نظام ولاية الفقيه و تحقيق الغد المشرق للشعب الايراني الذي صار يرى في منظمة مجاهدي خلق أمله الوحيد الوضاء في تحقيق التغيير الجذري في إيران.