23 ديسمبر، 2024 7:29 ص

أمـجـاد يـا عـرب أمـجـاد !

أمـجـاد يـا عـرب أمـجـاد !

مـضـت أيألم قـلـيـلـة عـلـى إسـدال الـستـار عـلـى دورة الألـعـاب الأولـمـبـيـة فـي لـنـدن وكـان أفـضـل مـا عـرفـنـاه وعـرفـه الـعـالـم أجـمـع  هـو أن الـعـرب لا يـجـيـدون أي شـي فـي هـذه الـدنـيـا ، ولـن يـستـطـيـعـوا مـسـايـرة الـعـالـم والإسـهـام فـي حـضـارتـه وتـقـدمـه سـوى التـغـنـي بـمـاضـيـهـم الـمـجـيـد وحـاضـرهـم الـتـلـيـد ، والاسـتــئـثـار بـحـروبـهـم وغـزواتـهـم الــتي خـلـفـت الـخـراب والـدمـار فـي أي بـقـعـة وطــأتـهـا أقـدامـهـم .
لـقـد تـخـطـى عـدد نـفـوس الـعـالـم الـعـربـي حـاجـز المـأتـي مـلـيـنـون نـسـمـة وبـاقتـصـاديـات تـضـاهـي اقـتـصاد ( كـوريـة الـجـنـوبـيـة ) عـشـرات الـمـرات وبـمـسـاحـة أرض تـعـيـش عـلـيـهـا شـبـه جـزيـرة ( ك ج ) تـعـادل نـصـف مـسـاحـة سـلـطـنـة عـمـان وبـكـثـافـة بـشـريـة لا تـتعـدى الـخـمـسـيـن مـلـيـون نـسـمـة ، وشـبـه جـزيـرة  تـكـاد أن تـغـرق مـا بـيـن بـحـر الـيـابـان شـرقـا والـبـحـر الأصـفـر غـربـا ً ، وكـانـت تـعـد مـن أفـقـر بـلـدان الـعـالـم قـبـل خـمـسـيـن عـامـا ً بـعـد أن خـرجـت مـن أتون حـرب ضـروس أكـلت الأخـضـر والـيـابـس ، غـيـر أن الـحـقـائـق الـتـي أفـرزتـهـا دورة الألـعـاب الأولـمـبـيـة الـصـيـفـيـة فـي لـنـدن   عـلـى الأرض تـشـيـر إلـى أن الـعـرب مـتـفـوقـون فـقـط فـي فـن الـخـطـابـة والـثـرثـرة والـكـلام الـمـعـسـول والـتـبـويـب والـتـنـظـيـر ، والـغـيـبـة والـنـمـيـمـة .
كـوريـة الـجـنـوبـيـة ! هـذه الـدولـة الـفـتـيـة  استـطـاعـت ومـنـذ سـنـوات أن تـجـابـه الـغـرب وتـتحـدى أعتي التكنولوجيات لـتـتـفـوق عـلـى إيطـالـيـا وأسـبـانـيـا وأربـا الـشـرقـيـة بـأكـمـلـهـا  ، وتـزاحـم ألـمـانـيـة وفـرنـسـا ، وبـريـطـانـيـيـن والبـلـدان ألاسكندينافية  ، وهـا هـي الآن تـقـتحـم الـسـور الأمريكي الـحـصـيـن  نـدا ً وصـوان !
كـوريـة الـجـنـوبـيـة وحـدهـا حـصـدت ( 28 ) مـيـدالـيـة فـي الألـعـاب الـفـرديـة والـجـمـاعـية مـنـهـا ( 13 ) ذهـبـيـة و ( 8 ) فـضـيـة و ( 7 ) بـرونـزيـات وهـذا إنـجـاز هـائـل لـدولـة صـغـيـرة تـقـع فـي أقـاصـي آسـيـا ، أمـا الـعـرب مـجتـمـعـيـن وبـثـرائـهـم الـفـاحـش لـم يتـمـكـنـوا إلا ّ مـن الـحـصـول عـلـى ( 12 ) ميـدالـية بـائـسـة وبـجـهـود فـرديـة للاعـبـيـن استـحـقـوا الـظـفـر بـهـا لـتـدريـبـاتـهـم الـمتـواصـلـة عـلـى مـدى الأربـع سـنـوات الـمـنـصـرمـة  ، وكـانـت حـصـة الأسـد لـبـلـدان مـصـر والـمـغـرب الـعـربـي . أمـا الـعـراق وعـلـى مـدى مـشـواره الـطـويـل فـلـم يـحـصـل إلا عـلـى بـرونـزيـة واحـدة عـام 1960 وبـجـهـود الـمـلاكـم ( الـبـصـري ) الـمـرحـوم عـبـد الـواحـد عـزيـز فـي رفـع الأثـقـال  !
ويـبـقـى الـسـؤال الأزلـي قـائـمـا ً ، بـمـاذا تـفـوق أو سـيتـفـوق الـعـالـم الـعـربـي  ؟ إذا كـنـا مـتـخـلـفـيـن تكنولوجيا ً وريـاضـيـا ً وثـقـافـيـا ً واجـتـمـاعـيـا ً وسـيـاسـيـا ً وإنـسـانـيـا … !