23 ديسمبر، 2024 2:46 ص

أمصافحة الجبير وظريف بداية لحوار مثمر ؟

أمصافحة الجبير وظريف بداية لحوار مثمر ؟

الحوار أساس حل اي مشكلة، مهما كبرت، ومهما تعقدت. ويقال وصلت المباحثات الى طريق مسدود، دبلوماسياً، يعني إن المشكلة معقدة. أو يقال لم يثمر عن شيء، أي أن المشكلة كبيرة. ويقال هناك إختلاف في وجهات النظر، ويعني إن حلحلة للمشكلة على الطريق. ويقال أن هناك تفهم لما يطرحه الطرفين، أي أن الطرفين توصلا الى تفاهمات مشتركة. إنفجرت الأزمة بين المملكة العربية السعودية، وجارتها عبر الخليج، الجمهورية الإسلامية في إيران. لوجود إحتقانات لم يتم معالجتها بشكل حقيقي، وكان كل طرف يتهم الأخر، بالتدخل بشكل سافر، في قضايا متعددة. منها داخلية، كقضية الحجاج الإيرانيين، وبعض الممارسات الإيرانية، التي تجدها السعودية، لا تتماشى وفرائض الحج، وتثير نزعات، أقل ما يقال عنها، إنها تثير البلبلة عند جموع الحجاج. كإصرار الحجاج الإيرانيين على التظاهر في الديار المقدسة، عند أداء مناسك الحج، ورفع شعار البراءة من الكفار، وشعائر آخرى، غير متفق عليها، لا يريد السعوديون لها أن تحدث، في موسم الحج. وأخرى أكثر خطورة، تهم الأقليم، كالعلاقة بين إيران وأطراف لبنانية كحزب الله. وأطراف يمنية كجماعة أنصار الله الحوثي. وعلاقة إيران مع جماعة حماس في فلسطين. ومحاولات إيران التمدد في كل من سوريا والعراق. هذه مخاوف لا أحد يستطيع أن يمنع السعودية من أن تتوجسها، في ظل غياب أي من القنوات التقليدية المعروفة، بين إيران والسعودية. وخاصة بعد هجوم الغوغاء، إذا ما برئنا ساحة الجهات الرسمية الإيرانية، على مقر السفارة السعودية في طهران، وآثار ذلك الحادث، المدمرة، على العلاقات الرسمية بين البلدين. وإن مثل هذه التوترات، إذا ما أستفحلت، وتجذرت بين الطرفين، فإنها ستكون حتماً، مقدمات حرب. وهنا، فلا يمكن لأحد، أن يتجاهل منطق القوة لدى كليهما. إنهما ترسانتي أسلحة فتاكة. فالقوة الصاروخية الهائلة لدى أيران، مدمرة. وقوة سلاح الجو السعودي، مدمر هو الآخر. وليتصور، ماهو الحال، علىيهما، ومعهما دول الإقليم، إن إندلعت الحرب.

ذكر الكثير، وفي مناسبات سابقة، إن الحوار بين البلدين، الجارين عبر الخليج، المسلمين، هو الحل. ولا شيء غير المباحثات الهادئة المثمرة سبيل للوصول الى ما يبعد الأقليم عن حرب هوجاء، سوف لا تبق أي حال على حاله. وتكون مقدمة لتغيرات جوهرية في الخارطة الجغرافية، لكثير من دول المنطقة. ولذلك فإن أي مراقب، يستبشر خيراً بالمصافحة بين عادل الجبير وزير خارجية السعودية ومحمد جواد ظريف وزير خارجية إيران على هامش اجتماعات المؤتمر الطاريء لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة مؤخراً في إسطنبول، وهذه المصافحة تعني بالعرف الدبلوماسي، الشيء الكثير، ولا تفسر على إنها مصادفة، وإنما هو أمر مدبّر. وهو أمر كبير جداً، بطبيعة الحال. الشيء الأخر الذي لا يقل أهميةً، وتأثيراً. وقد يربط لتزامنه، هو زيارة مقتدى الصدر الى المملكة العربية السعودية، ولقاءه بمحمد بن سلمان ولي العهد، والرجل القوي في المملكة، ونائب الملك حالياً. وعلى الرغم من توجهات الصدر، وتياره الوطنية، والعروبية، ولكنه يبقى محسوباً، شئنا، أم أبينا، على طائفته، وهنا، لا يمكن أن نتجاهل إمتدادات بعض منها، وعلاقتها المعروفة مع أيران. ولذلك لا يمكن أن تحسب زيارة الصدر وفق الإعتبار الوطني العراقي، رغم أهميته بالنسبة للصدر، فحسب، وإنما تدخل، هذه الزيارة، حتماً، ضمن الحسابات الإقليمية، أيضاً. وقد نوه عن ذلك بشكل صريح صلاح العبيدي الناطق الرسمي بإسم تيار الأحرار في لقاء معه على العربية الحدث، بأن الأمور التي تمت مناقشتها بين الطرفين، كانت تهم مشاكل العراق مع محيطه العربي، وكذلك آفاق التعاون التي ينبغي لها أن تكون، لحل مشاكل الأقليم، وإبعادها، بما تنسحب، أو قد تؤثر، إذا ما تمت معالجتها، بإجابية، على جميع دوله. ولذلك فإن هذين الحدثين، المصافحة، والزيارة، يمكن أن يشكلان خطوة لإيجاد ما يدفع نحو التقدم الى الأمام، وأن لغة الحوار والتفاهم، وخاصة في ظل وجود أزمات متعددة، بحاجة الى حلول، هي الوسيلة الوحيدة لتجنب المخاطر التي تحدثها التوترات. وإن شعوب المنطقة، تأمل بمزيد من هذه اللقاءات التي تبعد شبح الحرب، ومأسيها، عن بلدانها. وإن أي خطوة إيجابية،