4 نوفمبر، 2024 9:31 م
Search
Close this search box.

 أمريكا ومعركة الفلوجة وإيران

 أمريكا ومعركة الفلوجة وإيران

تدخل معركة اجتياح الفلوجة ،التي اعلن عنها قادة الحشد الشعبي الطائفي،مرحلة التنفيذ ،بعد ان وجهوا لها احدث الصواريخ الايرانية المحرمة من نوع زلزال وكراد وراجمات وبراميل متفجرة وقصف مركز لطائرات يقودها الطيارون الايرانيون ،كما اثبتت حادثة (بغداد الجديدة-النعيرية)،وفضحت تخرصات العبادي وحشده الطائفي وحكومته البائسة الفاشلة،ان ايران لا تتدخل  في الحرب بالعراق،ناهيك عن مشاركة حرسها الثوري وفيلق القدس الايراني وميليشيات تأتمر بأوامر الولي الفقيه ،وتواجد قاسم سليماني لقيادة معركة الفلوجة،والتي اعلن سليماني شخصيا حين قال لعنه الله(اعطينا عهدا للمرجعية اننا سنصلي يوم العيد في الفلوجة )، فما هي معركة الفلوجة ابعادها ونتائجها وتداعياتها ،وما هو موقف ادارة اوباما من ما يجري هناك ،من ابادة جماعية لسكان الفلوجة وأهلها الكرام الصابرين على يد مجوس العصر وكلاب خامنئي،والبراميل المتفجرة والصواريخ تتساقط عليهم كالمطر ،بعد ان وصفوا الفلوجة بأبشع الاوصاف الطائفية الكريهة التي لا تدل الا عن خستهم ووضاعتهم ودونيتهم (–الفلوجة رأس الافعى-يجب ضرب الفلوجة بالكيمياوي والنووي-يجب جعلها تراب-وووو).
وهكذا تنتظر الفلوجة اليوم او غدا معركة حاسمة لغرض تنفيذ وعودهم الطائفية وإبادتها عن وجه الارض كما يتمنون (خسئوا)،ولكي نطلع القارئ الكريم على استعدادات الحشد الشعبي الطائفي لاجتياح الفلوجة بقيادة سليماني وهادي العامري ،لابد ان نلقي الضوء على طبيعة ارض الفلوجة وصمودها الاسطوري خلال عام ونصف من الان حين حاصرها جيش سيء الصيت نوري سبايكر المالكي ،وضربها بآلاف الصواريخ والبراميل المتفجرة ،دون ان يرف جفن لأهلها الابطال او يكسر من معنوياتهم الهائلة ،بل على العكس اخذوا درسا بليغا في مواجهة العدوان ودحره،اليوم المعركة تختلف باختلاف الاسلحة ومعه الحشد الذي يقال ان عديده بأكثر من ستين الف مقاتل كما صرح بذلك هادي العامري قائد الحشد الشعبي،وكذلك اختلاف استراتيجية ادارة اوباما في التعامل مع الحشد والجيش ،اذن كل ما تغير هو لصالح اهل الفلوجة ومعركتهم مع الحشد الشعبي،كيف ابتداء نقول،ان معركة الفلوجة خاسرة قبل انطلاقتها لعدة اسباب جوهرية ،هي ان تفتقر الى  المبادأة العسكرية والخطة العسكرية والكفاءة العسكرية والعقيدة العسكرية الحرفية،فالحشد كله من (عسكري الدمج المعمم) لا يمتلك رؤية وخبرة العسكر هو يمتلك خبرة التدمير والارض المحروقة بالسلاح الطائفي الثأري،والحقد التاريخي على الفلوجة كما اسلفنا اعلاه،وهذا لايمكن ان يحقق نصرا ولو وهميا على الفلوجة وأهلها،اضافة الى ان من يقاتل في داخل الفلوجة قد اعد العدة للمواجهة ،ومضى على تهديدات العامري وعصابته اشهرا دون تنفيذ ،خوفا من مقاتلي تنظيم الدولة داعش هناك الذي استعدوا تماما لمواجهة الحشد بطرق وإمكانات واستحضارات غير مهودة ومفاجئة لعدوهم ،لذا فالحشد يعرف هذا تماما ويعرف حجم معنويات مقاتليه المتدنية جدا ،وما جرى في بيجي من فشل وهزيمة في السيطرة عليها لأشهر دليل على الفشل الاكيد القادم في معركة الفلوجة،وهذا بحد ذاته ايذانا بفشل المعركة قبل حدوثها،،الحشد وقاسم سليماني والجيش ،نعم سيدخلون الفلوجة وسيعلنون الانتصار التاريخي عليها ،ولكن بعد ان يحيلونها الى تراب كما هددوا ،وهي الطريقة الوحيدة التي فيها ينتصرون على اهل الفلوجة ويبيدونها عن بكرة ابيها ،فهل يستطيعون على هذا العمل الاجرامي الشنيع،نقول هم مصممون على هذا لحجم فشلهم وخزيهم وجبنهم ،في مواجهة مقاتلي التنظيم،لذلك يعمدون الى احداث دمار وتدمير فيها ،وليس لديهم الا هذه الطريقة البشعة من السفالة والجبن،نعم سيفعلون هذا وهم يفعلونها يوميا بضربها بصواريخ سكود وزلزال الايرانية وصواريخ مدمرة،ولكن ما لم يستطيعوا فعله هو تركيع وكسر شوكة اهل الفلوجة ،ربما مقاتلو تنظيم الدولة ينسحبون منها بفعل الصواريخ والطائرات والراجمات والمدفعية الثقيلة ،ولكن سيبقى اهلها مرفوعي الرأس لانهم قاوموا الظلم والطغيان الطائفي ،وهم يدفعون انهم محسوبون على تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
 وهذه فرية ومبرر لابادتهم وهم بريءين من هذه التهمة كما هم اهل الموصل وغيرها من المدن التي يسيطر عليها تنظيم داعش،ولكن ماهو موقف ادارة اوباما وايران من ما يجري وسيجري على الفلوجة من ظلم وتدمير وقتل ممنهج لابنائها ،في ظل فشل حكومي وسكوت حكومي مخجل ومخز ،وصمت مطبق من ما يسمى (سنة الحكومة  ونوابها)، فالموقف الامريكي بدا واضحا على لسان وزير الدفاع والمتحدث باسم البنتاغون ،(انهم ينوون حظر جوي على الفلوجة وعدم السماح للحشد من تنفيذ هجومه عليها فقط الجيش هو من يقوم بالمهمة )،رغم علمهم ان الجيش غير قادر على حسم معركة كبيرة مثل معركة الفلوجة القادمة ،التي تحتاج الى خبرة عسكرية استثنائية لا تتوافر بجيش العبادي،وخطط عسكرية عالية الدقة والمهارة ومعنويات كبيرة للجنود وهذا ايضا يفقده الجيش وهزيمة الانبار غير بعيدة عن هذا،اذن امريكا الان في مأزق الفلوجة ،فهي لاتريد الحشد ان يشارك ويدخل الفلوجة ،ولا تحتمل فشل جيش العبادي ثانية في الفلوجة بعد الانبار لان ذلك سيكون على حساب سمعة امريكا في العالم وفشلها التي ستعتبر فضيحة للاستيراتيجية الامريكية الجديدة في العراق،فماذا تختار لتجنب الفشل هذا ما ستكشفه الايام المقبلة ،ولكن اذا ما نفذ هجوم الحشد الشعبي الطائفي ،ويكون الفشل واضحا بعد ان تعيث مجاميع الحشد تدميرا وحرقا وتهجيرا بأهلها ،سيكون الرد الامريكي ضعيفا ومهزوزا،الاكيد ان ادارة امريكا لا تجازف وتترك الحشد ينفذ وعوده لأنها فشل لها ،امريكا اعطت اشارات واضحة امس بأنها لا تسمح بمشاركة الحشد في المعركة وتفضل الجيش فقط مع دعم لوجستي واستخباري امريكي كبير وغطاء جوي كامل السيطرة على المدينة ،للحفاظ على السكان المدنيين(كما تدعي) ،معركة الفلوجة اختبار حقيقي لأمريكا اولا وللحشد الطائفي ،الذي يهدد ويرفض الاوامر الامريكية فهل يستطيع الخروج والتمرد على اوامر اوباما ويدخل المعركة رغما عنه هذا امتحان للطرفين ،لذلك نقول ان معركة الفلوجة حاسمة على كل الصعد،وهي محطة اختبار للحشد وادارة امريكا وايران والصراع بينهما على تقاسم النفوذ في العراق ،اما المتفرجون على جريمة الهجوم على الفلوجة ،هم عناصر داعش، الذين ينتظرون بفارغ الصبر الهجوم،هذا الهجوم الذي ولد ميتا قبل وقوعه ،معركة الفلوجة معركة الحسم انتظروها وانتظروا هزيمة الحشد وايران فيها وسيتجرعون السم الزعاف كما تجرع من قبلهم خميني المقبور..

أحدث المقالات