23 ديسمبر، 2024 6:38 ص

أمريكا وسياسة التوريط العالمية

أمريكا وسياسة التوريط العالمية

نلاحظ ان القيم الأخلاقية العليا لدى البعض قد وهنت خلال وبعد الاحتلال .
ومن خلال الثقافة الطارئة على مجتمع كان قد عانى ما عانى من حيف ، والتي استقدمت من كل الأرجاء المعمورة،لا لشيء ألا لاستدراج المواطن ووضع العصا في عجلة التقدم ان وجد .
استطاعوا ان يرسموا معالم و يحددوا موقع القبلة لدى البعض من خلال وسائل الاتصال  والفضائيات المختلفة ، بعد إحكام الخناق طيلة السنوات  الماضية،
وإذلال الشعب ، دون النظام الذي بقي بعافيته متناغما مع الصروف .. وما تمليه عليه     طبيعة المستعمر من قبول ورفض ، ومهادنة واستنكار .
 انطلت هذه الكذبة على مجتمعات لها طبيعة مغايرة عن طبيعة المثقف الذي تفاءل بداية بالواقع بحذر ولم يتفاءل بـالـواقع  الافتراضي غير المخطط له البتة حيث اتضح جليا بعد انقضاء عام المحنة الأول .. المعالم أو الخطوط العريضة لما تأسس له هذه السياسة من أرباك عام استشرى في جميع القطاعات، بعد ان دأبوا الى تفتيت لحمة المجتمع العراقي من خلال المس و العبث في نسيجه القلق  ..
 وما كان للمثقف من سلاح خفي في ذلك  الزمن أظهره الآن، بعد ان أقصي النظام الشمولي وحلت محله حكومات لا تتفق وما يصبوا له الشعب من توفير لكل الضروريات المهمة والخدمات من امن،  صحة ، تعليم  …الخ.. لقد كان له الدور الكبير في أذكاء جذوة الوعي الأخلاقي لمن يستوعب الوعي منهم ، ورفع الروح الوطنية المحبطة التي أنهكتها السياسات السابقة..وتوالي سياسات دول الجوار عليها .
انا اتفق على ان مكون الشعب العراقي صعب .. والأصعب منه ، عدم التعايش مع حتمية وجود هذا المكون دون الآخر، والعراقي الذي ينتمي الى هذا المذهب أو ذاك
أو هذه الجهة أو تلك ، أو الحزب الفلاني أو العلاني …  سرعان ما ينصب نفسه محاميا عن وجه حق أم باطل ،ويتمادى في ذلك من اجل مكاسبه المادية والسلطوية
ويبقى غير المثقف عاطفي إزاء ما يطرأ من متغيرات على ساحة الاحتراب باختلاف أشكاله ، ايدلوجدي ، طائفي ،   مناطقي … وانفعالاته كعارض لحالته الأيدلوجية المتقلبة  كثيرا ، فهذا اليوم هو راض على ذاك  وغدا يعلن حربه عليه،
وبعدها يندفع  مصفقا له بحماس، أراهن على ان أمريكا لا تراهن على حاضر العراق السياسي ولا حتى على مستقبله ، فهذا دأبها مع دول العالم الثالث والرابع .. …والعاشر!!  وللتاريخ شواهد و أمثلة حية على كل ذلك ، فماضيها مضرج بالسواد، وسياسة التوريط التي انتهجتها لتفتيت اللحمة الوطنية معتمدة في كل ذلك على خارطة الشعب العراقي ، ما هي ألا سياسة من سياسات فرض النفوذ والسيطرة بل وأمركة المجتمع الذي بداية لم تدرك كنه ، لتخوض معه بهكذا تفاصيل ، في هذه المهزلة الكبرى..
وحاضرها الذي لم تدركه ألا على أعتاب أزمة اقتصادية عالمية هزت عرش الرأسمالية اعلاميا على الاقل ، ان لم تكن هناك تدابير وصمامات أمان اتخذتها  ،ولم تتخذها مع أزمة الشعب العراقي الذي صار مأسورا بين اختلاس هذا المسؤول ونهب ذاك ..!
وتصريحات مترعة بالكذب والتسويف تصب في عراق امن ، ديمقراطي ، تعددي
…الخ من المسميات التي من خلالها ، صار للساسة مواقعهم كبيادق الشطرنج على خارطة الحقيقة ولأمريكا اليد الطولى فيها ..