بات من المعروف أن أمريكا وراء كثير من المشاكل التي حدثت في السابق، ولا زالت ليومنا هذا.. ويسهل على الإعلام إعادة توجيه الإنسان غير المطلع بعيدا عن الحقيقة، بفضل الماكنة الإعلامية التي تدير هذا الملف الخطير، ولنا درس ليس ببعيداً كثيراً, عندما أوهمت إحدى الشركات المختصة عندما زجّت إبنة السفير الكويتي، المولودة في أميركا والتي تتقن اللغة الإنكليزية على إنها مواطنة من الكويت، وشاهدت كيف يقوم الجيش العراقي بسرقة الحاضنات من المستشفيات، وفات المستجوبين كيف لطفلة وبهذا العمر إتقان اللغة الأميركية الدارجة !
إتخذ مجلس الأمن الدولي القرار المشؤوم، بضرب العراق على يد إثنين وثلاثين دولة، بضمنهم بعض العرب.. وهم لا يعرفون( أُس) المشكلة التي دفعت صدام بغزو الكويت في حينها، ولسنا هنا نحاول تبرير الغزو، فبفكر البعث المقبور أن المشاكل تحل بالقوة، ناهيك عن الضوء الأخضر من قبل أميركا لصدام وأن الطريق لك سالكة، وهذا كان فخاً وقع فيه بطريقة الإستغفال لجرهِ لحربْ إستنزاف للقوة العسكرية، التي تمرست القتال ضد إيران لثمان سنوات .
منذ حرب فيتنام في عهد جون كينيدي وليومنا هذا في القرن المنصرم، لم تنجو دولة في العالم من التدخل الأمريكي، كما تدخلها في أميركا الجنوبية ودعمها منظمة الكونترا, وغيرها من التي تدعمها ماليا أو لوجستياً، بغرض إقلاق الوضع للدول التي تكن العداء لها، بمجرد مخالفتها المصالح الأمريكية أو تتعارض معها، وبقيت كوبا الدولة الوحيدة عصية عليها، أما من ركن لجانبها فهو ديكتاتور يخشى شعبه، ويحتاج لتلك المساندة ويريد بكل الوسائل الحفاظ على كرسيه .
الوضع لدول الخليج مختلف، فكلها تقريبا تسير حسب الطلب، أيضاً الخشية على المناصب وبقاء العوائل مسيطرة على سدة الحكم تتوارثه جيل بعد جيل، والأمثلة كثيرة على ذلك، وتتبعها باقي دول المنطقة، والمثير للعجب ويدفعك لأكثر من سؤال, أن هؤلاء ينتقدون العملية السياسية في العراق, وكيف أن ديمقراطيتهُ ناقصة، وهم لم يجربوها يوما!.. بل يدفعون كل ما يملكون لكيلا يتم تطبيقها في بلادهم، لان أمريكا تقف خلف أنظمتهم، وتدافع عنها لقاء بيع السلاح عليهم، لدعم تلك الدول من الأدوات التي تثير المشاكل في كل بقاع العالم تنفيذا لأوامرها .
التدخل بالشأن العراقي بدأ واضحاً للعيان, مباشرة بعد الغزو وإستقرار الوضع في بداية سقوط النظام البعثي المقبور، حيث ظهرت للساحة المجاميع الإرهابية، ترافقها التنظيمات المدعومة من قبل شخصيات عراقية مشاركة بالعملية السياسية، أبرزهم “طارق الهاشمي”، ويأتي بالمرتبة الثانية “كامل الدليمي” الذي تم عقد إتفاق معه بعد إنفضاح أمره بالسفر لخارج العراق، ليلقى حتفه بعد ذلك وتنتهي بذلك حقبة التنظيمات، ويبقى تنظيم القاعدة وبقايا التنظيمات التي إنتهى تمويلها بانكشاف مموليها، ليتحول تنظيم القاعدة الى التسمية الجديدة (داعش) .
اليوم تعمل أمريكا بواسطة عملائها في العراق، وسهولة التحرك بفضل إضعاف المؤسسات الأمنية، كذلك شمال العراق ومقر تخريبه في … التي تضم كل ضباط مخابرات الدول التي لا تريد للعراق خيراً، مضاف اليه كل من يكن العداء تجده هناك وهذا يضع أكثر من علامة إستفهام؟ يقابلها الصمت المحيّر من قبل الحكومة الإتحادية، والتي باستطاعتها وحسب الأعراف الدولية، أن تلقي القبض على كل هؤلاء، لكن بوجود الأمريكان ودفاعهم عن حكم العوائل يقف حائلاً دون ذلك .
في الفترة الأخيرة بدأت باستخدام سلاح جديد، وهو سلاح نشر الأمراض والاوبئة، التي لم تكن موجودة حتى قبل عالم التحضر والنظافة، وبدأته بفايروسات قيل أنها بالأصل أمريكي الصنع، ونال مصنعه براءة إختراع قبل سنوات قليلة، ونشرت تركيزه على العراق والصين وإيران، وليظهر أخيرا جدري القرود, ولا ننسى حمى الوادي المتصدع والحمى النزفية، فهل ستفي روسيا وعدها، عندما ستعرض الأدوات التي تدين أمريكا في مجلس الأمن الدولي، بعدما عثرت على الوثائق في أوكرانيا تدين امريكا ؟ إن هي مجرد ورقة ضغط إعلامي لا أكثر, تضحك بها علينا كما فعلت أمريكا قبلها!