23 ديسمبر، 2024 12:31 م

أمريكا وتغيير اللعبة السياسية في العراق    

أمريكا وتغيير اللعبة السياسية في العراق    

احدث استجواب وزير الدفاع العراقي، في جلسة مجلس النواب ، انقلابا سياسيا في العملية السياسية ،التي تعاني منذ اعوام الموت السريري ،نتيجة الفساد المالي والفشل السياسي والعسكري ، الذي مهد لتنظيم داعش الاجرامي،السيطرة على ثلث العراق،ويأتي استجواب الوزير في خضم ازمات حقيقية، وانهيارات سياسية مستعصية ،في حكومة العبادي وبرلمان سليم الجبوري، فحكومة العبادي ناقصة ،وتعاني اعلان انهيارها الكامل وسقوطها باية لحظة ، بعد فشل اصلاحات العبادي ومظاهرات الصدر، وبرلمان منشق معوق وعاطل عن تشريع القوانين، بسبب الصراعات السياسية بين الكتل والاحزاب، التي تدير العملية السياسية ، لتأتي شهادة الوزير وتلقي حجرة في بركة فاسدة ،وتثير زوبعة من الاتهامات والتسقيطات ، لاعضاء ورئيس مجلس النواب، وكأنها مسرحية درامية ، ننتظر فصولها المأساوية لحظة بلحظة ، 
ووسط اجواء سيااسية غاية في الفوضى والاحتراب والتسقيط السياسي،وقبل ان نمضي في فصول المسرحية وكشف مؤلفها ومخرجها، نسلط الضوء على مجريات الاتهامات والتراشقات السياسية ،بين المتهمين ورؤوساء الكتل ، ولنبدأ برئيس مجلس النواب سليم الجبوري، الذي حالما وجه الوزير اتهامه له،وفضح محاولاته الابتزازية وخروقاته القانونية بوزارة التربية وتجييرها لصالح الحزب الاسلامي والتلاعب بالاسئلة الوزارية والتعيينات وطبع الكتب والمناهج وغيرها، الى صفقات العقود للجيش وغيرها مما طرحه الوزير بكل ثقة واصرار ، مما حدا برئيس البرلمان النزول من منصة المجلس والهروب خارج القاعة ، خوفا من مواجهة اتهامات الوزير الدامغة حول ابتزازه هو واخوته وبعض اعضاء مجلس النواب ، الذين ذكرهم الوزير بافادته واتهامه لهم ، قبل ان يعرج على عضوي المجلس عالية نصيف وحنان الفتلاوي ، وفضح تصرفاتهن معه وتهديدهن له في صفقات فساد موثقة ودلائ لثابتة وتسجيلات صوتية لجميع من اتهمهم في داخل الجلسة ، وممن لم يذكرهم ، مما اجبر رئيس الوزراء ان يصدر قرارا خارج صلاحياته وبنفس الساعة بمنع سفر من ورد اسمه من السفر، وتلاه رئيس المجلس بتوجيه كتاب بتشكيل لجان تحقيقية مع الوزير من هيئة النزاهة وتقديم اعضاء المجلس المتهمين شكاوى ضد الوزير (ترهيبا له)، 
وكلها بيوم واحد ، وهكذا ذهب الوزير في اليوم الثاني الى هيئة النزاهة بعد استدعائه من قبلها ،لتقديم اثباتاته موثقة وبأدلة صوتية ومكتوبة وافلام عن المتهمين كل على حدا ، لم تنته عملية الاتهامات، وظهرت اسماء اخرى وراء الستار ، والعملية مازالت تتفاعل والفضائح تعلن على العالم ،كأكبر فضيحة فساد في العالم ، وتصدى لهذه الفضيحة رموز العملية السياسية ، واصطفوا مع اتهمات الوزير وضرورة محاسبة الفاسد، ونسوا انفسهم انهم هم رموز الفساد وحيتانه ، فعمار الحكيم ومقتدى الصدر وحيدر العبادي ونوري المالكي ،يطلبون احالة كل الفاسدين الى القضاء (العادل )،وهم مع وزير الدفاع في (جرأته ) على كشف المفسدين، في حين يرى الشعب العراقي،ان الاولى بالاحالة الى القضاء هم حيتان الفساد ولصوص العملية السياسية ورموزها الدينية الفاسدة،وعمائمها العفنة الملطخة بدماء العراقيين ، والغارقة في السرقة ونهب ثروات العراق، الى هنا وفصولها المسرحية ما تزال دخاخينها ترتفع الى عنان السماء، فاضحة من نهب وسرق المال العام، وأثرى من السحت الحرام، وإن ما كشفه (العبيدي) هم صغار اللصوص، وليس الحيتان التي تنوح وتلطم على صدرها ليل نهار باسم الدين ،هذا هو المشهد الان والايام القادمة ستشهد المزيد الرؤوس الكبيرة تتدحرج بفضيحة الفساد ،وتكبر كرة الثلج لتشمل كل من تلطخت ايديه بالدم والمال العراقي طوال سنوات الاحتلال ولحد الان ، فهل تنتهي هذه المهزلة والمسرحية نهاية واقعية كما تنتهي كل المسرحيات الدرامية نهاية محزنة ، أم ان هناك سيناريوهات امريكية حبكتها ادارة اوباما لايقاع من تلوث بالمال العراقي الحرام ،وفضحه امام العالم ، هذه نهاية المسرحية الامريكية التأليف والاخراج، ولكن كيف ..؟،تذكرون قبل اشهر قليلة اعلنت جهات امريكية رسمية ،عن اسماء عراقية هربت اموالها الى الخارج على شكل غسيل اموال، وشراء عمارات وفلل وعقارات وووفي دول الخليج ولندن وفرنسا وامريكا وغيرها ،واعلنت عن (كبار اثرياء العراق وبالاسماء) 
في العالم، ثم أعلن الرئيس اوباما أن امريكا تبحث عن شريك(سني قوي في العراق)، وظهر على سطح الاحداث الشيخ خميس الخنجرومؤتمر باريس ، وفشل المؤتمر،وبعده ظهر لنا ايضا الشيخ جمال الضاري وعقد مؤتمر باريس وفشل المؤتمر بتوجيه امريكي، ثم استدعي خالد العبيدي الى واشنطن، قبل اشهر قليلة ،أي بعد مؤتمر الشيخ جمال الضاري مباشرة،وتم توجيهه وتطمينه ودعمه لمرحلة امريكية قادمة،أي بعد تحرير الموصل وكسب معركتها لصالح الانتخابات الرئاسية الامريكية، وتذكرون قبلها ،كانت تصريحات وزيارات وجولات وزير الدفاع خالد العبيدي خجولة ومراوغة ،ومنها انه لايملك صلاحيات وغير مسؤول عن أية معركة، لان المعارك من اختصاص القيادة المشتركة بقيادة طالب شغاتي ، 
وهكذا يبرر ضعفه ويلقي بالمسؤولية على غيره، ويتهرب من الاسئلة الملحة لضعف دوره في المعارك وغلبة سطوة ونفوذ قادة الميليشيات ، الا ان العبيدي بعد زيارته لواشنطن واخذه الضوء الاخضر ،تغيرت جولاته وتصريحاته ، وكان أخرها تواجده في معركة الفلوجة واستحضارات معركة الموصل الامريكية، لان ادارة اوباما تعتبر العبيدي ،الرجل الامريكي المقبل في العراق، وهكذا اعطته صلاحيات اتهام اكبر رؤوس الفساد في العراق، وفضحهم واسقاطهم امام العالم والعراقيين،وهكذا اوكلت ادارة اوباما لخالد العبيدي،دورا رئيسيا لها بعد استعادة مدينة الموصل ،في يناير القادم، وما مسرحية الاتهامات الاخيرة،الا جس نبض الشارع العراقي، لتمهيده لاستيعاب الصدمة الكبرى،باحالة رؤوس وحيتان الفساد ممن اوغل في نهب ثروات العراق وسلم مدنه لتنظيم داعش والميليشيات الايرانية، ونشر الفساد بكل مفاصل الوزارات والمؤسسات الحكومية،وأوصل العراق الى قاع الخراب والدمار والطائفية، وهنا تقصد امريكا ،الاحزاب الايرانية التي تشرف على السلطة، وتديرها بوحي واوامر المرشد الايراني ، وأنشأت بتوجيهه الحرس الثوري الاسلامي العراقي، بفتوى دينية توريطية لمرجعية النجف التي تنصلت من كل جرائم الميليشيات وتنصلت من فتواها الدينية لغرض قتال (السنة) تحت يافطة الجهاد الكفائي ، وتبرأت من كل جرائمه التي اساءت لها حسب ادعائها، وبهذا انكشفت مؤامرة طهران على المرجعية وتجييرها لاجندتها ومشروعها في العراق وسوريا ، ان فصول المسرحية الامريكية لم تنته، بل الان بدأت فصولها ، وستتفاجئون بما يقدمه المخرج الامريكي من فن وفذلكة هوليودية ،في المشهد السياسي العراقين الذي سيقلب الطاولة كلها على جلاسها ، ومن يتابع تسريبات ادارة اوباما والصحف الامريكية والسي أي أي، حول العراق، والمرافقة للانتخابات الامريكية والبروبغندا لها ، يصل الى حقيقة ما نقول ، ان المشهد العراقي السياسي والعسكري سينتهي قريبا جدا، وكما اعلنا ان وجوها ستغادر العملية السياسية بفضيحة وبدونها، وسيكون العام القادم العراق بلا عمائم كما هو مقرر امريكيا، وما تسريبات دعاية ترامب وجوقة دعايته الانتخابية، الا جزء من الكأس الامريكي الفارغ، حيث تسرب منها ، 
ان برنامج الرئيس القادم ترامب ،هو القضاء على داعش نهائيا والغاء الاتفاق النووي مع ايران، واعلان الحرب عليها، والقضاء على ميليشياتها في العراق وسوريا ، وتغيير بوصلة حكومة بغداد 180 درجة ، وتهيئة حكومة لا تتبع لايران ولا تواليها وانما ولاؤها للعراق فقط، ،وبالرغم ان هذا الكلام سابق لاوانه، وعلى اهميته للعراق، انه يفتح كوة في ليل طويل من الجراح والموت والقتل المجاني، وانفلات الميليشيات وتوحش داعش، ولكنه يبقى امنيات قبل التحقق، ان ما نريد قوله والتأكيد عليه هنا ،هو ان اللعبة الامريكية والسيناريو الامريكي في العراق هو في طريقه الى التغيير الجذري لما هو بعد معركة الموصل بكل تأكيد، وما مسرحية خالد العبيدي ،الا هي الفصل الاول من اللعبة والسيناريو ، تابعوه جيدا ، فهو مثير، ويضع العراق في مرحلة جديدة من تاريخه ،وسيقلب موازين القوة والقوى في المنطقة كلها…………..