17 نوفمبر، 2024 9:37 م
Search
Close this search box.

أمريكا وإيران تدرسان استبدال المالكي

أمريكا وإيران تدرسان استبدال المالكي

في مرحلة صعبة من تاريخ العراق تم طرح مجموعة أسماء وشخصيات لرئاسة الوزراء آنذاك حينها كان العراق مشتعلا بحرب طائفية وكانت المرحلة بحاجة إلى تغيير وإعادة رسم الأوراق من جديد بالنسبة للأمريكيين والإيرانيين على حد سواء , وبعد التوافق بين الحلفين وقع الاختيار على نوري المالكي كرجل يمثل حلا وسطا بين أطراف العملية السياسية العراقية , والاهم القبول الإيراني ,لتبدأ حقبة جديدة في تاريخ العراق السياسي دشنت بخرق جميع القوانين والعمل بطريقة تسلطية ,وعلى ما يبدو فإن الرجل أصبح مغرورا معجبا بنفسه إلى حد كبير وضرب بعرض الحائط كل أوامر من جاء به حاكما لرئاسة وزراء العراق ليفعل ما يفعل وليقود البلد إلى سلسلة أزمات ولم تنته إلى هذه الحظة , حيث تؤكد أدبيات المالكي الطموح على أن ضرب سنة العراق هو احد أهم المشاريع في فكره المغرور والخطوة الأولى للسيطرة والنفوذ والانفراد بالعراق بقمع التظاهرات وصم الأذان عنهم وتحويلها إلى مواجهات عسكرية ,هذه كلها أفكارا فتحت أذهان الحلفين الأمريكي والإيراني على إعادة ترتيب الخارطة السياسية العراقية مجددا والتفكير مليا برئيس وزراء جديد لأن الخطر قادم على مصالحهم في المنطقة ,فكان لابد من التنفيس لهذا الخطر وإن كان خفيا ويجري خلف الأبواب المغلقة وبدون علم الإعلام ,
مجزرة الحويجة و ديالى مؤخرا وحملات الاعتقال والاغتيالات المنظمة والاستهداف الطائفي والتخبط السياسي الواضح في نهجه .. كانت حربا قد أعلنها المالكي صراحة بين الشعب ونظامه أرادت أن تحرق العراق وتجرّ به نحو المستنقع السوري واحتمال عودة العراق إلى هذه الصورة والتفكير بهذه العقلية للرجل ممكنه وجائزة ومازالت قائمة نقول أن العراق سورية جديدة .. أفكارا منطقية من الناحية السياسية هي التي بدأت تدفع جديا بإيران وأمريكا للعمل لاستبدال المالكي برجل آخر أكثر حكمة فورا قبل فوات الأوان , كلها رسائل وصلت من حاكم بغداد للعالم بأسره أن خطرا قادما لا محال وأن العراق قد صنع رجلا مغامرا دكتاتورا جديدا
إن تصريحات الرجل المتذبذبة توحي أن الأيام القادمة لابد من أن يفقد صوابه ويفعل فعلته على غرار همجية أسد سورية لتشتعل المنطقة العربية بأسرها
لم يكن مفاجأة لي أن اسمع مثل هكذا خبرا هاما من مصادري المتواضعة باستبدال المالكي لكن المفاجئ بالخبر أن ثمة رجل قادم لقيادة المرحلة القادمة مخفي الصورة والاسم على الجميع ولم يتم الإعلان عنه حتى هذه اللحظة داخل الغرف المظلمة المتحكمة بالورقة العراقية ,المهم أن يعمل على ضوء أملاءات إيران وأمريكا وأن ينأى بنفسه والعراق من أي تخبط سياسي ويعيد التوازن الحقيقي بين مكونات العراقيين خصوصا العرب السنة .
واعتقد إن دور نوري المالكي ها قد انتهى فعلا فبعد أربعة أشهر أو يزيد من اندلاع التظاهرات المنددة بسياسته المتعثرة وحقيقة الأمر إن الاعتصامات كانت بمثابة اختبارا حقيقيا له ,طبعا المراقب للأحداث يرى أن أمريكا لم تتدخل بل كانت تتفرج من فوق التل تراقب عن كثب تصرفات من كان موثوقا به يمثل جزءا من أحلام البيت البيض إلا أن الاتصالات كانت تجري على قدم وساق مع الإيرانيين بصورة سرية مباشرة ، أن إنصحوا شابكم المراهق لأن المارد السني استيقظ والسفينة سوف تغرق لكن دون جدوى الرجل لا يسمع ، مشكلته مغرور بمن حوله ,وبحلمه أن يقود العراق لولاية ثالثة جديدة
المالكي يسعى إلى دخول التاريخ من بوابة هذه الأزمات ويريد أن يجعل من العراق عراقا جديدا يكون منطلقا لفرض أجندته الخاصة تحت عنوان العراق “الدكتاقراطي “الجديد “بالنسبة للطرف الإيراني إن الفرصة التي منحتها له كانت كافية ليثبت جدارته والمشوارقد  انتهى ولابد من التفكير بشخصية أخرى أنضج سياسيا,
تشير كل الأخبار والتحليلات على أرض الواقع على أن المرحلة القادمة هي مرحلة تغيير نظام بغداد ليس حبا و لا خوفا من الحلفين على العراق والعراقيين إنما هي حلقة من مسلسل السيطرة على دول الشرق الأوسط بأقل التكاليف والنظر من جديد بسياسة العراق بما يتوافق مع المصالح الأمريكية الاستراتيجية والإيديولوجية
كشرط أساسي لسيناريو معد سلفا لمنطقة الشرق الأوسط والعراق هو الحلقة الأبرز والاهم
لسيناريو تؤمن به أمريكا وإيران للمرحلة القادمة .

أحدث المقالات