أثبتت إدارة اوباما فشلها الذريع في محاربة تنظيمات الدولة الإسلامية في العراق والشام، وإنفضحت أكذوبة التحالف الدولي لمحاربة ما تسميه (تنظيم داعش في العراق)، ذلك أن أمريكا أصبحت بسياستها الفاشلة في الشرق الأوسط والعالم أضحوكة ،ففشلها الذريع في ملفات العراق وسوريا وأفغانستان وأوكرانيا واليمن، دليل صارخ على هذا الفشل ولكي نضع إدارة اوباما في صورة الفشل السياسي ،سنستعرض أهم المحطات التي تؤكد هذا ،ففي داخل الكونغرس الأمريكي يواجه اوباما معركة شرسة من أعضاء الحزب الجمهوري ذات الأغلبية ،لتمرير قرارات مصيرية ،مثل إرسال قوات برية للعراق لمقاتلة داعش،أو التصويت على الاتفاقية النووية مع إيران على برنامجها النووي،وغيرها من القرارات التي فشل اوباما لحد الآن من إقناع الكونغرس من تمريرها ،ولنأت الى العراق وورطة اوباما وإدارته فيه وسقوطه في مستنقعه ،من خلال إطلاق يد إيران لتحتله وتملأ الفراغ المزعوم فيه،والتي أصبح نفوذها في العراق هي وميليشياتها يفوق الوصف ،وهذا اخذ يتحدث فيه السياسيون والمراقبون والمحللون الأمريكان أنفسهم ،وينتقدون اوباما لتسليمه العراق لإيران على طبق من ذهب،فالميليشيات الإيرانية الولاء والتسليح والتدريب والتمويل هي الحاكم الناهي في العراق ،باعتراف الساسة العراقيين ،وجرائمها على الأرض تتحدث عنها تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والعفو الدولية وغيرها ،وأصبحت قوتها ونفوذها اكبر من نفوذ الحكومة والجيش ،وتصريحات رئيس الأركان الأمريكية ووزير الدفاع تؤكد هذه الحقيقة ،وتخوفهم من نتائج وممارسات هذه الميليشيات الإيرانية والنفوذ الإيراني بعد معركة تكريت ،هو الشاغل الأكبر لإدارة اوباما ،فكيف إذن تنظر أمريكا الى النفوذ الإيراني والتوسع الإيراني في العراق والمنطقة ،خاصة بعد أن أعلنت إيران وقادتها تدخلهم المباشر والعلني في معارك صلاح الدين والانبار وكركوك وديالى،وصولات قاسم سليماني وجولاته في سوح المعارك علانية مع هادي العامري رئيس منظمة بدر ،وهل هناك صفقات وتواطئات أمريكية تجاه ما تلعبه إيران من دور احتلالي للعراق ،باسم (الحشد الطائفي) بحجة محاربة الدولة الإسلامية ،لأهداف وأجندات إيرانية معروفة ومنها الانتقام من أهل المحافظات الساخنة كما تسميها ولا نريد أن نسميها (السنية لطائفية المصطلح البغيض)،ولكنها الحقيقة ،فما جرى ويجري في تكريت ،هو تصفية حسابات (عراقية-إيرانية).
وسنقول لكم كيف،فالميليشيات بدر وعصائب أهل الحق وحركة حزب الله وكتائب الإمام علي وغيرها قامت بأعمال انتقامية بالصوت والصورة من عشائر( البوعجيل والبوناصر)،وقتلت أبناءهم وأحرقت بيوتهم دون أن تفرق بين ما هو في داعش منهم وقتل جنود سبا يكر ومن هو بريء سوى انه ينتمي الى هاتين العشيرتين ،فيما قامت الميليشيات الإيرانية بتنفيذ انتقام ثأري لحقد دفين لتاريخ قريب ،حيث قامت برفع صورة قاسم سليماني وإعلامها الإيرانية فوق ضريح الرئيس الراحل صدام حسين ،في إشارة انتقامية ورسالة إيرانية للعراقيين إننا جئنا لننتقم ،(كيف تكون الطائفية إذن) وكيف يكون شكل الانتقام والثأر التاريخي ،وكيف يأمن الآخرون على حياتهم وبيوتهم إذا دخلت هذه الميليشيات بحجة (تحريرهم من داعش)، وهي تمارس القتل والحرق والاعتقال على الأسس الطائفية والعنصرية ،وقد اعترفت بإعمالها الانتقامية المرجعية والسيد مقتدى الصدر وعمار الحكيم وحذروا من نتائج هذه الأفعال التي وصفوها (بالوقحة)،واللامسؤلة والمندسة وغيرها من الألفاظ التي تؤكد اختراق الميليشيات للحشد وتشويه صورته التي أرادتها المرجعية أن تكون وطنية ونقية ،ولكن لوثتها هذه الميليشيات الطائفية،وهاهم أهل نينوى يرفضون دخولها لنينوى كما جاء على لسان احد نواب الموصل،ولكن ماهو موقف أمريكا من هذا كله وما هو دورها،إدارة اوباما نأت بنفسها عن معركة تكريت وألقت الفشل على حكومة العبادي وإيران والميليشيات منتقدة دورها الطائفي وتخوفها منه في جر أبناء السنة واصطفافهم مع داعش كما تقول،وفي المقابل هي تبارك(انتصارات )هذه الميليشيات والجيش في تكريت،فأية ازدواجية مفضوحة تمارسها إدارة اوباما في العراق،فهي تلقي بالأسلحة والمؤن لداعش في محافظات نينوى والانبار وغيرها( بالخطأ)، وتضرب ارتال الميليشيات (بالخطأ أيضا)، وتصرح بأنها ستسلح العشائر السنية وتكذب عليهم ،في حين إيران تزود الميليشيات بأحدث الصواريخ والأسلحة الإيرانية الثقيلة منها والخفيفة،ثم أين جهد دول التحالف في المعركة ،ولماذا كل هذا الكذب والافتراء والضحك على الذقون ،لقد اثبت التحالف الدولي فشله في العراق ،وعدم قدرته على مواجهة تنظيمات الدولة الإسلامية التي تتمدد يوميا على حساب هذا التحالف الأكذوبة ،وتحقق انتصاراتها وصمودها أمام الميليشيات الإيرانية(معركة تكريت مثالا)،وهنا لا يفهم أنني أطبل وأزمر وامدح ما تحققه الدولة الإسلامية داعش فهي لا تحتاج مني هذا أبدا ،ولكن هذا ما متحقق على الأرض في كل القواطع(نواب الانبار)وشيوخها يقولون أن داعش يفرض سيطرته على الانبار ومدنها بنسبة 90%،ونواب صلاح الدين يشكون من تأخر حسم معركة تكريت ،التي فشل الجيش والحشد الميليشياوي في الدخول لها رغم كثافة أعداد الجيش والحشد عدة وعددا لا يضاهى،وهكذا في محاور نينوى مع قوات البشمركة،إذن أين همبلات التحالف ووعوده الكاذبة،أما الضربات الجوية فأثبتت عدم أهميتها اللوجستية،وما هي إلا ذر الرماد في العيون،لان هدف أمريكا ليس القضاء على داعش كما تدعي.
وإنما هدفها الرئيسي هو إشعال الحرب الأهلية الطائفية وإنهاك كل الخصوم في وقت واحد،إضافة الى صفقة البرنامج النووي الإيراني المزمع توقيع الاتفاقية معها قريبا،هذا هو الهدف الأول والباقي هي تقع ضمن السيناريو الأمريكي ،الذي بدأ يتضح شيئا فشيئا في المنطقة ،خاصة بعد تصريح جون كيري وزير خارجية اوباما بطلبه التفاوض مع بشار الأسد حول الملف السوري الشائك،وهذا دليل آخر على الفشل الأمريكي في سوريا،وعدم جدية الإدارة الأمريكية في معالجة ملفها إلا بعد الانتهاء من اتفاقيتها مع إيران بصفقة جديدة من ضمنها ملف اليمن الذي أصبحت إيران تتحكم فيه بشكل علني،إذن أكذوبة التحالف الدولي بقيادة أمريكا هو أكذوبة بامتياز ،الهدف منه تحقيق أجندات أمريكية-إيرانية في تقاسم النفوذ والمصالح وإدخال المنطقة في أتون الحرب الأهلية الطائفية والدينية ،وهذا أصبح واقعا ملموسا نراه كل يوم ……..