27 ديسمبر، 2024 2:16 ص

أمريكا تُعلنُ الحربَ على إيران..!!

أمريكا تُعلنُ الحربَ على إيران..!!

بإعلان الرئيس ترمب،فرض عقوبات أحادية مباشرة على إيران، وتهدّيد كلَّ مَن يرفض تنفيذ هذه العقوبات، بعواقب وخيمة، تكون الإدارة الامريكية ،قد أعلنت الحرب على إيران مباشرة،فماهي معطيات هذه الحرب، ومن هم المشاركون فيها،وأين ساحتها، وماهي إنعكاساتها على منطقة الشرق الاوسط ،إبتداء نقول،إن الأحداث تتسارع في عموم المنطقة نحو الأسوأ، فالفوضى في لبنان تنذر بذهاب لبنان الى الجحيم، كما وصف رئيسها عون، وفي العراق، معركة الكاظمي بدأت مع حيتان الفساد والسلاح المنفلّت، وربما تؤدي الى الإقالة من قبل خصومه في البرلمان،وتنذرالامور الى عواقب وخيمة في العراق، وفي اليمن الأوضاع تنحدر الى معارك كسر العظيم ،على حدود مأرب ، في وقت سد الحوثيون أبواب السلام، وفشل الامم المتحدة في تحقيقه،وإصرارهم على القتال الى النهاية، كما هو الحال في وسوريا الجريحة التي تتناهشها غربان الشّر، من كل حدب وصوب،وكل هذه الاحداث تتزامن مع انطلاق قطار السلام، للتطبيع العربي مع اسرائيل، الذي يقوده الرئيس ترمب وصهره كوشنير، لتوقيع اتفاقيات سلام مذلة مع اسرائيل،ولو بالتهديّد وفرض الامر الواقع، بين خطر إيران وأذرعها ، وبين التطبيّع مع الكيان الصهيوني، وأحلاهما مرّ، وفي وقت حرج جداً للرئيس ترمب، بالنسبة لقرب موعد الانتخابات الامريكية،ورفع شعاره،إما الفوز،وإما الفوز،لهذا يريد أن يضرب عصفورين بحجرواحد، الفوز في الانتخابات لولاية ثانية، وتطبيع العرب مع اسرائيل، والتخلص من خطري تنظيم داعش وإيران، وضمان النفط وأمن إسرائيل الى الأبد، هذه هي الإستراتيجية ،التي يعمل بها الرئيس ترمب، لإقامة مشروع الشرق الاوسط الكبير، والتي بدأت تباشيره ونواياه في إحتلال العراق، وتدمير جيشه وإسقاط نظامه، على يد المجرم الارعن بوش الابن، والذي إعترف الرئيس ترمب،(بأنه العمل الاسوأ في تاريخ امريكا،وخطأ تأريخي لايغتفرإرتكبه بوش والولايات المتحدة الامريكية)،وهكذا يعمل ترمب لتصحيح المسار، كما يدعي، فهو يدعم مصطفى الكاظمي بكل قوته، ويعمل معه على التخلّص من أذرع إيران في العراق من الفصائل الولائية، التي يعتبرها وزير الخارجية ماك بومبيو (أكبر التحدّيات التي تواجه المشروع الامريكي في المنطقة)، والدليل إصرار هذه الفصائل ،على طرد التواجد الامريكي من العراق، بإصدار قرار برلمان تستند عليه، وضرب القواعد والمعسكرات والسفارة الايرانية يومياً بالكاتيوشا،وهكذا تأتي العقوبات الامريكية، على إيران،وعلى من يدعم ايران وفصائلها كالرئيس الفنزويلي مادورو، والأحزاب والميليشيات العراقية ،وحزب الله اللبناني والحوثيون،تزامنا مع عودة حاملات الطائرات، والحشود الأمريكية الى الخليج العربي، إستعداداً، لحدث ما، إذن قرار الحرب على ايران قد أتخذ حتماً، وإقترب الحساب الامريكي لإيران وأذرعها في المنطقة، وهي بالنسبة لأمريكا (حرب وجود)،لأن المشروعين الامريكي والإيراني ،في تسابق وتسارع غير مسبوق في المنطقة،يقابله تهديدات إيرانية بحرق جميع القواعد الامريكية في المنطقة(تصريح حسين سلامي قائد الحرس الثوري)، في وقت يهديء المرشد الاعلى الخامنئي من روع امريكا ويغريها بالتفاوض، ولكن بالشروط الايرانية، وليس بشروط أمريكا ال12 التي أعلنها بومبيو، إنها لعبة الحرب القذرة بين الطرفين، وأسلوب التسويّف الايراني المعروف، حيث أكد الخبراء الدوليون في مجال الطاقة النووية،(أن ايران تقترب جداً وبمدة 3 اشهر للوصول من صنع القنبلة النووية)، ولهذا تمارس لعبة التموّية والمماطّلة ،وتسوّيف قرارات هيئة الطاقة الذرية ،وقرارات الامم المتحدة، في وقت تسرّع الادارة الامريكية ،وحلفاؤها لتقليم أظافر إيران النووية ،وتمنع حصولها على القنبلة النووية ويقول بومبيو( أمريكا ستمنع ايران من إمتلاكها السلاح النووي مهما كلف الامر)،( لأن إيران الآن هي راعية الارهاب الاول في العالم، ومزعزعة أمن واستقرار العالم كله)، وهو نفس رأي وكلام الدول الاوربية ،التي أدركت خطورة إيران وأذرعها على إستقرار العالم، ومصالح الدول،أعتقد أن السيناريو الامريكي تجاه إيران، هو الذهاب الى الحرب الحتميّة القريبة، لسببين واضحين، هو تعنّت إيران وتهديداتها لأمريكا وإسرائيل،والانتخابات الأمريكية، ليحقق ترمب هدفين بوقت واحد ،هو التطبيع والتخلص من خطر إيران وأذرعها،ولكن اين ستكون ساحة الحرب، إسرائيل إعلنت مكان الحرب وساحته، حينما صرحّت،بأن(( إسرائيل ستضرب أهدافا داخل العراق واليمن ولبنان وسوريا وايران))،فيما تتوّلى أمريكا دعم خطة الكاظمي وإصلاحاته بضرب الفصائل الخارجة عن القانون، وتملك السلاح المنفلّت في العراق كما تسمّيه،وهي خطة أمريكية للتخلص من السلاح المنفلّت، لدى الميليشيات العراقية وفصائلها الولائية الايرانية التسليح والولاء،ونعتقد ان الحرب داخل ايران ،ربما تنطلق من الخليج المطبّع مع إسرائيل وقواعد قطر والكويت بوقت واحد، ومن يقرأ إصرار الادارة الامريكية بكل طاقمها ،على تنفيذ العقوبات ،وتهديّد من يتعرضها ويخرقها بعواقب وخيمة، يدرك أن الحرب قادمة لامحالة على ايران،وساحتها الاولى هي العراق،لهذا نحن نعلمآثار وعواقب الحرب وتداعياته المدمرة على العراق، الذي سيدفع الثمن الأعلى، من التضحيات والتدمير، ولهذا نرفض بشدة أن تكون الساحة العراقية ساحة حرب، والانطلاق منها لضرب إيران، لاسيما والعراق إنكوى بنارهذه الحرب منذ الاحتلال ولحد الان، وعلى أمريكا وإيران، تصفية حساباتهما خارج الارض العراقية، وعلى الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، أن يمنعا أمريكا وايران من جعل العراق ساحة تصفية حساب لهما، ونحن ندرك مصالح الطرفين، ترتبط مصيرياً بالعراق، وفشل مشروعيهما ونجاحه ،يبدأ من العراق،ايران تعاني العزلة الاقتصادية القاتلة، داخلياً وخارجياً، وبقاؤها مرتبط مصيرياً بالعراق كنظام، ولولا الدعم العراق من أحزاب السلطة التابعة لإيران ، وفتح بنوك العراق وأسواقه لإيران، لما صمدت إيران سنتين فقط ، أمام العقوبات الأقسى في التأريخ، إيران بكل تهديداتها،وجعجعتها ضد امريكا، وتغول أذرعها في المنطقة، ماهي الاّ نمر من ورق، فهي لاتمثل اي رقم أمام السلاح الامريكي، والتفوق التكنولوجي، والحرب السيبرانية القادمة عليها، إضافة الى الاوضاع الداخلية المتأزمة جدا، والمقبلة على الانفجار والثورة ، بسبب قسوة العقوبات الامريكية ، وقطع تصدير النفط، وتدّني تأريخي لعملتها أمام الدولار، إيران في اضعف حالاتها بكل النواحي، في العراق، ولبنان واليمن وسوريا، وإعتمادها على أذرعها، سيفاجأها، ويصدمهاوالتخلي عنها في وقت إعلان الحرب،في وقت تملك الادارة الامريكية مفاتيح اللعبة، لإسقاط النظام الايراني، الذي أصبح مطلباً عالمياً ووإقليمياً، وليس مطلباً أمريكياً، لقد خسرت إيران حلفاءها، بإعتمادها على أسلوب التهديّد والتغول والتدخل في شؤون الدول، والتوسع وصنع الأذرع ودعم الإرهاب العالمي، بكل وحشيته وبطشه، وهذا ماجعلها منبوذة أمام العالم كله، ولهذا كسبت الإدارة الامريكية المعركة الاعلامية، ضد إيران، وحوّلت هزيمتها في العراق، وفشلها في فرض الديمقراطية ، الى نصر إعلامي ،تسيدّت من خلاله على المشهد السياسي، وهكذا جاء العقوبات الامريكية ،على إيران، لتجهز على آخر أنفاس ايران التي أنهكته العقوبات الاقتصادية والعسكرية، طوال السنوات المنصرمة، وأوصلتها الى حافة اليأس ، ولم تعد تمتلك أسلحتها الدبلوماسية ،وحنكتها السياسية، واعتمدت لغة التهديد والتغوّل السياسي ودعم الإرهاب، طريقاً لتحقيق مشروعها الديني التوسعي لإقامة الامبراطورية الفارسية، وعاصمتها بغداد، وهاهي تتخبّط وتترّاجع وتراوغ ،في خطابها الإعلامي والعسكري ،معتمدة على أذرعها للقتال بالإنابة عنها، فهل تستطيح تحقيق هذا الحلم الفارسي،أمام الإصرار الامريكي ،على مواجهتها عسكريا وإسقاط نظامها،الذي جثم على صدر الايرانيين أربعين سنة، الأيام والاسابيع المقبلة حُبلى بالمفاجآت ،وهي من سيحدّد مصيرالنظام الإيراني، فهل يفعلُها ترمب ..؟ سننتظر ونرى…؟؟