23 ديسمبر، 2024 1:06 ص

أمريكا تعرف أين تضع صوتها !

أمريكا تعرف أين تضع صوتها !

تكاد كلمة ( مفاجأة  ) تكون هي  اكثر الكلمات ترددت في  الكثير من الكتابات والتحليلات والتصريحات والمناقشات بعد فوز دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة  الامريكية … 
أن فوز ترامب  صحيح كان  مفاجأة  للاخرين ، وجاء خلافا للتوقعات الظاهرة لهم ، كما اشرت في مقال سابق ، وانه جاء من خارج ( النخبة السياسية ) ، من قطاع المال والاعمال ، لكنه يعرف ، والامريكان – دولة وشعوبا – يعرفون أيضا انه لم يرشح لادارة ( شركة مقاولات عامة )  او الدخول في مناقصة لبناء مجمع او عمارة ضمن اختصاصه المهني ، لكي تكون النتيجة مفاجأة ، او  فيها شيء من الصدفة ، أو ( الصدمة ) بل لادارة دولة عظمى ، وبيده سيكون ( الزر النووي ) .. فهل  يمكن  ( لمخبول ) أو ( متهور)  أو ( زير نساء ) أن ( يحكم العالم) كما تريد امريكا ، ويقرر مصيره ( بضغطة ) على هذا ( الزر ) ، وهو يحتاج الى يد قوية ، وليست واهنة !! وعقل يفكر ، وليس ( مغامرا ) … 
واذا كانت مثل هذه المواصفات تصلح  لمرشح في دولة من دول العالم ( النائم ) فلا يمكن  اطلاقا ان تناسب امريكا ، او غيرها من الدول المتقدمة …
 ويبدو من نتيجة الانتخابات أن امريكا كانت تبحث عن رئيس يحقق حلم امريكا القوية ، في هذه المرحلة ،  ووجدت ( ضالتها ) في  ترامب  بالمواصفات التي جرى التركيز عليها كثيرا من يحقق هذا الحلم  ..    
واذا كان ترامب ( مجنونا ) في نظر من وصفه هذا الوصف ، لكن امريكا ليست مجنونة ، وتعرف أين تضع صوتها ، وبيد من تسلم مفتاح مستقبلها وليس الى ( الاقدار ) والمفاجأت … خاصة بعد أن جربت ( حلاوة ) غرور القوة ،  وضربت بيدها ( الباطشة ) ، واصبحت تتصرف وكأن  العالم ( مجلس ادارة ) هي مديره المفوض ، والمجالس الدولية  و( الدول ) تابعة له ، وربما رأت أن ترامب هو الانسب لاستلام هذا المنصب الأن…
ومع ذلك فان  سياسة الولايات المتحدة  لا تتغير مع هذا الرئيس او ذاك مهما  كانت مواصفات الرئيس  و( بصمته ) الخاصة ، ودوره  وقوته و صلاحياته … سواء مع كلنتون او ترامب ، ما دامت هناك مؤسسات اخرى تشاركه القرار …  ولذلك وجدتُ من خلال متابعة ردود الفعل على فوز ترامب …
أن المواطن العراقي  كان هو الاذكى والاقدر على التحليل من بعض المحللين اليوم … فقد قال  بلهجة عراقية صادقة وواثقة في استطلاع مباشر بعد فوز ترامب انه لا يتوقع ان تشهد السياسة الامريكية  تغييرا يذكر لصالح الشعوب الاخرى ، سواء فاز ترامب ، أو هيلاري كلنتون …
فالسياسة  الامريكية واحدة ، ولا تتغير بتغير الوجوه …
وتلك هي الحقيقة … واحتلال العراق دليله على ما يقول …
               000000000000000000000