لم يتبق من الاستراتيجية الامريكية إلا ان تعلنها صراحة ،اننا جئنا الى المنطقة لإشعال حربا طائفية لا تتوقف الى يوم القيامة ، نعم فكل شيء قد اتضح منذ احتلال العراق وتدميره تدميرا كاملا ، والانتقال الى سوريا وتدميرها ، وتدمير اليمن وليبيا في الوقت نفسه ، وها هي تدفع (ببازوفت اخر) الى اشعال اخر فتيل طائفي ، بإقدام المملكة العربية السعودية على اعدام رجل الدين الشيعي الطائفي نمر باقر ألنمر ليتم بعدها حرق السفارة السعودية وقنصليتها في ايران العدو التاريخي للعرب والسعودية ، لتنشب حرب اعلامية شرسة ،وتحشيد الشارع الشيعي في لبنان والعراق، بشكل ينذر بحرب طائفية بالإنابة عن ايران ضد السعودية،يكون وقودها من خارج ايران ولكن ايران من يقودها، هذا السيناريو يبدو اقرب الى الحدوث الان ن والحرب التي يقودها التحالف العربي في أليمن صورة للقتال (بالإنابة) بين الحوثيين جناح ايران في اليمن وبين السعودية ، واليوم وبعد اعدام نمر النمر توسعت الحرب لتشمل العراق ولبنان وسوريا ، فما هو دور ادارة اوباما في ما يجري الآن من تصعيد نحو الحرب الطائفية في المنطقة ، وإدخال العالم كله في اتون حرب تشمل العالم ومصالحه يكون خاسرها العرب اولا ، وستكون ساحتها الارض العربية ، وهل لمصلحة امريكا والمنطقة الدخول في حرب طائفيه بعد الحرب مع تنظيم داعش والميليشيات، وكيف ستتصرف امريكا اذا نشبت الحرب بين العرب وإيران على اساس طائفي ، وهل ستقف امريكا مع العرب ام مع ايران ،ام انها ستتفرج على الجميع ، وتطلق يد تنظيم داعش والميليشيات بالعبث في امن المنطقة ، وترك السعودية وإيران بعضهما يقضي على الآخر كما فعلت في الحرب العراقية –الايرانية في ثمانينيات القرن الماضي ،هذه الاسئلة وغيرها نحاول الاجابة عنها في تحليلنا وقراءتنا للمشهد الساخن الان بين السعودية وايران، علنا نضع القارئ بصورة ما يجري من اعداد امريكي منظم لحرب طائفية قادمة بين العرب وإيران وهي جزء من متطلبات الاتفاق النووي الايراني،الملاحظ ان ايران سقط في الفخ الامريكي ، وبلعت الطعم ، بإقدامها احراق السفارة ألسعودية لتنفتح عليها (نار جهنم)، فكان اول قرار سعودي تم فيه قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية وغيرها ، ثم تبعتها السودان وجيبوتي والبحرين واليمن والصومال وجزر القمر وعلقوا اعمال سفاراتهم الكويت وقطر والإمارات والاردن وتركيا وباكستان ، و-الحبل عالجرار-كما يقال، اذن ايران فتحت عليها ابوابا لن تسد ابدا ن ولكن ماهي الخطوة الثانية ، الخطوة الثانية كانت هي ادراك ايران لخطورة ما فعلته، واعده الرئيس روحاني (خطأ غير مقبول)، لهذا اسرعت الى تقديم اعتذارها للسعودية ومجلس الامن عما قامت به من عمل يخالف القوانين الدولية واتفاقية جنيف ، ولكن كيف فهمت ايران الرسالة هذه، في وقت لزمت امريكا ألصمت واكتفت مع الدول الغربية لإدانة عملية احراق السفارة في مجلس الامن الدولي، ولكن الاستراتيجية الامريكية الان هي تعمل بوضوح وعلنية وتتعامل مع السعودية كطرف حليف لها وداعم لسياستها ،رغم ان البيت الابيض لام السعودية وعاتبها ،على اجرائها المتسرع في اعدام النمر ،وفي الخفاء تعمل على تأجيج هذه الحرب ، ولكن كيف تريد امريكا هذه ألحرب وكيف تريد ايران الحرب ن وكيف تريد السعودية هذه الحرب بالتأكيد كل يريدها من زاويته ومصلحته وإستراتيجيته ، فإيران تريدها حربا وقودها الشيعة العرب من اتباعها في العراق ولبنان واليمن والبحرين وغيرها، وهي فقد داعمة وموجهة ومؤججة للحرب ضد ألعرب وشاهدنا ميليشياتها وأذنابها في الاحزاب العراقية الحاكمة كيف هددت وتوعدت السعودية والعرب، في حين شاهد العالم كله كيف فقط حسن نصر الله اعصابه وهو يهدد ويرعد ويزبد ويسب ويشتم العرب والسعودية ،وشاهد العالم شيعة البحرين كيف تظاهر في المنامة بهتافات وقحة ضد ألسعودية اذن ايران تريد حربها على العرب والسعودية بدماء عربية هذه ألمرة بعد ان تجرعت كأس السم الزعاف في حربها ضد العراق ،هي لا تريد تقديم جنودها حطبا لحرب مقدسة في ظاهرها كما تدعى ، وطائفية في باطنها ،اما امريكا فتريد للطرفين الانغماس في حرب طائفية طويلة قد تمتد لقرون ، يكون فيها المشروع الامريكي متحققا بأسرع وقت بعد ان تعذر تحقيقه لسنوات ما بعد الاحتلال ، وضمان مصالحها الاستراتيجية الطويلة المدى في رسم جديد لخارطة المنطقة ، وهو مشروع قابل لتحقق في حال نشوب حرب بين العرب وإيران بقادسية جديدة ، في وقت تريد السعودية ان تتزعم المشروع العربي الجديدة في تأسيس تحالف اسلامي عربي عسكري ،للوقوف بوجه الاطماع الايرانية ،وإيقاف مشروعها الكوني الديني التوسعي للتشيع الصفوي،وهذا يلقى صدى اسلاميا ودوليا واسعا ، نتج عنه مجلس التعاون الاستراتيجي التركي -السعودي ، وهما جناحا المواجهة مع ايران الان ، وتشكيل القوة الاسلامية ضد المشروع الايراني هو احدى استراتيجيات امريكا لضمان اشغال المنطقة بحروب طائفية واقتصادية ومطاحنات سياسية وإعلامية لقرون طويلة ، وروسيا التي شكلت تحالفا هشا مع ايران ولد ميتا ،فقط كان لإغراض البروباغندا الروسية التي شرعنت دخولها الى المنطقة ،كقوة مقابلة لأمريكا في توازن عسكري، وفشلت فشلا ذريعا في حربها ضد الارهاب في وسوريا كما تدعي ، والان اين هي روسيا من الحرب ضد الارهاب وتنظيم داعش في سوريا والتي قالت( انها ستقضي عليه بظرف شهرين، وأننا لسنا كغيرنا يقول ولا ينفذ)، الحرب ضد داعش امريكيا وروسيا هو اكذوبة بامتياز، هو تسابق بينهما لتدمير المنطقة وتحويلها الى خراب واحتراب طويل الامد فيما بين طوائفها وقومياتها ومذاهبها، وهذا ما نراه الان من تأجيج صراع ازلي وإدخال المنطقة في اتوب الحرب الطائفية بين ايران والعرب فهل يفهم (العرب الشيعة) في العراق واليمن ولبنان وسوريا والبحرين وغيرها بان ايران تستخدمهم وقودا لحرب طويلة طائفية يدفعون فيها دماء ابناءهم وتتخلى عنهم طهران وحكامهما كما تخلت الان عن اتباعها في أليمن وهل تفهم ايران انها بحربها على العرب ستخسر كل شيء ، لأنها ليست مؤهلة لحرب طويلة او خاطفة مع التحالف الاسلامي ألعسكري وكل المنطقة ضدها من جهة ، ومن جهة اخرى تعاني من وضع داخلي قريبا من التفجر والانتفاضة وتعاني من مشاكل اقتصادية لا حصر لها تنذر بالسقوط الحتمي اذا واصل النفط انهياره وتدنيه ، هذا ما تعمل عليه امريكا في الخفاء والعلن هذا السيناريو الى مدى قابل للتنفيذ الان وما نسبته، في ظل تصعيد اعلامي غير مسبوق،يرافقه مظاهرات وشعارات وتصريحات ايران وأتباعها بشكل محموم ،كمن فقد اعصابه وجن جنونه ، في حين تبدو الدبلوماسية السعودية هادئة متزنة منفتحة على العالم في حوارات ، حاملة حججها وأدلتها في ان ايران ،هي من يقود ويدعم ويسلح ويمول الارهاب ويرعاه بكل ثقلها ،بل وتصديره الى دول الجوار والعالم ، اعتقد ان الدبلوماسية السعودية قد نجحت في حصر ايران في زاوية قاتلة وفضحها امام العالم بأنها هي راعية الارهاب الاول في العالم ، والادلة والوثائق والأفلام اثبتت ان ايران هي من يشرف ويوجه ويصدر الارهاب ،هذه الحقيقة تعرفها امريكا حق المعرفة ،ولكنها تتجاهلها لانها شريكة معها في تغئية ورعاية ودعم الارهاب الدولي ، والآن من حقنا ان نسأل ،هل امريكا تعمل على اشعال الحرب بين العرب وايران ،كما اججتها ودعمتها في الحرب الايرانية-العراقية ،بالتأكيد امريكا تعمل على هذا لأهداف مزدوجة ،هي القضاء على الميليشيات وداعش في آن واحد، وإضعاف ايران ودورها الاقليمي وتحجيمه في المنطقة ، هذه هي الرؤية الامريكية الآن هي تصعيد الحرب الطائفية وتغذيتها بين السعودية بتحالفها الاسلامي العسكري وبين ايران ،فهل نشهد حربا طائفية بين العرب وإيران قريبا ،هذا ما ستفصح عنه الايام المقبلة ويكشفه التصعيد الطائفي الايراني وأتباعه …..