8 سبتمبر، 2024 2:17 ص
Search
Close this search box.

أمريكا بين المسن الضعيف والمتسلط المضلل

أمريكا بين المسن الضعيف والمتسلط المضلل

برفيسورسابق في الترجمة الإعلامية/جامعة محمد الخامس/الرباط/ وجامعة عجمان/ الامارات
في أمريكا العرف السائد والتقليد المتبع قبيل الانتخابات الرئاسية وقبيل انتهاء ولاية الرئيس المنتخب سابقا اجراء عدد من المناظرات التلفزية بين مرشحي الحزبين ليتبين للناخب في العلن مدى قدرة الرئيس القادم و نزاهته واستقامته ومصداقيته ووضوح رؤيته والى غيرها من الجوانب. ولكل مناظرة من هذه المناظرات ادابها وادبياتها. في هذه الانتخابات كما في غيرها من الانتخابات هناك اجندات ( ترتيب أولويات). وبعدها هناك استطلاعات للرأي لليتبن اجماع عموم الشعب عن مدى تقبله لاي مرشح من المرشحين.
تبين من خلال المناظرة الأولى بين الرئيس الحالي المسن بايدن والرئيس السابق المتسلط والمخادع ترامب مرشح الحزب الجمهوري تبين وباجماع غالبية المراقبين تفوق وبروز ترامب على نظيره بايدن في عدد كبير من الجوانب للباقته وقدراته على تضليل الراي وإقناع المتلقي الأمريكي بالذات بقدارته على تحقيق ما ينوي فعله وعدم صواب سياسة و أسلوب مناقسه الديمقراطي في إدارة البلاد والتشكيك في قدارات الرئيس المسن. فيما بدى منافسيه الديمقراطي غير مقنع في ردوده وطروحاته ومتردد الى حد ما ومتلعثم وحاول خصمه الجمهوري في التركيز والتشكيك في قداراته البدنية والعقلية واخفاقاته في السياسة الداخللية والخارجية بالذات والتي غالبا ما تتعلق بالحروب والنزاعات والقضايا الدولية كالمناخ ونسبة المشاركة وخاصة المالية في الناتو والهجرة والجدار على الحدود مع المكسيك وغيرها كالكوارث الطبيعية والإنسانية التي تتعرض لها أمريكا والعالم.
اما بخصوص ادبيات المناظرة فقد لاحظ المراقبون وكما شاهد المتلقي خرق لقواعد التبارز الكلامي حيث شهد الجميع عدم تصافح المرشحين في بداية المناظرة وكذلك الحال في نهايتها. والتصفاح كما هو معروف في أمور كهذه يعني بداية سلمية ولقاء موضوعي للمشاركين واستعداد لتقبل الآخر ومناقشة أمور البلد بكل رحاابة صدر. وكذلك كان هناك عدم التزام باداب المخاطبة. فكان ترامب مثلا يشير الى بايدن وبدل ان يقول الرئيس بايدن كان يقول مثلا ( This manهذا الرجل ) مشيرا بيده الى بايدن. اما بايدن فكان يشير الى ترامب باستعمال الضمير الغائب ( هو He) اما استعمال لغة الجسد فحدث ولا حرج حيث اشتملت أفعال وحركات تتسم بعدم ملائمتها للسياق كابتسامات المشاركين وحركة اكتافهما وهز رؤوسهما وحركة الايادي والاصابع والتنهدات وعض الشفاه وغيرها وكانت بمدلولات مختلفة وكانت معظمها غير طبيعية.
وفي ما يتعلق باجندة المناظرة أي ترتيب الأولويات فقد رحلت أمور السياسة الخارجية كالحرب في غزة والحرب في أوكرانيا الى اواسط القائمة أي لم تتصدر المناظرة وذلك تماشيا مع مزاج ورغبة المتلقي الأمريكي الذي دائما تقريبا يهتم باموره الشخصية كالوضع الاقتصادي: الضرائب والبطالة والتضخم والانفاق العام وسعر الفائدة وغيرها ويهتم بالامور الاجتماعية كالاجهاض والهجرة وحمل السلاح والأمور السياسية الداخلية كقوانين الانتخابات والرعاية الصحة والتربية والامن ودائما تقريبا يكون اهتمامه اكثر بامور السياسة الداخلية لذلك تصدرت هذه الأخيرة اجندة المناظرة.
اما في فقرة السياسة الخارجية فتم التنظار بخصوص الوضع في الشرق الأوسط وايران وإنتاج الأسلحة النووية والناتو وتمويله والموقف من روسيا ودول اوربا الشرقية ومساعدات أوكرانيا والموقف من حرب النتنياهو القذرة على الفلسطنيين والهجرة غير الشرعية ويبدو من خلال مناقشة أمور السياسة الخارجية ان الاثنين لايههما معطيات الواقع في الخارج اكثر من معطياته في الداخل ولكن ترامب يبدو اكثر تشددا من بايدين واكثر رغبة في توفير الأموال والموارد لامريكا وجلب الاستثمارات واكثر ميلا للنتياهو في حربه القذرة في غزة واما موقفه من روسيا وأوكرانيا بحاجة الى توضيح اكثر.
وأخيرا لاتزال الأمور بحاجة كما ذكرت الى توضيح اكثر في المناظرة القادمة وخاصة في ميدان السياسة الخارجية ورؤية المرشحين بخصوص بعض الأمور موضع جدل كبيربين المرشحين لتكن عند الناخبين رؤية واضحة عن المستقبل ولتكن عند الشعوب المضطهدة رؤية أوضح عن دور أمريكا في حل النزاعات بشكل عادل دون تحيز. وبعد تفوق ترامب ماذا سيسعى الحزب الديمقراطي لحل مشكلة مرشحهم المسن لمواجهة خصمه المضلل المتسلط.

أحدث المقالات