تنوعت ردود الأفعال على انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة فهناك من أشتكى قلة خبرته بالملفات الدولية وآخرون توقعوا هجرة جماعية للمسلمين ، بينما غضوا جميعا الطرف عن بوش الأبن الذي كان يجهل أسماء عواصم الدول و غير مطلع على الشرق الأوسط تحديدا لكنه مع ذلك جعل من هذه المنطقة نقطة ارتكاز وضعت أمريكا زعيما بلا منازع للعالم، لذلك كان المروجون لكلينتون هم مجموعة المحافظيم الدولية الرافضة لتغيير الدور الأمريكي في المنطقة.. وشكرا لاستطلاعات الرأي التي تبين أنها ليست المكان المناسب لصناعة القرارات..حيث قدمت كلينتون رئيسا حتى قبل ساعات!!
لقد وجه انتخاب ترامب صفعة قوبة لأوباما و حساباته السياسية، التي أعتمدت التهدئة لتمضية الوقت، فلم يتم حسم ملقات كبيرة خلال 8 سنوات من حكمه، بينما الأخطر أن الرجل لم يقرأ الوجه الأخر ..أمريكا البيضاء..، التي وجدت نفسها على مفترق طرق بوجه الارهاب و سمعة البلاد الخارجية و دورها العالمي.
أمريكا البيضاء أنتخبت ترامب و ستدعمه بقوة، ما يعني طي صفحة التردد التي اتسمت بها ادارة أوباما، اول رئيس اسود في تاريخ البلاد و قد يكون الأخير، حيث اهتم كثيرا بالملفات الداخلية و أنزوى عن التحديات الخارجية، لذلك جميع برقيات رؤوساء الدول و المعنيين تطالب ترامب بصفحة جديدة من العلاقات.. رحل أوباما و ملفات أوكرانيا ومصر وفلسطين واليمن و سوريا و العراق و تركيا و ايران يغطيها التراب.. رحل أوباما و سجن غوانتنامو بمكانه و حقوق الانسان مغتصبه في دول كثيرة كانت قريبة الى نفسه.. رحل أوباما وكوريا الشمالية ما زالت تمثل تهديدا بقنبلتها النووية و روسيا تأكل من جرف أمريكا بالشرق الأوسط مثلما طالبان في افغانستان.. رحل اوباما و لم يترك خلفه غير تواضع اعلامي و ابتسامات أمام دماء الأبرياء.. داعش نما و ترعرع أمام عيونه و قراراته غير الحاسمة و النتائج معروفة بمآسيها الانسانية التي دقت الباب الداخلي للولايات المتحدة الأمريكية، بينما أوروبا تملمت كثيرا من سياسات الـ” لا المؤجلة”رحل أوباما والنفط بين مد وجزر بطريقة لا تختلف كثيرا عن دفاعه عن الأمن القومي لدول الخليج حيث ترك على طاولة الرئيس المقبل تحديات خطيرة جدا ليس أقلها قانون “جاستا” الذي يهدد مصالح أمريكا الاقتصادية و الاعتبارية.. رحل أوباما و الحرب على الارهاب في بدايتها.. فكم ستكون المهمة شاقة أمام ترامب الطامح باستعادة ديناميكية أمريكا الاقتصادية و السياسية و العسكرية و من سيكون الضحية الأولى.. الملف النووي الايراني أم النفوذ الروسي في المنطقة، فتطمينات الانتخابات لا علاقة لها بقرارات النفوذ.