المقدمة : دول العدوان تسيطر على الكثير من المواقع الالكترونية صحف قنوات فضائية مواقع شخصية وبطرق مختلفة وبنسب متفاوتة و” تجنيد ” الكثير من رؤساء تحريرها وكتّابها ومديريها . مستغلة كل أساليب التجنيد , مثيرة للطائفية والعنصرية القومية والدينية والمذهبية , أو على اقل تقدير السكوت عن جرائم وتجاوز هؤلاء والامتناع عن نشر ما يدينهم ويفضحهم , ومن يدينها من الكتّاب يتبلّون بها عليه من يدين المستعمر العدواني وعملائه . يصفونه بالعميل . هل الخوف من هذه المثالب وأدانتها يمنعنا من فضحها وتعريتها . وهناك من يرفض مقالك بمجرد بدايته ” البسملة ” بالرغم أن معظمهم يدعي الاستقلالية والنزاهة والوطنية في هذا الموضوع .. بالمقابل هناك جهات اعلامية شجاعة ونزيهة غير متأثرة بهؤلاء ولا تخشاهم . أعرف ذلك بكل وضوح من خلال تجاربي معهم . .
الانسحاب الامريكي من سوريا عسكرياً حسب ادعائهم ” الامريكان ” لايعني تخلّيهم عن القضية السورية . لكنه يعتبر مؤشر واضح ويثبت بأن الاطراف المتصارعة على الساحة السورية . متفقة مع بعضها وهدفها تخريب سوريا المحاذية لإسرائيل . وكذلك محاربة وقتل المجاهدين ( المظللين ) التي تضللهم الحركات التي ينتمون اليها بدون علم ولا معرفة مسبقة بصحة اهدافها ونواياها . “المصنوعة ” من قِبَل الولايات المتحدة وإيران واسرائيل وروسيا . اميركا رغم اعلانها الانسحاب العسكري من سوريا لكنها ” تدير الجميع ” بتدبيرها المخابراتي . و استمرار العمل على هدفها النهائي ابتزاز دول المنطقة ونهب خيراتها واعاقتها عن التطور وتحطيم وبعثرة قواها العلمية والاقتصادية والعسكرية . وهذا الهدف عام وشامل معمول به منذ زمن بعيد تجاه كل الدول العربية والاسلامية كحرب تقودها الدول الاستعمارية . هناك اشارات سابقة واضحة للحرب الحالية في المنطقة طبيعتها والمشاركين فيها . مثل أختصار مقاومة المحتل الامريكي للعراق على السنّة والجماعة ولم تساهم فيها الاطراف صاحبة الثقل السياسي الحالي في العراق المتمثل في ” الاكراد والشيعة والسنّة ” من بداية المعارضة للإحتلال وتناميها . وكانت اسرع مقاومة في العالم حدثت بعد شهر من الاحتلال وتركزت في بغداد والمحافضات السنّية وكانت تتعاظم وتتسع بمرور الزمن وبشكل سريع وكبير وقفت ايران الى جانب المحتل الامريكي الذي يقود 33 دولة عدوانية سييرها للعدوان على العراق واحتلاله وتدميره وتقسيم وتخريب نسيجه الاجتماعي ونهب خيراته والسيطرة الشاملة على اسواقه العامة والخاصة في كل تفاصيلها الرئيسية والثانوية . مؤشرات وقوف ايران الى جانب المحتل الامريكي واضحة من ان الاحزاب والقوى المحسوبة على ايران (( الجمهورية الإسلامية )) كأحزاب وأشخاص وحركات مسلّحة لم تحارب المحتل الأمريكي , سوى بعض الحالات التكتيكية مرسومة أيرانياً وأمريكيا لإعطاء مشروعية وهيبة كاذبة تضلل بها الجماهير العراقية الشريفة الرافضة للإحتلال . مثل بعض المحاولات الواهنة المضحكة التي تثير السخرية المفضوحة في حينها والتي انفضحت بشكل أكثر وضوحاً وتعرّت على حقيقتها التكتيكية وهذه تجسدت في محاولات” الصدرين ” بقيادة مقتدى الصدر . وميليشيا الخزعلي عند قيامهم بأختطاف عدد من الامريكان بالأتفاق مع الأمريكان .
والأهم من هذا كله . تصريح وزير الخارجة الاراني المذاع من على وسائل اعلام بغداد في حينها , صوت وصورة . قائلا فيها متفاخراً ومتبجحاً . إنَّ ايران قادرة وتستطيع مساعدة أمريكا بتحجيم المقاومة العراقية وتقليص نشاطها ( على شرط ) أن لا تسألنا أمريكا كيف نفعل ذلك . وكان شرطه مفضوحاً وواضح وغير مستور . ( تأجيج الطائفية ) خدمة للمحتل الامريكي وهذا ما حصل بالفعل بدل مقاومة ومقاتلة المحتل الشيعة تقاتل السنّة التي تقاوم المحتل ويرفضونه . وتوّج ذلك بخلقهم لحركة داعش وتدمير كل المناطق السنّية بُنيَتُها التحتية والبشرية والازاحة السكانية وَخدَماتُها الضرورية . بحجة محاربتهم ( داعش الأسلامية السنّية ) وهي لم تكن كذلك زروعها في هذه المناطق معتبرين أن السنّة هم حاضنتها . يالها من خدعة ومخطط رهيب لتميرهم وابادتهم . ظهرت بسرعة وبشكل مدهش عندما تعاضمت المعارضة العراقية ووصلت الى حد كبير وخطير بأن توحدت ستة فصائل مسلحة عراقية . هي
1 ـ المجلس العسكري للثوار . وهو الابرز 2 ـ الجيش الاسلامي 3 ـ جيش المجاهدين 4 ـ كتائب ثورة العشرين 5 ـ جيش رجال الطريقة النقشبندية 6 ـ أنصار الاسلام .
لمواجهة ومقاتلة المحتل والمتعاونين معه , خلقوا داعش وزرعوها بينهم . وأول عمل قامت به داعش أنقلبت عليهم وشتت إئتلافهم وتوحدهم بدعم امريكي ايراني عراقي سوري .
والشيء الآخر الذي يؤكد ” الاتفاق المبطّن ” بين هذه الدول أمريكا ايران روسيا اسرائيل . الزيارات المكوكية لرئيس الوزراء الاسرائيلي لروسيا وبأستمرار وللولايات المتحدة بشكل أقل وأكده ايضاً النشاط الذي تقوم به اسرائيل وإيران في المنطقة العربية وبرعاية امريكية خَفيّة مُبطّنة وظاهرة أحياناً . الوضع المطلوب من سوريا أستعمارياً أنهاء قوتها العسكرية وأنهاك اقتصادها ومحاباتها لإسرائيل .. بغض النظر عن من يحكمها ..
عبدالقادرابوعيسى . كاتب عراقي حر .