دولة عظمى، وشرطي العالم كما يطلق عليها، صاحبة نظريات حقوق الإنسان، والدفاع عن الحريات، والتعايش، والحوار والديمقراطية التي لا يضاهيها أحد في ذلك، إنها الولايات المتحدة الأمريكية، ملكة الإنجازات لما مضى، والآن، وما هو آت، وكل ذلك من أجل إعلاء مكانة شعبها الإنساني، الذي يساند الأرامل والأيتام أينما كانوا، وهذا ظاهراً ما تفعله الأم الحنون، التي نصبت نفسها قائدة على الكون، بفضائه، وسمائهن وبشره، فهي كافل اليتيم، فيحل في أرضها أهلاً، ويقلد فكرها سهلاً، لذا فطريقها الى الجنة، فكفانا مشاكسة وثرثرة، إنها أمريكا بجرأتها، وجبروتها، وكفالتها لأيتام الأرض، والمساكين، والمظلومين.
لقد أنتشرت ظاهرة اللجوء الإنساني الى أمريكا عند العراقيين، خاصة بعد عام 2007، بسبب الحرب الطائفية، والتي غذتها مختبرات الموساد، والمخابرات الأمريكية، فحصل ما تريده قوى الإستكبار العالمين من تمزيق وحدة العراق، خاصة وإنها ولت على العراق، تلميذها الطاغية، وسحقته في ليلة وضحاها، وإنبرت صناعتها ذات الخمس نجوم، ألا وهي داعش ودولتها المزعومة، لتجعل العراقيين يهيمون في الأرض، بحثاً عن الأمن والأمان، إضافة لعمليات التصفية، لكثير من عقولنا العلمية، من أساتذة وأطباء ومثقفين، ساعدها بذلك إنتحاريو البغايا، من آل سعود وقطر، وتركيا والأردن، فجمعوا أمرهم، على ذبح عراق الحسين (عليه السلام).
الرفاهية السياسية، التي تتشدق بها أمريكا لكفالة الأيتام، إنما هي لعبة قذرة، تمررها على ذوي العقول الساذجة، لأن هذا الشرطي، الذي يدعي حماية العالم، يستقطب المواطنين من بلادهم، ومن ثم يعملون تحت إمرتهم، دون أن يشعر هؤلاء اللاجئين، فتراهم شيئاً فشيئاً يبتعدون عن تعاليم ديننا، ويتكون لديهم فكر متطرف، بإغراء من واقع الحضارة والديمقراطية، وحقوق الإنسان، والذي باع نفسه لحظة تخليه عن وطنه الأم، وهي بذلك تجند المسلمين، لمحاربة الإسلام الأصيل، وقد نجحت بالفعل في مبتغاها، فجرفت الينا جيشاً أموياً منحرفاً، بات له الحق في تدمير البشر والحجر على السواء.
ملايين الأيتام، والأرامل، واللاجئين القاطنين، في بلاد حقوق الإنسان، يشعرون بأن أمريكا، ككافل اليتيم، وطريقها يؤدي الى الجنة، على أننا نؤكد مراراً وتكراراً، عزم الولايات المتحدة الامريكية، على إفراغ المنطقة العربية من سكانها المسلمين، خصوصاً الطائفة الشيعية، وهو ما يروق لأمريكا، وحلفائها من عرب الجنسية، والحقيقة إنها تعيش حلم رجل عجوز متصابي، يحاول السيطرة على كل شيء عربي، ومحوه من الوجود بغضاً، بإسلامنا، وديننا، ورسولنا (عليه الصلاة والسلام وعلى أله أجمعين)، (فأقترب الوعد الحق، فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا، يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين).