22 ديسمبر، 2024 8:45 م

أمراض النفسية هل نعرفها

أمراض النفسية هل نعرفها

الامراض النفسية مصطلح مخيف وله صدى كبير في ذهن من يسمعه لانه يصور الاشخاص الذين يعانون من هذه الامراض على انهم غير مستقرين اما عقليا او نفسيا لكن و للمفاجأة ان “كل البشر لديهم امراض نفسية” فكل انسان لديه امراض نفسية داخله فهي اما ان تكون.

١. وراثية تنتقل من والديه.

٢. ذاتية اي انها تتواجد دون سبب منذ الصغر و تكبر مع الانسان.

٣. مكتسبة بسبب العائلة او البيئة او مكان العمل.

٤. هرمونية مع تقدم عمر الانسان وانتقاله من الطفولة الى المراهقة وهكذا.

٥. ضغوطات ورغبات اي تولد نتيجة ظروف مادية او عاطفية او تقاليد وغيرها.

وتضاف اليها تقسيمات هي

١. امراض نفسية مزمنة اي انها ظاهرة ومؤثرة وتغير شخصية الفرد.

٢. امراض نفسية غير مزمنة فلا تظهر الا في حالات خاصة مثل الغضب او الخوف وغيرها.

كل ما ذكر عن الامراض النفسية يضاف اليه وجود اثارة خارجية تظهر هذه الامراض الكامنة داخل الفرد فتغير حياته و تفكيره و تعامله مع الاخرين و تصل الى تغيير مستقبله اما نحو الافضل “وهي نسب قليلة” او نحو الاسوء “وهو الامر الدارج”.

من خلال كل ماذكر يجب ان نسأل انفسنا.

١. هل نعاني من امراض نفسية.

٢. هل نستطيع تشخيص امراضنا.

٣. من يساعدنا في تشخيصها.

٤. لماذا نشخص امراضنا و ماذا نفعل بعدها.

اسئلة مهمة جدا على كل شخص ان يسأل نفسه لان الجميع يستطيع تشخيص امراض الاخرين من خلال الصداقة او التعامل او العمل لكن لا يستطيع ولا يقبل ان يتم تشخيصه ولا يرضى بان يسمع ما يعاني منه بل ويخشى او يخاف من النتائج ان ظهرت.

ان اهمية التشخيص ومعرفة ما يعانيه الشخص من امراض نفسية ان كانت مزمنة او لا و علاجها تنعكس مباشرة على عدة مجالات منها.

١. طريقة التفكير الشخصي الداخلي ” تكون ايجابية ابداعية او غير ذلك”.

 

٢. طريقة التعامل مع الاخرين “اصحاب او اصدقاء او بيئة عمل وغيرها”.

٣. طريقة التصرف و التعامل مع مواقف الحياة بشكل عام.

٤. نوع اللغة المستخدمة مع الاخرين “ان لا تكون عنيفة او جارحة في حال. الاستقرار النفسي و تتنوع حسب المواقف”.

ان الاستقرار النفسي يؤدي الى استقرار فكري و استقرار عائلي و اجتماعي لان الفرد يعرف انه اخطا في اتخاذ موقف او قرار او تصرف بناء على اسباب نفسية يعاني منها بالتالي يحاول ان يتجنب تصرفات مسيئة مستقبلا تجاه الاخرين او تجاه ظروف الحياة وهنا بيت القصيد، فالغالبية من الافراد كبار او صغار، موظفين بمناصب بسيطة او عليا، متزوجين او عزاب، وكل مايمكن ذكره تجد عندهم تصرفات لا يمكن تصورها بناء على ضغوطات متنوعة كونت لديهم خلل كبير، فبعضهم لايؤمن بالاعتذار ولا يشعر بانه اساء للاخرين “نظرا لظروف حياته القاسية مثلا” واخرون يرى في زوجته او زوجها او عدو متأمر فتراهم يعانون من مشاكل مستمرة، فقدان الثقة بالطرف الاخر “وهو مايحدث بين العشاق” فتجدهم في ازمات مستمرة، كذلك الموظفين فقد تجد ان المدراء يخشون من الموظفين المتفوقين او المحبوبين في بيئات العمل لشعورهم بان مؤامرة قد تحاك للتخلص منهم و استبدالهم بهذا الموظف فيستبقون القضاء على الناجحين وهكذا تستمر الامثلة على هذه التصرفات الغريبة المبنية والمتولدة من الامراض النفسية المتازمة او غير متازمة.

بالنهاية ان لم يرغب الفرد في ان يخوض في استكشاف عالمه النفسي يمكنه ان يبحث شخصيا بينه و بين نفسه عن مايعانيه فيسأل كما ذكر سابقا في هذا المقال “اي مرض نفسي اعاني !” لكي يجيب بنفسه و يكتشف مايعانيه.