دول الأمة (22) وكأنها مغيبة , والدول المسلمة (67) بلا قدرة على فرض رؤيتها والمشاركة بإتخاذ إجراء حاسم لصالحها , تجمعات بلا إنجازات , وقرارات بلا أثر , وتصريحات بلا صدى , وأصوات في المحافل الدولية لا قيمة لها ولا دور في صناعة الحياة العالمية.
أمة فيها أسباب القوة والإقتدار , وتبدو ضعيفة تابعة قابعة تستجدي العطف والعون من الآخرين الطامعين بوجودها.
ترى الا يحق لنا التساؤل عن أسباب الهوان الراقد على صدر الأمة؟!!
هل أن الدين سبب الفرقة؟
هل أنها الثروات ؟
هل هو الطغيان والإستعمار؟
ربما يمكن القول جميعها متفاعلة بسلبية مع بعضها , ومن الواضح أن دول الأمة تتصارع , وتستنزف طاقاتها في إيذاء بعضها , وحتى دول أمة العرب ذات كل شيئ واحد , في تفاعلات عدوانية مروعة , وهي التي تستدعي أعداء الأمة للنيل من دولة عربية تريد إبادتها , لغاية في نفسها , والأمثلة عديدة ويأتي في مقدمتها ما حصل للعراق , عندما تعاونت دول الأمة مع أعدائها للصولة عليه ومحق دولته , وتقديمه هدية للآخرين.
يقولون أمة , وهي ليست بأمة بالمعنى الصحيح للكلمة , إذ تنتفي القواسم المشتركة , وتبدو كل دولة ذات عدوانية ضد غيرها , وكأن الأقطاب المتشابهة تتنافر.
وما دامت دول الأمة على حالها التصارعي ومناهج الفرقة والتعادي , والوثوق بأعدائها أكثر من وثوقها ببعضها , فأن القوى المفترس ستستثمر في ذلك , وتعمل على تعميق سلوكيات الفرقة والشقاق , لتجني ما تريد من الثروات والمصالح الكبرى , التي صارت دول الأمة تؤمّنها بلا مقابل , فالهدف يأكل نفسه!!
“ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى…عدوا له ما من صداقته بدُ”!!