الأجيال تدور في حلقة مفرغة من الأوهام والأضاليل والخرافات المقدسة , وتحسب أنها قادرة على تقرير مصيرها , وتأكيد إختيارها , وتتناسى أنها تابعة خانعة ومن غنائم حروب القرن العشرين , والقوى التي غنمتها تديرها كما تشاء بالنيابة أو مباشرة.
فما هي قوة دول الأمة؟
عقولها مهاجرة , وثرواتها مصادرة , لا تطعم نفسها , وتستجدي ما يعينها على الحياة المعاصرة.
دينها عدوها , بعد أن حولت نوره إلى نار , إنسانها مقهور وممنوع من نيل أبسط الحقوق.
فقيمة المواطن تساوي صفرا؟
دولها تتناحر , وتستدعي أعداءها للنيل من بعضها.
ما أشجعها وأقساها على بعضها , وأهونها وأذلها مع غيرها , وأكثرها تتسابق لمساندة أعداء الأمة , ومدهم بما يؤمن عدوانهم على دولها ومواطنيها الأبرياء.
ولفقدان الحول والقوة إندحرت بما مضى وما إنقضى , وتوحلت بدينها , وبتأريخها وسارت في طريق الإنزلاق إلى مهاوي الردى.
قد يلوم البعض المفترسين والطامعين بها , والحقيقة أن العيب فيها , فمن الطبيعي أن يأكل القوي الضعيف , ويحوله إلى تابع وقابع في أحضانه.
فسلوك الغاب بشرائعه يسري بين دول العالم.
فهل وجدتم أسدا يرحم حملا وديعا , أو طيرا جارحا يأبى الإنقضاض على حمامة؟
أيها المغفلون إن رب الدين لا ينصر أعداء الدين , وهو الذي يقول وأعدو لهم … فماذا أعددنا غير التفاخر بالويلات وذرف الدموع على الماضيات؟!!
“ومن تكن الأسد الضواري جدوده…يكن ليله صبحا ومطعمه غصبا”
فهل سنكون أقوياء؟!!