“لا تيأسوا أن تستردوا مجدكم…فلرب مغلوب هوى ثم ارتقى”!!
لا يختلف إثنان على توصيف أحوال الأمة في بعض مجتمعاتها التي تأكلها التداعيات وتعصف بها النكبات , وليس من الصدق والموضوعية تعميم الأوضاع السلبية على كافة دول الأمة , فتوجد دول ذات قدرات معاصرة , وفيها أجيال طالعة نحو السموق والكينونات الحضارية الواعدة.
ولا تخلو دولة من دولها من الشباب الذي يبشر بصناعة مستقبل أفضل.
فهناك الكثير من عناصر ومفردات الأمل والتفاؤل والإيمان بالقدرة على التحقق والنماء.
أنظروا أحوال الأمة منذ نهاية الفترة العباسية وحتى نهاية الفترة العثمانية , وكيف إنطلقت منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى اليوم.
إن أوضاعها في بداية القرن الحادي والعشرين أفضل مما كانت عليه في بداية القرن العشرين , وهي في حالة تقدم ورقاء ونماء وتأثير في صناعة المسار الحضاري العالمي , وإن لم يتجسد في فضائها الجغرافي , لكنه فاعل في الواقع الإنساني.
العديد من دول الأمة إنطلقت بثورات مهمة كما في مصر والعراق والجزائر , ففي العراق ما بين (1968-1979) , حصلت تطورات ثورية صناعية علمية على كافة المستويات , إنتفت فيها الأمية , وإنطلق جيل مسلح بالمعارف والعلوم , وأبدع وأقام المصانع وابتكر , ولو إستمرت الحالة لعشرة سنوات أخرى , لإ نتقل العراق إلى مصاف الدول المتقدمة.
وذات الحالة في مصر والجزائر , والحالات الثلاثة أجهضت ودمرت , لكن الإرادة التي أوجدتها تتحرك وتستتجمع قدراتها وستكون حتما , وفي مصر بدأت بشائر الإشراق الحضاري تضيئ , رغم العاديات والحرب الإعلامية القاسية ضدها.
وفي العراق وبرغم أهوال الهجمة وآلياتها التدميرية التعجيزية , فأن الشباب الصاعد يكنز بذورا حضارية واعدة , وإرادة كينونة سامقة متمسك بها وسيصنع الفرصة المواتية للتعبير الأمثل عنها , وستزول أهوال السوء والضلال والبهتان كما إنمحقت العشرات من أمثالها في مسيرة الأمة.
فهذه التخبطات المؤدينة حصلت مرارا في تأريخ الأمة , وما بقي لها أثر ولا دور لأنها ضد الحياة والدين الذي تدّعيه , فهي أدوات لتأمين فعل الرذيلة ومحاربة الفضيلة والحق المبين , والتأريخ يحدثنا أن أعداء الحق والفصيلة إلى بئس مصير محتوم.
فلماذا لا تكتب الأقلام عن البراعم التي ستتفتح , وتمعن بالكتابة عن الذبول والذل والهوان , وكأنها لا تؤمن بالخروج من واقع حال ولا تؤمن بالتغير وحتمية االتبدل والإنتقال , فدوام الحال من المحال ؟!!