7 أبريل، 2024 8:59 ص
Search
Close this search box.

أمة بلا دستور تخور!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

تخور:تضعف وتهزل
أمضى النبي الكريم ثلاثة عشر سنة في مكة تنزل فيها معظم القرآن وإختمرت مواده في الآيات والسور بقلوب المسلمين وتمثلوها وهضموها فشكلت مرتكزات سلوكهم القويم , فتهذبوا وتفقهوا وخبروا مهارات التعبير الأصدق عما جاءت به الآيات من تعاليم وقيم وضوابط أخلاقية , فصار القرآن دستورهم الواضح , ونبيهم قدوتهم العاملة بموجبه.
وبعد أن بلغ ما عندهم من السور والآيات ما ينورهم ويعينهم على الإنطلاق الأكبر بدأت الهجرة إلى المدينة , ومنها أشرق الإسلام بأنواره وطاقاته الحضارية المتفاعلة مع الأجيال الإنسانية المتوافدة.
وقد وصل المسلمون إلى ذلك الشأن السامق لتمسكهم بدستورهم المنزل على نبيهم , وبقوة ذلك الدستور وروحه , وما فيه من ضوابط سلوكية محكمة , ومنبثقة من وعي عميق بالنفس البشرية , حققوا معجزات حضارية غير مسبوقة.
وبعد أن أضاعت الأمة دستورها الجامع المانع , تبعثرت وتدهورت أحوالها , فما إستطاعت أن تكتب دستورها المعاصر , ولا إستلهمت ما يعينها من كتابها القويم , فأوجدت أجيالا تائهة بلا بوصلة أو دليل , فمضت متخبطة عبر مسيرتها المتراكمة الإنكسارات والإنتكاسات , وتعاني من جراحات ومضاعفاتها الشديدة.
فالأمة بلا دستور خائرة , حائرة , متخبطة.
وعندما تنتفي التربية الدستورية في الأمة , تهون وتفقد قدرات التفاعل المتناسق , فتعم فيها الإضطرابات , والإنبعاجات , ويتقدد كيانها ويتصارع ما فيها من الموجودات , لغياب الضابط والدليل.
ولن تكون أمة أضاعت دستورها , وجعلته مهجورا , وقلوبها مقفلة , وعقولها معطلة , وكل ما فيها تابع ورهين.
وتكون عندما تتفكر وتتعقل وتسلهم روح فرقان مبين.
فهل من عودة لدستور نكون؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب