23 ديسمبر، 2024 8:48 ص

أمتنا يقتلها اللاعلم والعلم فوق ظهورها محمول , عندها كنوز المعارف فتغفلها , ويوهمها أعداؤها بأنها أمة متخلفة متأخرة عاجزة عليها أن تتبع وتقبع.
فذخائرها الحضارية نائمة فوق رفوف الإهمال والتضليل والبهتان.
أمتنا من أغنى الأمم بموروثها الثقافي , وفي مسيرتها عقول معرفية ألمعية فذة , وجهابذة علوم لا مثيل لهم عند باقي الأمم.
والعلة الأساسية الفاعلة فيها , جهل أجيالها بتراثها الإنساني المنير , وقد حقق أعداؤها أهدافهم بعزل أبنائها عن جوهرها , ووجدتنا تحت مطرقة التراث والمعاصرة على مدى عقود , حتى توهمت الأجيال بأن عليها أن تنبذ تراثها وتنأى عن تأريخها.
والهدف أن تُسلخ الأمة عن أنوار ماضيها وتضيع في حاضرها ولا تفكر بمستقبلها , ولكي يتحقق هذا الإنجاز تم إستهداف مرتكزات وجودها القوية وهي الدين واللغة والشعر , وبموجب ذلك تأسست الأحزاب المؤدينة , وتحشدت الأقلام للهجوم على لغة الضاد وتهميش دورها وإضعاف قيمتها وأهميتها , ووصفها بما هو سلبي ومناهض لحقيقتها , وما فيها من قدرات وطاقات تعبيرية متواكبة مع العصور التي تكون فيها.
أما الشعر فأن الهجمة عليه كانت بإسم الحداثة والتجديد , فتم تسويق الذين إنطلقوا في إبادة العمود الشعري , وتحويلهم إلى رموز , وما هم إلا صدى للآخرين , وعن قصد أو غير قصد قاتلوا الشعر بالشعر , فأصابوه بأضرار فادحة , وما جاؤوا به لن يدوم إلى حين.
ولن يتمكن أعداء الأمة من تدمير دينها ولغتها وشعرها , لأن في الأمة طاقات حيوية قادرة على بناء ذاتها , وتأهيل موضوعها للحياة الحرة المعاصرة.
فهل لنا أن نعرف تراثنا وقيمة أمتنا , ودور الدين واللغة والشعر في صيانة وجودنا العزيز؟!!