إن الحديث يطول حول ما جرى ويجري في عالمنا العربي والإسلامي وما هو المخطط المرسوم لهذه الأمة ومن هو المخطط لهذا الذي يحصل. وقبل سنوات كتبت مقالاً في صحيفة القدس العربي عنوانه (هل حان وقت التقسيم لأمة العرب) نشر بتاريخ 1/10/2011، وقتها تضمن المقال موضوعاً واحداً ألا وهو أن التقسيم قادم لهذه الأمة التي فقدت سيطرتها على شعوبها وثروتها، يضاف لهذا الضيم والظلم الذي تعاني منه شعوبها وجاء الربيع العربي ليضيف دافعاً جديداً لمخطط التقسيم والتدهور لكثير من هذه الأنظمة التي أصبحت هي العامل الرئيسي في وضوح الرؤيا لما هو مخطط وعملية تنفيذه، وبرزت منظمات وقوى قسم منها رفع راية الإسلام وعودة هذه الدول إلى ولايات يحكمها والي، وأخذت تتقدم لتسيطر على ثلثي مساحة العراق وقسم من الأراضي السورية، وعدم وجود مقاومة لصد هجوم من سمى بداعش، كذلك ظهور الجيش الحر لإسقاط النظام السوري واحتلاله لبعض المحافظات، بالرغم من أن الفترة ليست بقصيرة في مجابهة قوة النظام، رغم أن التضحيات الكبيرة راح ضحيتها ابناء الشعب السوري بين قتيل ومهجر ولاجئ، كل هذا حدث ليس الهدف فقط هو إسقاط نظام بشار، وإنما أن تصبح سوريا ساحة قتال تتصارع فيها كل القوى مهما كانت أهدافها إسلامية قومية طائفية المهم الهدف المرسوم.
والعراق الذي فقد السيطرة على أهم ثلاث محافظات والصعوبة بمكان أن تقوم الحكومة العراقية التي تعاني من ضعف كبير في أعداد جيش يمتلك المقدرة في تحرير هذه المحافظات التي سيطرت عليها داعش بفترة قصيرة واستولت على جميع الأسلحة التي تركها الجيش العراقي وهجر أهلها إلى مناطق شمالية دون رعاية وفقدان الخدمات الإنسانية هذا ما يخص العراق وسوريا، أما ما يحدث في اليمن وسيطرة الحوثيين على العاصمة وضعف الحكومة في مجابهتهم، والموافقه على جميع مطالبهم والإستيلاء على جميع المعدات العسكرية للجيش اليمني، والسير في مخطط مرسوم لهم في تهديد السعودية ودول الخليج، وهناك خلايا نائمة في هذه الدول تنتظر الإشارة إذا كانت من الحوثيين أو من داعش، وغيرها من منظمات إرهابية مدعومة قسم منها إيراني أو تركي أو اسرائيلي، والجميع هدفه عدم استقرار المنطقة حتى التحالف الدولي الذي يسعى من خلال طيرانه الحربي لم يستطع إيقاف الزحف الداعشي وأهدافه الشريرة التي اساءت إلى الإسلام وأفكاره السامية.
أما ما يحدث في ليبيا والمعارك التي تدور بين الجيش والمليشيات التي خربت الإقتصاد والعباد وإنفصال بعض المحافظات عن الخارطة الجغرافية لليبيا، وجعلها إمارات يحكمها أمراء أو شيوخ عشائر، هذا المخطط تم التصدي له في مصر بقوة الجيش ووعي المصريين الذين تصدوا للمخطط الذي تم إعداده من قبل الإخوان المسلمين، وكان الهدف تقسيم مصر والإنتقال إلى الدول العربية الأخرى لتقسيمها، لذلك كان أمل الولايات المتحدة الأمريكية أن يأخذ الإخوان دورهم في تنفيذ مخطط التقسيم لهذه الأمة بدون أن تتدخل هي عسكرياً في أي صراع يحدث في المنطقة، ولكن الوعي والقدرة العسكرية هي التي حافظت على مصر وفشل المخطط الأمريكي في هذه البقعة من عالمنا العربي، واليوم المواطن وصل إلى شعور حماية الطائفة، وليس الشعور الوطني والحفاظ على ما تبقى من الوطن، وضعف القدرات بكل ما تحمل من معاني، فالذي حدث من شد بين السنة والشيعة والكرد والمسيحيين واليزيدين والتركمان، كل هذا جعل الأرض رخوة أمام أي هدف تقسيمي لهذه الأمة إضافة إلى جهالة النظرة لقيادات هذه الأمة مما حصل وسوف يحصل، وأن القادم أخطر مما يتصور المنظرون، فلا عروبة ولا إسلام مما يخطط له، وأن الفاتورة التي سوف تدفع تبقي المنطقة تحت طائلة الديون إلى ما لا نهاية.