27 ديسمبر، 2024 6:20 ص

أمة الأفذاذ بلا ملاذ!!

أمة الأفذاذ بلا ملاذ!!

فذ: ألمعي , ذكي , الفريد المتميز
ملاذ: ملجأ , حِصن
الأمة تكنز قدرات فائقة الطاقات والتطلعات , وفيها بكل ميدان عقول ذات إمكانات هائلة , وقابليات متميزة تتفوق فيها على قدرات الآخرين.
فلا يخلو تخصص معرفي إلا ولديها عقول بارعة فيه , لكنها أمة تبدو خاوية كسيحة معطلة , وكأنها خارج زمانها ومكانها , ومبددة لطاقاتها فيما يضرها ولا ينفعها.
أمة أنوار وعلوم ومعارف لا تنضب , وتعجز عن توظيف ما عندها من الثروات الحضارية لصناعة كينونتها المعاصرة , والتعبير عن جوهرها وذاتها الإبداعية , التي تكنز النفائس والنوادر والجمان الأثيل.
ولا نريد أن نتساءل لماذا , لأن الجواب لن ينفع , وعلينا أن نتحلى بالشجاعة والجرأة ونتساءل عن كيف نستثمر طاقاتنا ونحيِّ أمتنا , ونخرجها من وهاد الضياع والضلال إلى أنوار التفاعل المعاصر مع التحديات التي تواجهها.
أبناء الأمة جميعهم مطالبون بإعمال العقل وإستحضار الأجوبة العملية الراشدة , القادرة على توظيف الطاقات ومنع هدرها وتبدبدها فوق رمال الويلات والتداعيات الخسرانية المُكيدة.
فعقول الأمة عليها أن تتفاعل بإيجابية ونكران ذات , وتبتعد عن الخصومات وترى بعيون نحن , وتنكر الأنانية والغرور والتخندق في متاريس “أنا” , وتكون مصلحة الأمة إرادة مشتركة وهدف جامع لبناء الهوية والقدرة على الإنطلاق الواثق للأمام.
والسؤال الصعب , كيف تتفاعل عقول الأمة , وما فيها وما حولها يعدّها للتشظي والتناثر؟
لابد من الإجتهاد في البحث عن كيفيات الوصول إلى منطلقات كينونتنا الجامعة الكبرى , فهل لنا أن نتحرر من قيود القنوط , ونعتصم بإرادة أمتنا , ونؤمن بأننا بها نتحقق ونكون؟!!