18 ديسمبر، 2024 11:15 م

أمة الأذكياء يقودها الأغبياء!!

أمة الأذكياء يقودها الأغبياء!!

دول الأمة التي تعاني الويلات والإضطرابات والخرابات والدماراتيدير شؤونها الأغبياء.

فالذكاء لا يقاس بالدرجات العلمية , وإنما بالسلوك ومآلات الأمور وما تنتهي إليه , فعندما نعاين دولا ذات ثراء وطاقات بشرية نابهة ذكية , وترزخ تحت سنابك القهر والإذلال والحرمان , ويعصف في مؤسساتها الفساد وإغتصاب حقوق الإنسان , فالجواب الواضح على ذلك أنه الغباء الفاعل في حكوماتها من رأسها حتى أدنى درجة وظيفية فيها.

فالغباء كالوباء , وعندما يكون القائد غبيا , فمَن معه وما دونه يصابون بذلك الوباء المروع , فتنتكس الأحوال , وتتردى الأوضاع , وتنقلب الموازين , ويكون في المواقع القيادية الذين يتمتعون بدرجات عالية من الغباء.

هذا واقع سلوكي وتفاعل بشري قائم , يحدثنا به التأريخ عبر مسيراته المعاصرة والغابرة , فعندما يكون القائد ذكيا يؤلف حكومة ذكية , وعندما يتمتع بالغباء فأنه سيكره الأذكياء ويبعدهم , ويقرِّب الذين أكثر منه غباءً , وبهذا يقضي على نفسه وحزبه وحكومته , ويذيق شعبه كأس العلقم والسأم المرير , حتى لتجد أبناء البلاد يهربون إلى أي بقاع في الدنيا للخلاص من أهوال الغباء.

إن المواطن يشعر بالسعادة في غير بلاده , لأنه يمتلك ذكاءً , فيجد نفسه في عالم يقوده الأذكياء , فيستريح ويستشعر السعادة , وينطلق بإبداعه وتعبيره المطلق عن ذكائه.

وكم من القيادات الغبية والحكومات الأغبى منها في بعض دولنا , التي تذيق مواطنيها شر الحياة , وتحيل وجودهم إلى قهر وعناء.

فهل تستحق مجتمعات الأمة الذكية حكومات على هذه الدرجات من الغباء.

حكومات تساندها القوى الطامعة بالبلاد , وتؤسسها بطوابير من الرعاع , وتوهمهم بأنهم قادة وأذكياء , وما هم إلا عقارب صفراء عمياء , تريد أن تنفث سمومها في أبدان المساكين الأشقياء من أبناء البلاد الأبرياء.

فهل من حكومات ذكية في دولنا الشقية , يا أمة الألباب التي بها يتعقلون؟!!