27 ديسمبر، 2024 4:06 م

أما حان وقت وحدتنا خلف نبينا

أما حان وقت وحدتنا خلف نبينا

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ، هذا الخطاب الإلهي قد تحقق وأخذ أثره في المجتمع العربي الجاهلي القبلي عند ظهور النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، فتغيرت صورة وحياة البشر هناك وانقلبت 180 درجة.
فقد كان العرب عبارة عن قبائل متنازعة فيما بينها بشكل دائم وحروب الأوس والخزرج دامت سنيناً طويلة، وينتشر النهب والسلب بين هذه القبائل وتعتبره بطولة وشجاعة، وكان الناس عبارة عن طبقات يستغل بعضها الآخر، فطبقة السادة تستغل طبقة العبيد يبيعونهم ويشترونهم ، وهناك طبقة الأغنياء ويقابلهم الفقراء والمعدمين، إضافة إلى ذلك يمتاز المجتمع بالنظرة الدونية للمرأة حتى وصل الأمر إلى وأد البنات.
وبعد ذلك حدث التغيير فإذا الأوس والخزرج إخوة في دين الله، وإذا القبائل المتقاتلة فيما بينها تنصهر في بوتقة واحدة لتنشر الدين الجديد وتدافع عن المظلومين، وإذا بالعدالة الاجتماعية تتحقق بأبهى صورها، وتتوقف إهانة المرأة وقتلها في تعاليم الدين الجديد ليصبح الميزان والمعيار هو التقوى.
والسؤال الذي يطرح نفسه أما آن لنا أن نتوحد خلف نبينا محمد (صلى الله عليه وآله)؟ أم أننا وصلنا إلى مستوى أدنى من ذلك المجتمع الذي كان يعيش في زمن الجاهلية؟ ألسنا أصحاب الفكر والثقافة والتقدم المادي؟ ألسنا الأكثر تطوراً منهم؟
ما الذي يمنعنا أن نصحح مسارنا بعد أن نعيد النظر بأفعالنا ومواقفنا وطريقة مخاطبتنا لبعضنا؟ وكما يقول أحد المفكرين (علينا سنة وشيعة أن نصحح المسار والخطاب والفعل والموقف، فنعمل صالحا وخيرا للإسلام والإنسانية جمعاء
دون الانقياد أو التأثر بدوافع ومنافع شخصية أو فئوية أو جهتية أو طائفية أو قومية أو غيرها من أمور وتوجهات تفسد وتضل وتوغل في الظلم والجور والعدوان).
ويبقى السؤال هل تتمكن هذه الأمة من مغادرة واقعها المؤلم لتلتحق مرة أخرى بالرحمة الإلهية؟ أم أنها سوف تظل طريحة على فراش الجاهلية الثانية؟