5 نوفمبر، 2024 6:31 ص
Search
Close this search box.

أما البقاء علَى وُضع التشتت والتخبط هَذَا؟ .. فعزاء المدنية علَى مستوى الطموح السياسي كَبِير!

أما البقاء علَى وُضع التشتت والتخبط هَذَا؟ .. فعزاء المدنية علَى مستوى الطموح السياسي كَبِير!

أن مايثير إستغرابي كل الحملات الموجّهة وغيّر الموجّهة الّتي تنطلق لأبسط الأسباب ((إنسانية وإعلامية)) هي مثيرة ورائعة، لكني اجد الصمت يُخيم بصورةٍ ملحوظة علَى الإنجازات والصعوبات الّتي تواجه النائبة شروق العبايچي، رَغْم إنها وَعَلَى مدار الدّورة البرلمانيّة الحاليّة وكمتتبع لها وأقولها بأمانة،شروق العبايچي إلتزمت بشكلٍ ملحوظ علَى تمثيل هادئ وهادف للصوت المدني والمطالبات الوطنيّة،وانتهجت سُبل حضارية في التمثيل البرلماني، بعيدةً عَن الصراخ والأسلوب المبتذل لدى الكثيرين، وإضافةً الى ذَلِك هي متعاونة وملتزمة في المساعدة والمشاركة مع جَمِيع القوى المدنية الّتي تطلّب تعاون أو مساعدة داخل البرلمان او خارجه فضلاً عَن إنها بنت هَذَا الوسط.

محاربة الفَسَاد شَيْء والدّعوة إلى التغيّر شَيْء ومساندة الصوت المدني الَّذِي أمتاز بنظافة اليد والإلتزام بالسلوك المدني شَيْء أخر، ما دَخَل هَذَا بهذا؟ ولماذا المدنيون هكذاً يعزفون علَى أوتار بعيدة جداً عَن انسجامهم وتكاتفهم، لا أعلم أي سبب منطقي يجعل التجاهل، وعدم الاهتمام ، بكل النشاطات الّتي تقوم بها السيّدة شروق؟ وإلى هذه الدرجة من قبل الوسط نفسَه!.
الإختلاف شَيْء والخلاف شيءٌ اخر……

المدنيون يمتازون بالحدة غيّر المبررة لمعطياتهم الانحيازية، أين الانفتاح والتقبل إذن؟ ام أين التعاطي مع الآخر والانسجام مَعَه علَى اساس المشتركات الوطنيّة؟ إلا اذا كل ما قامت به شروق العبايچي وماتقوم به خارج السياقات الوطنيّة!.

أتحدى بذلك المدنيين وغيّر المدنيين أن يثبتوا شيئاً من هَذَا؟ فمابالكم تتركون الصوت المدني وَحده يطالب ويواجه عقوباته بمفرده!
الا اذا كان المدنيين والشعب بشكل عام اتفق على الفصل بين المؤسسة السياسية والمجتمع، كي نعلم حينها سير خطانا إلى أين؟ ونرفض المشاركة حتّى بالأنتخابات لنعي أن لا اتصال بين النشاط المدني والنشاط السياسي وعلى مستوى التمثيل الحكومي؟ وهذا ما لا ينطق به او يقبله اي شخصيّة مدنية.
امرٌ غريب وعجيب بنفس الوقت! ان نرى من يمثل المدنية بصيغة جداً جيدة يترك بهذا المعترك وحده! رَغْم أن كل هذه المشتركات هي مطالب تتبنّاها القوى المدنية الوطنيّة وتنادي بها، لكنها لما تصدّر من شخص ” ليس من جماعتنا” علينا ان نتركه وحيداً غيّر مبالين لما سيواجه من حيتان الفَسَاد وثلة الخراب!
يالها من استراتيجية مدنية صائبة! يالها من إنسانية! يالها من وطنيّة مزعومة!

المدني إن لم يتخلّى عَن “طموحاته الضيّقة” بهذه النظرة غيّر المستوعبة “لأنصاره”! كَيْف لَه ان ينجح في استيعاب الآخرين؟!
وما هذه النظرة المتعالية ضدّ اي شخصيّة مدنية بمجرد ما تتصدّر المشهد حتّى يتخلّى عنها المدني قبل غَيْرُه؟

بعض التصرفات ليست من دوافع وطنيّة لأنه لايوجد ما يُثبت عدم الوطنيّة لدى المتخالف مَعَه فضلاً عن المنسجم معك، بل هي بدوافع نرجسية لا أكثر.

هناكَ ضياعات مدنية كثيرة،وكبيرة. تسببت بها القوى المدنية نتيجة لنظرة التعالي هذه، وبسبب الإنعزال حتّى عَن المحيط المدني نفسَه.
ونريد ان نقنع ألشعب بأننا (( الأصلح، الأعدل، الأكثر إنسانية والأكثر إنفتاح وتقبل للآخر… الخ)). كيف يكون ذَلِك؟ ولن تجد مجموعةً مدنية منسجمة مع أختها! والجميع يتطلع أن يكون هو المدني الأوحد بمعزل عن الاخرين.

ياسادة انها اغاني خارج السرب، خارج المعقول المدني…انظر وأحكم اي شخصيّة من داخل الوسط المدني تصعّد او تتصدّر المشهد، ستجد بعد فترة قصيرة الوسط نفسَه الذي خرّجت منه تلك الشخصيّة يحاربها، يُحاول أن يمتص كل عملها وجهدها ويقزمه! لا لسبب مدني، او علَى أساس مخرجات وطنيّة، بَل لأننا نَحْن مدنيون!
وهكذا نمتاز بالخلاف المؤدي إلى تشتيتنا واضعافنا، ومَن ثُم نتوزع علَى صفحات الفيس كأصوات تابعة او مؤيدة “مجموعات” مدنية مختلفة حد التخوين “فيما بينها” ومن ثُم نتطلع الى تأسيس مُجتمع متصالح مع نفسَه! اظنها نكتة!
بهذا النفس الَّذِي نتعامل به مَع أصدقائنا ومَن هو منا، فكيف بالمختلفين مَعَه؟.

القوى المدنية عليها أن تتصالح مع نفسَها اولاً، وتساند أصدقائها وجمهورها وشخصياتها بالوقوف مَعَهُم ساعات الضرورة لأن هَذَا التشتت لايصب بصالح القضيّة الوطنيّة ولا المدنية، ولا يمثّل الطموح الَّذِي نحاول أن نقنع الجماهير به بأننا الأفضل.
كَيْف أفضل؟ وَنَحْن بيننا لسنا بالأفضل!
يالها مَن كذبة!!

النّتيجة الّتي حققها المدني أنه ثقف ونظر للمعطيات الفكريّة والمدنية ” الوطنيّة” وبعد أن همش نفسَه وأختلف مع نفسَه،
حققت الاحزاب الأخرى قفزة بأسمه وسرقت مفهومه وفعالياته وبدت تتكلم بها وتُعيد إنتاج هذا الفكر علَى جمهورها بنفس الأسلوب والتطلع المدني.
وبحكم الكثرة العددية والسيطرة العامّة وعدم احتفاظ المدنيّين بمشروعهم ومرونة الفكر المدني وعدم محدوديته.
أصبحت تلك الأحزاب المنتفعة قديماً من الطائفيّة والمحاصصة وغيرها، صارت أليوم تشكّل منظمات مجتمع مدني، وفرق تطوعية للعمل الإنساني، وتنظر للثوابت المدنية، برؤية سياسيّة وتدعي إنها هي الراعية لها والمنسجمة معها! الشّيء الإيجابي في هذه الحلقة أن المدني هُو المعلّم الأول لِكُل التصحيحات الّتي حصّلت وتحصل، ولكل حالة وطنيّة وانسجام مجتمعي وتطوّر في النموّ للعقل السياسي والإنفتاح المجتمعي، وبعض الحريّة الّتي نراها.

لكن بنَفس الوقت هو عامل ضَعُف تكويني لبنية القوى المدنية لأنها وبسبب عدم انسجامها فيما بينها ونَفَس التعالي الَّذِي تعيشه سمحت أن يُؤخذ منها الدور المَركزي في تبنّي هَذَا المشروع، وسُحب مِنْهَا عامل الريادة في التصدّي لإدارة المشروع الوطنيّ.كانت فُرصة ولا زالت الفرصة سانحة لإعادة ترتيب أوراق المجتمع المدني وتنظيمه علَى أساس التكتل الجماهيري، والتكاتف فيما بينه وإعادة قراءة قوّته للمستقبل وعظمة ما سيجنيه هَذَاالتكتل والتكاتف مَن منجزات وطنيّة كَبِيرَة في المستقبل، أما البقاء علَى وُضع التشتت والتخبط هَذَا؟…..فعزاء المدنية علَى مستوى الطموح السياسي كَبِير!.

أحدث المقالات

أحدث المقالات