23 ديسمبر، 2024 10:38 ص

أمانة بغداد والفساد الدال على نفسه

أمانة بغداد والفساد الدال على نفسه

إذا ما أراد المرء أن يستدل على فساد مؤسسة او شخص ما ، فلا يحتاج في كثير من الأحيان الى وثائق ووقائع وشهود وغيرها من قرائن اثبات الفساد وعلى أقل تقدير الفشل في العمل.
قلنا في مقالة سابقة أن أمانة بغداد من الصعب أن تُدار من قبل إمرأة في واقعنا الحالي الملىء بالحيتان وخاصة داخل الامانة التي فرخت هؤلاء طيلة فترة ادارتها من كبار العتاولة في الفساد وأولهم الامين السابق العيساوي الذي صدر حكم ادانة بحقه في الشهر الفائت ، واقترحنا في المقالة نفسها أن تخرج السيدة الامين للاطلاع المييدة الامين بالخروج في جولات اطلداني لأن عمل ومهام الامانة لا تُدار مكتبيا ، وحسنا فعلت الساع على الكثير من المشاريع والاماكن ، ولكننا نعلم أن من يدير هذه المشاريع ومواقع العمل المُزارة يتلقون التبليغات بالزيارة للتهيؤ لها قبل وصول الزائر ويعودون الى ما كانوا عليه بعد انتهاءها، المطلوب زيارات كابسة من اشخاصصص آخرين ضمن كوادر الامانة أمناء في نقل الوقائع والمحاسبة.
لن نتكلم عن قمة الوساخة في اماكن تقع ضمن اطراف بغداد لانها لا يمكن وصفها ابدا ، ولا عن كراجات وقوف السيارات التي تشرف عليها الامانة في تلك الضواحي، ولكنني أسوق مثلا على كراج يبعد فقط عشرة امتار عن الباب الصغير لدخول الاشخاص من الجهة الشمالية للامانة حيث على حافاته الامامية تتكسد آلاف من اكياس النايلون الممزقة وقاذورات تغطي ساقية من المفترض ان يجري فيها الماء ولكن هيهات فقد طُمرت تماما وأمام انظار الامانة ومنتسبيها. أما القائمين على الكراج المحاذي للساقية فأجرة الوقوف فيه هي 5000 آلاف دينار ، ولما سألت الجابي عن السبب وحيث أن الامانة أعلنت تسعيرة وقوف السيارة في الكراجات بألفين دينار ، أجاب هذا يجري بعلم الامانة فلا تستمع للاعلانات ( فهي مجرد كلام للإعلام). فاذا كان باب النجار مخلوع فدليل ان النجار فاشل يا أمانة بغداد ، لأن ما يحدث امام البناية لا تستطيعون معالجته فكيف بأماكن تبعد عشرات الكيلومترات.
وإذا ما مشى المرء من هذه المكان الى منطقة باب المعظم مرورا بمنطقة الشورجة الأكثر زحاما واكبر مكان تجاري في العراق فسيجد العجب فهي مليئة بالاوساخ وحاويات القمامة قذرة جدا ومكسرة ومحطمة تفوح منه اقبح الروائح والسواقي مطمورة بالاوساخ والباعة المتجولون بعرباتهم يقطعون الشارع الرئيسي متحدين القانون والنظام حيث لاتسطيع السيارات من السير والمرور، وحتى الوصول الى منطقة بباب المعظم تقع مقابل كلية الهندسة التابعة للجامعة المستنصرية وأما كراج باب المعظم الكبير فستجد أن المنطقة موبوءة تماما ، بالقرب منها باعة الاسماك والدجاج والخضروات حيث يرمون بقايا أحشاء السمك والطيور في هذا المكان وستجد عشرات من أسراب البط يجري ويطير على ارتفاعات واطئة في شارع محفور تماما مع انه شارع للسيارات والمشاة .
كراجات السيارات جميعها تجبي 5000 دينار حول وجوار الامانة وبالقرب من مجمع النجاح وآخر مجاور مصرف الرافدين بالباب الشرقي وغيره وعندما تسأل عن السبب يقولون بعلم الأمانة ونحن ندفع لجهات مقابل أن نبقى في الكراجات لذلك نرفع السعر وهناك من يحمينا.
أين رقابة الامانة على نظافة مناطق رئيسية في بغداد وأين موظفيها ؟ لماذا لا تتم مساءلتهم ومحاسبتهم والقيام بزيارات مفاجاة لمناطقهم وللكراجات . انه دليل على تواطؤ الامانة وضعف ادارتها في نفس الوقت. فمن ينقذ العاصمة من هذا الوباء الذي تقوده الامانة الذي لا يمكن تفسيره الا بضعف ادارة الامانة او فسادها وبمباركة احزاب الاسلام السياسي المدمرة للبلاد.