ليس من العدل في شيء ان يتحمل الفرد ضريبة الدم والمال طيلة حياته ويؤدي من التكاليف الباهضة دون أن يكون مقابلها حقوق تكفل له حياة صالحة تتناسب مع جسامة تلك الواجبات المفروضة.
وامام الحصان الاسود مباراة ماراثونية طويلة الامد لاصلاح “ما أفسده الدهر ” والعبرة ليس بتغير الوجوه فقط وانما بتغير النهج والبرنامج السياسي الذي فشل في استقرار العراق جملة وتفصيلا.
يقول احد علماء الاجتماع (ان رائد الحكومة في سياستها يجب ان يتجه دوما الى تحقيق غاية واحدة, هي اسعاد أكثر عدد من الافراد على اكبر قدر ممكن من السعادة ) .
أمام الحصان الاسود…خطة كما يضعها مدربوا كرة القدم لمباراة ماراثونية شاقة وطويلة للفوز بتلك المباراة وتجاوز أخطاء المباريات الخاسرة التي تحمل وزرها اللاعبون وجماهيرهم على ملعب عراق الحضارات والصعود الى دورمتقدم وتجاوز الادوار التمهيدية…كما فعلها منتخب شباب العراق على سبيل المثال لا الحصر, وتتطلب المباريات مايلي :
– حكومة وحدة وطنية تضم الجميع ولا تقصي اي مكون…تضم وزراء أكفاء “تكنو قراط ” بعيدا عن المحاصصة الطائفية المقيتة.
– الغاء دور جميع المليشيات سنية كانت ام شيعية بما فيها الصحوات ومجالس الاسناد وما شابه ذلك وايقاف الاعتقالات العشوائية الا باسباب قضائية.
– اعادة هيكلة الجيش العراقي وتسريح كافة افراد”الدمج ” من المليشيات وتدريبه على اساس مهني ولاءه للوطن وليس للمذهب او الطائفة او العشيرة والعمل على قانون التجنيد الاجباري وخدمة العلم بضوابط.
– الاهتمام بقطاع الصناعة وارجاع المصانع العراقية على ما كانت عليه, كذلك الاهتمام بالقطاع الزراعي ودعم الدولة للفلاح من بذور واسمدة ومكافحة الافات وتفعيل الطيران الزراعي ودعم شراء المحاصيل والفواكه والخضروات باسعار تشجيعية.
– فتح حوارات مشتركة واعادة الثقة بين مكونات الشعب العراقي على اعتباره فريق واحد واجراء مصالحة وطنية شاملة على الارض وليس على الورق كما حصل من مؤتمرات ووثائق سلم انتهت وتلاشت وكانت مجرد كذبة,والغاء حالات الاجتثاث والاقصاء والتهميش والوقوف على مسافة واحدة من الجميع ,واطلاق عفوا عاما شاملا باستثناءات “القاعدة وداعش ” .
– اقامة مشروع سياسي عابر للطائفية وانقاذ العراق من العقلية التي عملت عل محوحضارة ومدنية العراقيين ووضع قوانين لحماية الفنانين والادباء والمثقفين والاهتمام بالنصب التذكارية وادامتها لانها تراث وحضارة البلدان.
– عودة العراق الى محيطه العربي واجراء حوارات شاملة مع كافة الاقطار العربية وبدون استثناءات وتفعيل الحالة الاجتماعية والاقتصادية والدينية مع تلك البلدان.
– حكومة المحاصصة الطائفية قد أثبتت فشلها طيلة الفترة الماضية واكدت انها تجمع ارتزاقي مشلول متناقض الاهداف لا يخدم العملية الديمقراطية بأتلاف الاضداد..ويجب تعديل بعض فقرات الدستور العراقي الذي كتب على عجل وجاء بتلك المحاصصات الغريبة.
– القضاء على الفساد المستشري في مؤسسات الدولة وردع الفاسدين بمحاكم نزاهة مستقلة خاصة بهذا الشأن لان الفساد هو أخطر من الارهاب وهو المغذي والحاضن الاساسي للارهابيين وانشاء لجان قضائية وبرلمانية بتفعيل مبدأ ” من أين لك هذا “.
– تفعيل الموازنة السنوية للبلاد وتقديمها للبرلمان للمناقشة والتصديق قبل نهاية الحسابات السنوية بشهرين على اقل تقدير,ووضع قانون المحاكم وخاصة الاتحادية ومجلس القضاء واقرار القوانين المعطلة التي تهم المواطن ” السكن, القروض , البطالة, النفط والغاز, الاحزاب, الصحافة والاعلام(فتح وزارة للاعلام ),…الخ.
– اجراء تعداد سكاني شامل بعد استقرار الوضع الامني ووضع الخطط الاقتصادية بالخطة الخمسية او العشرية وفق ميزانية الدولة التي تنفذها وزارة التخطيط .
– ازالة كافة الكتل الكونكريتية من شوارع واحياء بغداد وتقليص السيطرات الداخلية واخراج الجيش من المدن والاحياء السكنية وتوليه مسك الحدود الخارجية للبلد وايكال المهمة للشرطة داخل المدن والقصبات والغاء الاجراءات الروتينية المملة في تلك السيطرات , واعادة اعمار وترميم شوارع ومعالم عاصمة الف ليلة وليلة.
– حفر خندق يحيط بحدود البلد ووضع آليات المراقبة من كامرات ونواظير حديثة وسونارات متطورة لبوابات الدخول حالها حال اجهزة المطارات وزرع المعوقات من اسلاك والغام على طول هذا الخندق بالاضافة الى طائرات المراقبة والاستطلاع .
فأذا ماتحققت هذه الغايات في تلك المباريات الماراثونية تكون الحكومة قد سددت ما بذمتها من حقوق للشعب, ويسود المواطنين جو من الحياة الصالحة وتنمو بينهم رابطة من الألفة والتعاون يشعرون في ظلها ان كل ما تفرضه عليهم الدولة انما هو قسط من واجباتهم التي تحتمها هذه الحياة .