23 ديسمبر، 2024 6:21 ص

أمام أنظار وزير الثقافة أمام أنظار وزير الثقافة..

أمام أنظار وزير الثقافة أمام أنظار وزير الثقافة..

الثقافة العراقية كرة يتقاذفها الاتروشي وأبو رغيف
تعرف الثقافة على انها تهذيب النفس وصقلها بالسلوكيات والضوابط المتبعة، لتقويم السلوك، الفرد أو المجتمع، عن طريق الخوض في المعارف والعقائد والفنون والثقافات المختلفة، التي تهدف بمجملها إلى تقويم السلوك .

ويظهر المعنى الحقيقي للثقافة في السلوكيات، عن طريق الاعتقادات المتّبعة، والأفكار المدروسة البناءة، والتذوق العالي لمختلف الفنون و الثقافات، وسرعة البديهة في اتخاذ القرارات الصائبة..

هذا التعريف المختصر للثقافة يكفي لان يضع صناع القرار في وزارة الثقافة أمام مسؤولية وطنية وانسانية كبيرة، خصوصاً وان البلد يعيش في أزمة ثقافية أدت بالنتيجة النهائية الى انحدار البلد الى حافة الهلاك..

غير اننا نشهد اليوم انهياراً تاماً للثقافة العراقية بعدما عبث بها وسيطر على إدارتها ثلة من الفاسدين..

غُيبت وزارة الثقافة بكل مؤسساتها، بعدما غاب الرقيب أو عمد على غض بصره وهو الامر الذي جعل القائمون على الوزارة يعمدون على نشر فسادهم وجهلم بكل تبجح..

حيث يعمل سيادة وكيل وزارة الثقافة ومدير عام دائرة الثقافة والنشر الكردية الاستاذ (فوزي الاتروشي) على نسق لا ينتمي الى الثقافة، لا بل لا ينتمي للمنطق أساساً.. كونه أهمل دار الثقافة والنشر الكردية التي من شانها نشر إبداع وفنون وتاريخ ونضال الشعب الكردي، وإنما حولها الى دار لرعاية الحوامل وأطفالهن من خلال توزيع (حفاظات الاطفال) على الموظفات، فضلاً عن توظيف ميزانية الدار المالية لامور هامشية لا تنتمي الى الثقافة الى جانب توظيفه للعاملين بالدار لزيارة المسؤولين الاكراد في مؤسسات الدولة وتقديم اللوحات والهدايا..

هذا الاهمال كان له دور كبير في غياب الواقع الثقافي عن الدار وهو الامر الذي أحال مسؤولية الدار الحقيقية الى اناس تجهل ابجديات الثقافة من أمثال (جاسم

غريب) و(سميرة محمد علي) اللذان يرفضان ويقبلان ما يشاءان من المخطوطات التي ترد الى الدار من مبدعين عراقيين..

أما في ما يخص الدكتور نوفل أبو رغيف الذي شغل أكثر من منصب في وزارة الثقافة وكانه الهالة المقدسة التي لا يمكن الاستغناء عنها على الرغم من سلبياته التي لا تعد ولا تحصى، والغريب في الامر انه في كل منصب من تلك المناصب التي تسلمها كانت تبعث رائحة فساد تزكم الانوف، فقد انطفأت شمعة دار الشؤون الثقافية العامة (آفاق عربية) التي كانت تنير الثقافة العراقية وترفدها بشتى المطبوعات الابداعية التي تضيء الفكر، واصبحت الصفقات والعزائم والولائم والايفادات التي تمتع به أبو رغيف والتي استنزفت ميزانية الدار بديلاً عنها..

وتكرر الحال عندما انتقل ابو رغيف الى إدارة السينما والمسرح مع إبقاء اسمه على مطبوعات دار الشؤون الثقافية ولما صار الناطق الرسمي باسم بغداد عاصمة الثقافة فالفضائح أكبر من ان تذكر في مقال موجز فقد كشف الاعلام عن العمولات التي كان ابو رغيف يبتز بها شركات انتاج الافلام المشاركة في (بغداد عاصمة الثقافة) فضلاً عن الصفقات المريبة التي لا تنتهي والتي تحولت في نهاية المطاف الى ملفات في اروقة القضاء العراقي.. لينقل مرة أخرى الى دار ثقافة الاطفال على الرغم من إدانته ببعض من القضايا المعلنة..

كلنا نعلم جيداً ان وزير الثقافة يعاني من أزمة كبيرة فهو على علم بكل ما ذكر أعلاه غير انه مغلوب على أمره كون اية درجة وظيفية عليا تخضع للمحاصصة الطائفية والقومية والسياسية ولا يمتلك القدرة على التغيير ولكننا ندعو معالي وزير الثقافة الى اختيار بدلاء ممن يمتازون بالمهنية والموضوعية والنزاهة..