19 ديسمبر، 2024 4:47 ص

أمالي السيد طالب الرفاعي … كشف للمستور ودعوة الى إعادة كتابة التاريخ السياسي

أمالي السيد طالب الرفاعي … كشف للمستور ودعوة الى إعادة كتابة التاريخ السياسي

وأنا اقلب قنوات التلفاز استوقفني رجل معمم يتكلم بطريقة غير طريقة المعممين التقليدية فكان يضرب المنضدة وهو يتكلم وشدني إليه انه كان يتحدث عن تاريخ الحركة السياسية الإسلامية في العراق وبأسلوب جريء لم وطرح مختلف عما هو راسخ في أذهاننا على انه واقع تاريخي غير مختلف عليه , تركت الساعة والنصف التي تابعت به الرجل في داخلي ارتياحا لأني وجدت  من هو بمستوى المتكلم يكشف حقائق تعمد إخفاءها المنتفعون ووصل إليها أمثالي من معطيات الواقع المعاصر , وبنفس الوقت بدا الرجل مثيرا للجدل وترك حول شخصيته وسعة علاقاته أكثر من  تساؤل وفتح المجال خصبا للتأويل والتحليل وأيضا سوء الظن به للآسف وبقى حديثه وشخصيته موضوع اهتمام لي واحتياج لمزيد من كلامه حتى صار كتابه أمالي السيد طالب الرفاعي بين يدي وفيه كل ما كان تحدث فيه وزيادة وأيضا فيه ما كنت احتاجه لتأكيد الرؤى التي كنت استنتجها من تحليل الأحداث  وانعكاساتها على ما نعيشه الآن تحت ولاية الأحزاب السياسية التي تسمي نفسها إسلامية , فقد غاص الرجل مسهبا في بعض تفاصيل تأسيس الحركة الإسلامية .  والتجاذب بينها وبين المرجعيات الدينية ,
ولا أقول ان ما ذكره السيد هو عين الحقيقة وكذلك لا انفي أن تكون هي الحقيقة المخفية عن العامة وان كان الميل الى انه كشف الممكن كشفه من الحقيقية وليس كلها هو الأقرب  و القوى,  ولا  بصدقه ولا بعدالته  ولا أقول بخلاف ذلك لآني لا اعرف عنه اكسر من انه رجل دين شيعي يدعي الاجتهاد وعاصر كبار العلماء المسلمين من طوائفهم المختلفة  وعاش متنقلا بين البلدان ونال شهادة الدكتوراه في اللغة العربية من مصر وعاش فيها من 1969-1985 تحت عنوان إمام الشيعة في مصر والتقى الرؤساء المصريين واتقى زعامات روحية وسياسية إسلامية ولعل في صلاته على شاه ايران وإشرافه على دفنه في مصر من ابرز الأحداث في مسيرته لانها دفعت بالبعض لتكفيره كما نقل عن السيد الحائري الذي كان يرى انه كافرا بصلاته على الشاه حتى صحح له السيد خامينائي فكرته مبينا له وللسيد محمود الهاشمي خطأهم وصحة موقف السيد الرفاعي في 1999 فغيروا موقفهم منه , ومن أماليه التي يمكن ان تنفع في تصحيح بعض الأفكار عند من يريد الحقيقة وليس من لا يريد أن يسمع غير ما يراه هو انها  الحقيقة ,ولا بهمه غير مدح من يراهم  وحدهم أهلا للمدح وان كان الذم  نفسه يأنف منهم ومن قبيح فعالهم , لان مصالحهم الشخصية ومصالح من اتخذوهم رموزا لهم فوق كل مصلحة حتى لو كانت تلك المصلحة مصلحة الدين أو الوطن , انقل الأتي  بأمانة دون تعليق أو تغيير
* – هناك أسماء شيعية قد انتظمت في حزب التحرير فمن غير المذكورين أعلاه الشيخ عارف البصري , وأخوه عبد علي البصري , والشيخ سهيل السعد , وعبد المجيد الصيمري , وعبد الغني شكر من أهل الناصرية وهادي شعتور .
* – على العموم كان عبد السلام عارف يمارس سياسة طائفية لكن أخاه عبد الرحمن عارف لم يكن طائفيا وهو شبيه بعبد الكريم قاسم في هذا المضمار بل ان عبد الكريم قاسم كان يميل إلى الشيعة وقد أخطأنا بحقه نحن قتلنا عبد الكريم قاسم وليس البعثيين بمعنى ألبنا عليه وقتل .
* – أقولها من خبرة والتصاق بالسيد باقر الصدر انه لم يكن كائنا سياسيا فما دفعه الى الشهادة هو قلة تجربته وخبرته في السياسة فلو كان سياسيا محترفا لخرج من العراق غالى بلاد أخرى * – لم انقطع يوما عن الصدر ولم ينقطع عني فلا أخشى من يتاجر بصوره ولو كان حيا لسعى مَن سعى من الحاضرين للتخلص منه لأنه سيمنعهم من التجارة بالوطن والدين
 
*- سألت العسكري ( مرتضى العسكري ) من أين تعرف إن النظام ( نظام عبد الرحمن عارف ) سيتغير قال : عبد الستار الجواري قال لي ذلك
* – ورد في مذكرات السيد مهدي الحكيم كان لدينا علم حقيقي بأن عبد الرحمن عارف لن يبقى  في الحكم وكنا نعلم إن البعثيين هم الذين سوف يأتون لان احمد حسن البكر وحردان التكريتي وفاضل حسن اتصلوا بي مباشرة وقالوا ماذا تريدون ؟ قلنا لهم اننا لا نريد شيئا سوى قيام حكومة يشعر أبناء العراق إنها حكومتهم ويدافعوا عنها بكل قلوبهم لأنها تضمن مصالحهم .
* – اخبرني شريعتمداري قائلا : سيدنا أغا رفاعي حكومتنا ( حكومة الخميني ) ستجرنا الى الى حرب مع جارتنا الإسلامية العزيزة العراق وبيننا وبينها وشائج جوار وعلاقات وهذا شيء ليس من صالح الجمهورية الإسلامية .
* – هناك قول سمعته من شيخي المجتهد عباس الرميثي .. ( ما أصير مرجعا أنا عربي عربي عربي  )
* – لم أجد شخصا شريفا من الإسلاميين مثل عبد الزهرة عثمان وهو من الجماعة المنشقة عن حزب الدعوة
 
* -لم يكن هناك قبل العام 1958 أي نشاط حزبي إسلامي شيعي منتظم يعرف باسم حزب الدعوة هذا تاريخ أنا شاهد عيان عليه اجزم على ذلك كوني احد المؤسسين .
هذه من أهم ما طرحه السيد في أماليه وهي تكشف عن خفايا تسلط الضوء على الكثير من المبهمات في تاريخ العراق السياسي كما إنها تؤسس لمقدمات للإجابة عن كثير من الأسئلة التي بقت تنتظر الحقيقة التاريخية فحزب كحزب الدعوة مثلا يدعي إن التأسيس كان من قبل الشهيد الصدر وكان عام 1957 فيما يؤكد السيد الرفاعي اتهم اختاروا السيد الصدر لرئاسة الحزب لان عملهم لابد إن يكون تحت رعاية مجتهد وان الداعي الأول بعد موافقة الصدر ومبايعته هو السيد مهدي الحكيم وانه نفسه الرفاعي من مؤسسي الحزب وان تأسيسه كان عام 1959 وان ما كتبه السيد حسن شبر وصالح الاديب والسيد الخرسان  ترسيخ للمعلومات غير الدقيقة والتي لم يتصد الى ضالان احد إلى تصحيحها وصارت من حقائق التاريخ , إن الحقيقة المطلوب معرفتها ظلت خافية عن الكثيرين وبالاخص الدعاة انسفهم .
إن ما طرحه السيد طالب الرفاعي يستحق التأمل لأنه كشف كثيرا من الحقائق وبين لمن يريد الحقيقة إن الحقائق يخفيها من تتعارض مع مصالحه ويذيعها من لا مصالح له إلا كشف الحقيقة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات