24 مايو، 2024 4:51 م
Search
Close this search box.

أليس الجمعة بقريب!

Facebook
Twitter
LinkedIn

يحبس السياسيون أنفاسهم بعد ارتفاع ضغط الدم استباقا لتظاهرة و صلاة موحدة بأمامة السيد مقتدى الصدرفي ساحة التحرير الجمعة المقبلة، ما قد يشكل العنوان الأبرز في التغطيات السياسية و الاعلامية باعتبارها موعد الفراق بين حكومة المحاصصات و دولة المؤسسات العراقية، وهي مسؤولية تاريخية ستحسب للصدر اذا نجح في تجييش الشارع ضد المطالبين بوراثة المحاصصات و التوافقات.
وكثيرة هي الأسباب التي تدعو الى التفاؤل بقرب انقشاع عاصفة الفشل الحكومي، منها أن التحالف الوطني منقسما على نفسه في تأييد و رفض خطة العبادي لحكومة التكنوقراط، وأن الصدر طرح مشروع الاصلاح المساند للعبادي و يشرف على تنفيذه من بغداد، وثالثا أن واشنطن استعادت أنفاسها في العراق مع انحسار واضح للهيمنة الايرانية، وهو ما أنعش الأمل في مزاج العبادي، مثلما ظهرذلك واضحا بحزمه أمام النواب، ما يعني أن الجمعة المقبلة قد تكون صبحا عراقيا جديدا.

تؤكد مصادر مطلعة أن زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر سيؤم صلاة الجمعة في ساحة التحرير بحضور جماهيري كبير و اجراءات أمنية مشددة تساهم فيها فصائل مسلحة محسوبة على التيارالصدري ، حيث سيلقي” كلمة الفصل” في وجوب تغيير حكومة العبادي بلا ضغوط سياسية أو تهييج الشارع العراقي ضده.

وتقول المصادر ان اختيار العتبة الكاظمية للقاء الصدر و العبادي ينطوي على دلالات مهمة في نزع السلاح وسيادة القانون وقدسية الاتفاقات و ضرورة الخروج من قمقم الخوف السياسي باعتبار مصلحة الوطن آسمى من المجاملات الحزبية، ، اضافة الى أن اللقاء بحد ذاته يمثل توحيدا للجهود بين الصدر و العبادي لمساعدة الأخير على مواجهة خصومه داخل التحالف الوطني بشكل خاص.

وأضاف المطلعون أن سحب الصدر الوصاية عن وزراء التيار وبالتالي عدم تقديم مرشح للحكومة الجديدة سيشكل احراجا لباقي الكتل بما يصب في مصلحة العبادي في المضي الى حكومة التكنوقراط، لذلك ستكون احتجاجات الجمعة المقبلة نقطة ارتكاز كبيرة في وحدة التحالف الوطني و قدرة العبادي على عبور الأزمة بتشكيلة حكومية غير متوقعة، ربما سيتم الاعلان عنها بنفس المناسبة.

ويقلب العراقيون الأمور بحسابات و مزاجيات مختلفة ضمن مبدأ ” اشتدي يا أزمة تنفرجي” على أمل الخروج من دائرة حبس الأنفاس في كل أزمة، ما سيعيد السيد الصدر الى واجهة الحدث المحلي و الاقليمي و الدولي اذا ما نجح في تغيير قواعد اللعبة التي نخرها الفشل و لا تحتاج سوى صيحة وطنية كي تخر الى القواعد، وهي

مسؤولية تاريخية بعد أن أوغل السياسيون في ذبح العراق و آهله بخنجر في اليمنى وترياق للشفاء في اليسرى، ما يجعل من حكومة التكنوقراط المستقلة خيارا لا مفر منه لاخراج العراق و آهله من عنق زجاجة المجهول الى فضاء التسامح و الولاء للوطن دون سواه.
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب