في الحرب النفسية عادة ما يستخدم العدو المعلومة الاخبارية بكثافة نارية ملقيا إياها عبرمداخل ومفاتيح مواد خبرية مختلفة، معززة بالصورة والصوت ، لكي تفعل فعلها في زعزعة الروح المعنوية للخصم وبما يقودإلى انهياره ..
ومنها… إن من يسمونها داعش قد اصبحت على مرمى حجر من بغداد ..وانها تحيط ببغداد .. حتى وصل الحال ان رئيس الاركان المشتركة الامريكي الجنرال مارتن دمبسي قال ان داعش تقف على مسافة 15 كيلومتر من اقرب نقطة دالة وهي مطار بغداد الدولي . وانه لولا طائرات الاباتشي لكانوا اغلقوا المطار واسقطوه بالنيران مدفعيا.. وثمة من يقول ان كل الذي نسمعه ليس له علاقة بداعش وانما واقع الحال انها قوات العشائر التي يقودها مقاتلون اشداء ..لاغير.. تحركت لانقاذ اهلها بعدما يأست من عدالة الحكومة الجديدة ..
الانباء المتضاربة التي تسربها قوى بعينها وبينهم خبراء عسكريون امريكان من مناطق التماس ،تضع بغداد في مرمى الاسلحة المتوسطة لداعش؟؟ وقد تكون لغير داعش..!! …. إذن اين الحقيقة في كل ما يدور من رحى هذه الحرب الخاطفة بعدما اعترف الجميع ان 80% من محافظة الانبار قد خرجت عن سيطرة الحكومة المركزية ،وهي انباء تفرح المالكي المتسبب الاكبر بالنكسة الوطنية ، نكاية بالعبادي ..وبغداد لا سامح الله الاخوة الاعداء لو سقطت ابوغريب المتداخلة مع ضواحيها الغربية ،فهذا يعني انه الهدوء الذي سيسبق العاصفة ..!!
وحول مدى مصداقية هذه الانباء وردود الفعل الرسمية يبدوا ان ما يتردد وما يشاع لم يات من فراغ وانما بفعل تغيير احداثيات على الارض اول من يكشف عنها هي جهات تملك القدرة على الرؤية حتى في الظلام وعبر ادخنة النيران المشتعلة في معسكرات الجيش سواء في هيت او قاعدة عين الاسد بالبغدادي ..واعني بها امريكا..انها تعلم اين وصلوا بل واين سيرتحلون غدا .. لا بل تعلم من هم هولاء المقاتلين اشداء الذين يعرفون تضاريس ارضهم ووقع خطواتهم..
فهل يا ترى انها داعش اقتربت ام إنهم ثوار العشائر الذين انتظروا من حكومة العبادي حلا مشرفا يعيد للعراقيين جميعا حقوقهم،لكنهم اصطدموا ثانية بالسلف الذي لازال يتحكم من مقره كنائب لرئيس الجمهورية بالمليشيات التي تسمى ظلما بجيش العراق ، ما افرغ اي محاولات جادة من محتواها لاعادة الصفاء للوطن والنفوس معا ..
العبادي الذي وجد نفسه بين مطرقة المالكي ومن تبقى من القيادات التي زرعها في المؤسسة العسكرية والدولة من جهة وبين سندان ثوار العشائر في المحافظات الست المنتفظة وداعش يحاول ما استطاع اعادة تنظيم الجيش وابعاد المئات من الضباط غير الاكفاء مبتدئا الامر بتصفية مكتب القائد العام السابق الذي يعد بيت الداء في المؤسسة العسكرية المنهارة، لاكنها محاولات بجدران عازلة ، ان لم يتبعها اعادة الضباط الذين احالهم على التقاعد المالكي واعادة الكرامة للعسكرية العراقية المهانة و تثبيت دعائم الجيش وصنوفه بموجب قانون لخدمة العلم.. . لهذا
المعركة القادمة ستكون معركة صبر وثبات وكسر للارادات وسيكون للاعلام دور كبير في تصعيد الحرب النفسية التي تمارسها الاطراف كافة وبضمنها الحكومة .
.ففي لقاء جمعه مع مدراء مكاتب الفضائيات العربية والعالمية وبحضور نقيب الصحفيين العراقيين انبرى رئيس الوزراء حيدر جواد العبادي يخاطب اصحاب الاقلام و ومراسلي الفضائيات ان يكونوا صادقين مع انفسهم في نقل الحقائق والالتزام بدرجات المصداقية والامانة وضرورة الابتعاد عن كل ما يسيئ للروح المعنوية للمقاتلين ، فالعدو برايه يريد تمرير مخططاته وبث الرعب بين المواطنين متهما بعض وسائل الاعلام دون يسميها بانها انجرت لهذه المخططات .على حد قوله..
وتعد قصة مارتن دمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية حول اقتراب من يسمونها داعش من اطراق بغداد واحدة من القصص الاخبارية التي اوحي بها للفضائيات بكتابة ما يحلوا لهم حولها ،دون التاكد من صحتها بل ان بعظها كانت موادا ارشفية مفبركة لاغير ..!! لولا حديثه الُملِهمْ عن اقتراب داعش من مطار بغداد الدولي ودور طائرات الاباتشي الامريكية في التصدي لها واجبارها على التراجع ..
اذن هناك حقائق وهناك اباطيل وهناك تطبيل لدور طائرات بعينها استطاعت ان تجبر داعش على الهرب وحينما تختلط الاقنعة والبراقع حول الوجوه لا يجد هولاء إلا داعش امام اعينهم يهددون بها .. وبلا شك هناك من يقول إنهم ليسوا بداعش ..
ومما يسمح بتنامي الاشاعات ان تعمد قيادات عسكرية عراقية ازاحها العبادي مؤخرا ، الى اعطاء معلومات متضاربة اثرت على قدرات الجيش العراقي على المواجهة والصمود !! وهي ما تربك معنوياته في ظرف يقاتل فيه بدون غطاء جوي..؟العقيد الأمريكي المتقاعد، ريك فرانكونا، اضاف بُعداَ دعائيا لمكامن القوة لدى داعش ؟؟ حينما حذر بدوره من خطر التقليل من قدرات تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ”داعش، قائلا إن التنظيم (يسعى ) لمحاصرة العاصمة العراقية بغداد وإسقاطها في نهاية المطاف لتكون “عاصمة خلافته” ؟
ولم يكتف بذلك بل اضاف بعدا نفسيا آخر لدعواه حينما قال : لقد تم فعليا فرض طوق حول العاصمة في وقت اثبت الجيش العراقي أنه “غير فعال.”!! على حدقوله ..والسؤال موجه له ..هل تستطيع ان تقول لنا ..كيف عرفت ذلك وانتم الذين دربتموه بعشرات المليارات من الدولار ؟ ولماذا تركتموه يصل الى هذه النتيجة الانهزامية ؟ والجيوش اليوم لابد لها من مظلة جوية ..و جيش العراق يفتقدها اليوم بقوة .؟ والسؤال هنا له ولغيره لماذا تراخت امريكا عن دعم الموصل ونجدة اربع فرق عراقية سلمت عتادها ولماذا تساقطت القواعد في المنطقة الغربية من العراق واين عيون امريكا
ومجساتها واستشعاراتها بل واين بنود الاتفاقية الامنية والاطارية ؟ ألستم معي أن ..ثمة علامة استفهام كبيرة تكمن خلفها..
العقيد الامريكي ذهب بعيدا في تحليله لما يجري حول العاصمة بغداد بقوله : “هذه هي الطريقة التي يتبعها التنظيم، فرض الحصار على المدن ومن ثم تنفيذ العمليات الانتحارية وبعدها الاقتحام والسيطرة، وقد بدأت العمليات الانتحارية بالفعل وبغداد ستكون هدفا لهم لأنها العاصمة المفترضة للخلافة التي يريدون إقامتها.”على حد قوله ثم اليست تلك جزء من الحرب النفسية ….وجاءت أحدث التصريحات الداعمة بهذا الخصوص من وزير الدفاع الأمريكي نفسه( تشاك هيغل) الذي أكد أن تنظيم “داعش” مستمر في استعراض عضلاته وأنه يتمدد على أكثر من جبهة رغم عمليات القصف التي
يستهدفها به طيران التحالف.قائلا ، أن هناك الكثير من ظلال الشكّ بشأن ما سيحدث في محافظة الأنبار التي تقع غرب العاصمة بغداد .!!
ونقول انه رغم أنّ الهدف الأمثل للعراقيين هو استعادة أراض شاسعة من التنظيم في كل من الموصل وصلاح الدين والانبار، نجد من المعيب على الحكومة المركزية وهي في دفاعها عن وحدة البلد واسترجاع هيبتها، أنها لم تتعامل مع سكان الارض التي تعرضت للغزو واي غزو الا من منطق طائفي لهذا سارعت اول ما سارعت لنجدة سكان تلعفر وبلد وبعض مدن ديالى تاركة الموصل بكاملها والانبار تسقط الواحدة تلو الاخرى …فاي دولة نحن واي حكومة تمايز بين شعبها حتى في موازين درأ الاخطار ..
كاتب مستقل من العراق
*[email protected]