18 ديسمبر، 2024 4:56 م

ألمانيا و اليابان على خطى نوري السعيد الذي سحله العراقيون لمدة 3 أيام

ألمانيا و اليابان على خطى نوري السعيد الذي سحله العراقيون لمدة 3 أيام

ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية كانت دولة متقدمة من الطراز الأول حيث كانت تصنع السيارات و الطيارات و الدبابات و البواخر و المكائن الزراعية و معامل إنتاج الكهرباء و غيرها الكثير بألإضافة إلى إنتاجها الزراعي. عندما خسرت ألمانيا في الحرب العالمية الثانية و دخول قوات الحلفاء أراضيها إستسلمت للأمر الواقع و وقعت وثيقة الإستسلام. في ظل وجود قوات الحلفاء على أراضيها لم يلجأ شعبها إلى حمل السلاح ضد هذه القوات بذريعة المقاومة، و إنما لجأوا إلى الإنتخابات لتشكيل حكومات تقودهم لإعادة إعمار ألمانيا، و بفضل ذلك عادت ألمانيا إلى مجدها الأول و هي الآن من الدول الصناعية السبع التي تقود العالم.
اليابان قبل الحرب العالمية الثانية كانت دولة متقدمة من الطراز الأول حيث كانت تصنع السيارات و الطيارات و الدبابات و البواخر و المكائن الزراعية و معامل إنتاج الكهرباء و غيرها الكثير بألإضافة إلى إنتاجها الزراعي. عندما خسرت اليابان في الحرب العالمية الثانية و دخول قوات الحلفاء أراضيها إستسلمت للأمر الواقع و وقعت وثيقة الإستسلام. في ظل وجود قوات الحلفاء على أراضيها لم يلجأ شعبها إلى حمل السلاح ضد هذه القوات بذريعة المقاومة، و إنما لجأوا إلى الإنتخابات لتشكيل حكومات تقودهم لإعادة إعمار اليابان، و بفضل ذلك عادت اليابان إلى مجدها الأول و هي الآن من الدول الصناعية السبع التي تقود العالم.
العراق قبل الحرب العالمية الأولى كان تابعاً للدولة العثمانية و كان عبارة عن قرية كبيرة للإنتاج الزراعي و دفع الضريبة للدولة العثمانية و مصدراً للمقاتلين للجيش العثماني. عندما خسرت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى و دخول القوات البريطانية إلى أرض العراق و إنفصاله عن الدولة العثمانية لم يستسلم الشعب العراقي إلى الأمر الواقع بل حملوا السلاح ضد القوات البريطانية و كانت ثورة العشرين مما شكل فرصة للسياسيين العراقيين المطالبة بتشكيل نظام حكم يعتمد الإنتخابات لتشكيل الحكومات لإدارة شؤون العراق. الشعب العراقي لم يكن يهتم بالإنتخابات لتشكيل الحكومات لإعمار العراق و إنما كان يهتم بالتظاهرات ضد الحكومات و يتهمها بالعمالة لبريطانيا. أحد السياسيين البارزين في ذلك الوقت الذي كان مهتماً بإعمار العراق و ليس مناطحة القوات البريطانية هو نوري السعيد. عندما كان نوري السعيد يصبح رئيساً للوزراء كان الشعب العراقي يخرج بتظاهرات تتهمه بالعمالة للأجنبي و يهتفون “نوري السعيد قندرة و صالح جبر قيطانهة”. حيث تولى نوري السعيد المنصب 14 مرة. و لقد تكللت جهود نوري السعيد بإقامة مجلس الإعمار في عام 1950 الذي تمكن من إنجاز مشاريع تنموية و خدمية كبيرة مثل مشروع سد و بحيرة الثرثار، سدة الرمادي و بحيرة الحبانية، مشروعي سد دوكان و سد دربنديخان. و لقد تراجع نشاط المجلس بعد عام 1958، و أن الكثير من المشاريع التي أُنجزت بعد 14 تموز 1958 هي من تخطيط مجلس الإعمار.
في 14 تموز 1958 قتل الشعب العراقي نوري السعيد و سحله في الشوارع لمدة 3 أيام حيث بقى منه العمود الفقري فقط و الناس تسحل به و هم فرحون, و منذ ذلك اليوم دخل العراق في دوامة الإنحطاط الدموي و المجتمعي على الرغم من كل موارد النفط المليارية و الشعب العراقي يحلم أن يعيش مثل الشعبين الألماني و الياباني.