23 ديسمبر، 2024 3:47 ص

ألمانيا هي الملاذ الآمن

ألمانيا هي الملاذ الآمن

فشلت المحاولة الأولى بعد أن هبط بهم المنطاد في أرض بلدهم وليس المانيا المجاورة وظلت الاسرة تعيش الرعب في البلد الرهيب لكنهم لم ييأسوا بل واصلوا العمل ليل نهار في خياطة المنطاد والتحضير له وشراء العدة والحبال ومستلزمات الطيران في المحاولة التالية المنتظرة ولم يستسلموا مع شدة الرقابة الأمنية التي كادت أن تلتقطهم لولا إنهم أسرعوا إلى المنطاد الذي حلق بهم ببطء بينما كان الجنود والكلاب البوليسية يتعقبون الأسرة في الغابة الباردة وطائرة الهليكوبتر تراقب الأفق المليء بالضباب والغيوم البعيدة ، وكان الحظ معهم هذه المرة فقد نزلوا في الأراضي الألمانية وبقوا هناك حتى تهديم جدار برلين .
بعد ما يزيد على الأربعين عاما ما تزال ألمانيا هي الملاذ لكن هذه المرة في ظروف مختلفة فالرجل العراقي وزوجته وإبنته وهو أخي الصغير كامران الغضبان الحمداني ، لم يعودوا يتحملون المشاكل التي تحيط بهم من كل حدب وصوب أمنيا وإقتصاديا وسياسيا في العراق ، ولذلك قرر التوجه بهما إلى تركيا الجارة وبقي لفترة ثم منها إلى اليونان وبقي هناك لمدة من الزمن في معسكرات لجوء وفي ظروف مزعجة وحينها قرر التوجه إلى ايسلندا التي وصلها ليعيش في كآبة بسبب الظلام والزوابع والظروف الجوية التي جعلته يقرر الهروب إلى بلد آخر وكان الملاذ هو ألمانيا التي توفر له فيها سكن ملائم ورواتب شهرية تمكنه من العيش وفوجيء بالكثير من المتغيرات حيث شعر كأنه يعيش في الجنة التي سمع عنها في الأخبار وعرف منذ سنوات السلوك الإنساني للدولة الألمانية والمستشارة انجيلا ميركل التي قررت أن تتعامل بطريقة رائعة مع مواطنيها والمواطنين اللاجئين من بلدان أخرى .
هو الآن يتعافى من الآثار النفسية التي عانى منها بسبب الظروف التي أحاطت بتنقلاته من بلد إلى آخر وحجم المعاناة التي تسببت له بالمرض واليأس ولكنه يشعر بأمل مضاف يلتقيه مجددا في بلد تتوفر فيه الفرص ويحكمه سياسيون منضبطون ومحترمون ويحبون مساعدة الناس وتذليل المشاكل التي تواجههم ويعانون منها ، وهو يرى في ألمانيا إنها الملاذ الآمن والجميل الذي يصنع التغيير ويزرع الثقة في النفس .

[email protected]