23 ديسمبر، 2024 2:38 م

ألماسونية -1- كيف بدأت الماسونية

ألماسونية -1- كيف بدأت الماسونية

ألماسونية مأخوذة من لفظة ” ماسون ” الإنكيليزية ألتي تعني ألبناء أو المعمار، ويضاف إليه عادة لفظة أخرى هي ” فري ” أي حر.
والماسونية إنّما سميت بهذا ألإسم لأنّ جذورها تمتد إلى نقابات ألبنائين ألقديمة. وقد اختلف ألمؤرخون حول ألزمن ألذي ظهرت فيه جذور الماسونية قديما، فالماسونيون يرجعون اصل الماسونية الى نقابة البنائين الذين بنوا هيكل سليمان في عام 1012 قبل الميلاد، وبعضهم يرجعه الى ماهو اقدم من ذلك، ولكن التحقيق العلمي لايؤيدهم في ذلك.

ويذهب اكثر الباحثين الآن الى ان الماسونية يرجع اصلها الى النقابات التي ظهرت في بريطانيا منذ القرن الثاني عشر على اثر الفتح النورماني. فقد حدثت في بريطانيا آنذاك فورة في تشييد الكنائس والاديرة، حتى قيل ان خمسمائة كنيسة بنيت فيها خلال عشرين سنة.

يجب ان لاننسى ان تشييد الابنية الضخمة يحتاج الى حذق كبير ومعرفة دقيقة بالحساب والهندسة والمثلثات وبعض العلوم الاخرى، وقد اعتاد اهل المهن قديما على كتمان معلوماتهم اذ هم يسمونها ” سر المهنة ” ولا يبوحون بها الا للمبتديء الذي يدخل تحت رعايتهم وهو عادة من ابنائهم. وهذا هو ما كانت تفعله نقابات البنائين في بريطانيا اثناء فورة البناء تلك، فقد كان اعضاؤها مسيحيين مخلصين ولا يقبلون عضوا جديدا الا بعد ان يحلف بالتوراة على انه سيكون مخلصا لاخوانه من اعضاء النقابة، وان يتقن عمله، وان يحافظ على الاسرار.

وكان للنقابات القديمة علاوة على ذلك رموز واشارات سرية يتعارف الاعضاء بها فيما بينهم. فهم كانوا يتنقلون من مكان إلى آخر حسب مواقع الابنية التي يعملون في تشييدها، وهم لذلك كانوا في حاجة الى ما يتعارفون به لئلا يدخل بينهم غريب يفسد عليهم امرهم.

يعتبر يوم 24 حزيران من عام 1717 ذا اهمية كبيرة في تاريخ الماسونية لانه اليوم الذي انتقلت فيه الماسونية من طورها القديم الى طور جديد. ففي ذلك اليوم اجتمع في لندن نفر من الماسونيين القدماء وقرروا تاسيس جمعية جديدة تختلف في اهدافها وطبيعة اعضائها عن النقابات القديمة التي كانوا ينتمون اليها. وبهذا نشت الماسونية بشكلها ألحديث.

كانت الماسونية القديمة تضم في نقاباتها البنائين فقط، اما الماسونية الحديثة فهي تضم في محافلها كل من يريد الانتماء اليها بغض النظر عن مهنته على شرط ان يكون محترما في مجتمعه وذا تفكير متنور. ويعزو ألكاتب هانكنز هذا التحول في الماسونية الى سببين:

اولهما تضاؤل بناء الكنائس الضخمة، والثاني نمو الافكار الانسانية والديمقراطية الحديثة.

ومما يلفت النظر ان الماسونية الحديثة حافظت على الكثير من طقوس النقابات القديمة ورموزه، فنجد شعارها مؤلفا من البركال والزاوية القائمة، كما نجد فيها رموزا اخرى مستمدة من مهنة البناء كالشاقول والمالج والقدوم والازميل والذراع والمثلث والمئزر.

وينظر الماسونيون الآن الى هيكل سليمان نظرة احترام يشبه التقديس باعتباره اول بناء فخم اقيم لعبادة الله الذي يسمونه ” مهندس الكون الاعظم “.

وهم يحترمون كذلك رجلا من اهل صور القديمة اسمه ” حيرام ابي ” فقد كان هذا الرجل يتقن صنعة النحاس وقد استخدمه سليمان في زخرفة هيكله كما ورد في التوراة. ولهذا يطلق الماسونيون على انفسهم كنية ” ابناء الارملة ” اشارة الى حيرام اذي وصفته التوراة بانه كان ” ابن ارملة “.

مصادر البحث:

لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث- الجزء الثالث – ملحق ماهي الماسونية…… الدكتور علي الوردي