17 نوفمبر، 2024 6:52 م
Search
Close this search box.

أللهم والله أكبر!!

المنابر تصدح كعادتها في كل معضلة تواجه الأمة , فتستمع إلى خطب أللهم…… والله أكبر على…….!!
ولا جديد في الموضوع , بل هي نمطية تتكرر , إعتدنا على سماعها مرارا , وتساهم في التخميد والتقعيد والتعحيز , وتحرر من المسؤولية وترمي كل شيئ على الله!!
متى سنتوقف عن هذا الأسلوب الإنكساري الإندثاري , الخالي من قدرات الجد والإجتهاد وتفعيل العقل , وإحماء الإرادة ومدّها بما يؤهلها للعمل الأصيل.
المجتمعات الحية لا تستنجد وتتضرع وحسب , وإنما تستحضر قدراتها وما عندها من الطاقات للمنازلة والمواجهة , التي تؤكد فيها إرادتها الساعية لنيل حقوقها وإستعادة قيمتها وعزتها وكرامتها.
والعديد من المجتمعات التي لا تدين بدين , تدرك معنى الإستبسال والقوة والتوثب والصمود والتصدي , والتمكن من الآخر الذي يستهدف الوطن والمواطنين.
فالدين من المفروض أن يكون طاقة تثويرية وإمداد روحي ومعنوي للمنازلة الحاسمة , لا وسيلة للتفنيط والتخميد وإضعاف الإرادة , وتمويت الروح وتجريدها من بواعث التوثب والإقتحام , فإلقاء المسؤولية على الآخر أيا كان هروب من التحدي وعدم الإيمان بالقضية المتناولة.
إن الأمة بحاجة إلى رموز تنويرية واعية ذات إدراك عميق للحقائق , وتفهم ديناميكيات الواقع القائم , ومنه تنطلق لصياغة الوجود المعاصر القادر على حفظ الأجيال , وإطلاق ما فيها من قدرات إبتكارية وتطلعات ذات قيمة حضارية أصيلة.
والأمة فيها عناصر وفيرة للوصول بها إلى آفاق الإبداع المتميز المؤثر في مسيرة الإنسانية , وعليها أن تؤمن بنفسها وتفعِّل ما فيها من المفردات المتأهبة للصيرورات العظمى.
ومن واجب رموزها الإستثمار بالطاقات المعنوية بإيجابية , لتأهيلها للإقدام والعمل الجاد لصناعة حاضرها ومستقبلها , فعندما تريد الأمة وترى الطريق بوضوح فأنها تتحقق وتتعافى من أوجاع العصور.
فهل من قدرة على شحذ الهمم بالمعقول؟!!

أحدث المقالات