يخدع العرب والمسلمين أنفسهم عندما يتهمون التنظيمات الإسلامية المحظورة بأنها إرهابية تقطع الرؤوس البريئة، فى الوقت الذى يحاكمون إنسان أسمه رائف بدوى لأنه رأى التطرف الدينى فى مجتمعه فأنتقده وحذر من خطورته ويصدرون عليه حكماً بالجلد ألف جلدة والسجن عشر سنوات لا يحق له فيها رؤية العالم أو الأتصال بأحد، أليس هذا الحكم أكثر من إرهابى؟ ألا تدركون أنه بشر؟
كيف تخدعون أنفسكم وتتركون القادة يحذرون من داعش والفرقان ومن الإخوان المسلمين وأنصار الشريعة وأنصار بيت المقدس وأنصار الشيطان؟
قادة السعودية الذين يحذرون من الإرهاب ليل نهار يرتكبون الإرهاب بأيديهم لأنهم يتركون آلاف الإرهابيين يرتكبون المجازر الدموية، وينفردون بأكبر منظمة إرهابية فى العالم أجمع المسماة رائف بدوى، إنسان واحد يمارس حريته فى الكلام والنقد والتحذير من ثقافة الكراهية الدينية لكنهم يخافون منه، يسلطون عليه هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وجميع قضاة المملكة السعودية، لأنه تجرأ وتكلم لكن الإعلام فى الدول العربية الدكتاتورية جبان يتحالف معهم لذلك يحاولون إخفاء ومتابعة قضيته، حتى يتركون النظام السعودى برحمته الواسعة يتعامل مع هذا الإنسان الوحيد فى مأساته ليحكم عليه القضاة بما تقرر له ثم يطويه النسيان.
أقول هذا لأن مقال الأستاذة الكبيرة/ إلهام المانع، أستوقفنى كثيراً غير مصدقاً أن لا تتحرك المنظمات والجمعيات الحقوقية وحقوق الإنسان، ولا يطالبون بإيقاف ألف جلدة ذلك العقاب البربرى الصادر عن قادة دولة وقضاة يعرفون الحق ويحكمون بالعدل، لكن الجميع بصمتهم القاتل لحياة رائف بدوى يقولون أنه حكم عادل ويستحق هذا العقاب الظلامى الذى أصحابه لا يعرفون رحمة الله ولا رحمة البشر، الجميع كفروا بإنسانيتهم ووضعوا أنفسهم فى خندق السلطان!!!
هذا ما يعرفه العرب والمسلمين ينهزمون أمام تلك الجماعات الإسلامية الجهادية ولا يستطيعون تعقبها، مثلما فعلت حركة حماس الإسلامية وسط هزيمتها الكبرى من المحتل الإسرائيلى، أمتلئ العالم بصراخها من الدوحة لتعلن أنتصارها العظيم وسط جراحها بل جراح أهل غزة تعلن أنتصارها لأن قادة حماس يسكنون فنادق قطر الراقية ومنها لا يوجد آثاراً للخراب أو لرائحة الدماء ولا للهزيمة النكراء، ومع ذلك يعلن العرب مع حماس الأنتصار الإلهى على العدو الإسرائيلى، معادلة النصر والهزيمة عند العرب هى نفس معادلة داعش ومقاتليه ورائف بدوى!!
ألف جلدة يا عباد الله!! وكم جلدة يستحقها القتلة والإرهابيين من حولكم؟
كم جلدة يستحقها القضاة الظالمون؟؟
كم جلدة يستحقها الذين أغلقوا أفواههم من منظمات الحرية وحقوق الإنسان؟
كم جلدة يستحقها الإعلاميون الذين شاركوا بإخفاء الحقائق وعدم الوقوف بجانب رائف بدوى ودعمه فى محنته؟
وكم جلدة أستحقها يا عبدالله لأننى أدافع عن حق وحرية إنسان أخى فى الإنسانية؟
الحرية لرائف بدوى