19 ديسمبر، 2024 12:24 ص

ألديموقراطية مخدر الشعوب ألديموقراطية مخدر الشعوب

ألديموقراطية مخدر الشعوب ألديموقراطية مخدر الشعوب

ما مُدَوَّنٌ هنا, ليس تهكماً ولا تخصيصاً لشخص بذاته, إنما من يرى نفسه متصفاً بما أكتب, فليعلم إنَّهُ هو, وكما يُقال: البعرة تدل على البعير.
بعض الأحيان, تشتبك المصطلحات على بعضنا, فما بين حكم  الدكتاتورية والعصابات مشتركات, تجعل قسم من الشعوب لا يُفَرِّقُ بين الكلمتين.
 لم يحكم العراق قبل اليوم, بطريقةٍ شعبيةٍ ديموقراطيةً, فبلدنا كغيره من بلدان العالم المسمى بالثالث, لا يتم الحكم به إلا بالانقلابات, عن طريق إذاعة بيان رقم واحد, صادر من القائمين عليه, بمقدمة يكون مطلعها” قامت فئة من أبناء العراق الخيرين, بالانقضاض على وكر الدكتاتورية والخونة, سارقي قوت الشعب “وما الى ذلك من الشعارات, الجاذبة الكاذبة.
كل ذلك لكسب تأييد المواطن, كحقنة تنويم مؤقتة, ليفيق المواطن بعدها, فيرى نفسه بأتعس مما كان عليه, فما بين احتلالين بغيضين, نرى العراق كتنورٍ دائم الاحتراق, لا يفرق بين الأخضر واليابس, لتأكل ناره حتى الخبز الموضوع فيه, فالعراق لم تتكون به دولة, بل حكومات حسب أهواء القائمين عليها, لا يعلم بعضنا هويتها إلا بعد سقوطها.
بعد حكم الطاغية صدام, الذي اتضح إنَّهُ لم يكن دكتاتورياً, بل حَكَمَ عن طريق عصبةٍ من عائلته الفاسدة, تحت اسم حزب البعث, الذي بدأ بتصفية أعضاءه, ليسيطر على مؤسسات الحكومة, مع الإبقاء على الشعارات الرنانة, واستمرارية الخروج على الشاشة الرسمية اليتيمة.
سقط الصنم! صحونا من التخدير الذي دام خمسة وثلاثون عاماً, كأننا أموات خرجنا من القبور, فعاصفة ترابية غطت العراق, أثناء دخول الإحتلال, ذاهلينَ بما يجري, نسألُ انفسنا: هل سيتم الشفاء من مرض الشقاء؟
يأتي الجواب سريعاً, سيكون الحُكم ديموقراطياً, فرحنا وهللنا لذلك, لكن سُرعان ما اكتشفنا, إننا قد أخذنا جُرعَةً من مُخَدِّر مُرَكَّبُ التكوين, لقد اخترناه بأنفسنا بدل البحثِ عن العلاج الناجع! والسبب إنَّنا لم نعرف اسم الدواء الحقيقي, فاخترنا ما تعودنا عليه! ظَنَّاً منا إنه ترياق بناء دولة القانون, وليس عصابة تحكم باسم القانون.
وانقضت السنين ثقيلة برغم من قِلَّتِها, فهي ثمانٍ من السنين, أرجعت أمامنا ما مر بخمسٍ وثلاثون عاماً, مورست نفس الأساليب, والهدف نفس الهدف, فالحكم لا بناء الدولة, لمن سَلَبَ مراده بمباركتنا, نحن أبناء العراق.