23 ديسمبر، 2024 11:07 ص

ألتربية ألوطنية يجب أن تسبق ألتربية ألدينية !!

ألتربية ألوطنية يجب أن تسبق ألتربية ألدينية !!

ألحديث ألنبوي ألشريف ألذي يتكرر على أسماعنا منذ قرون وهو{ألمسلمون كالجسد ألواحد أذا تداعي منه عضو تداعت له بقية ألأعضاء بالسهر وألحمى} ؛لم يعد قابلا للتطبيق في عصرنا ألحالي ؛لأنه في زمن ألرسالة ؛كان ألجميع على عقيدة وأحدة ؛أما ألآن فنحن نؤمن بعقائد متباينة تدعي ألأسلام وتعمل بالضد منه .في زمن ألبعثة وبعدها بقليل كانت هناك شريعة واحدة يقودها رجال مؤمنون بها .أما نحن ألآن لدينا شرائع متعددة تفرق أكثر ماتجمع وتدمر أكثر ماتبني وتفسد ألنفوس وألعقول .وكل فئة تحكم بدينها وتكفر ألأخرى .مايحصل في عالمنا ألأسلامي هو وجود عقائد أخترعت ديانات لها تحلل سفك ألدماء وتحرم حق ألحياة للناس كما تراه من وجهة نظرها ؛تحرف ألقرأن وتلوي عنق ألحقائق وتجعل ألحق باطلا وألباطل حقا .ولتوضيح ألصورة أكثر أضع أمامكم أحداث عشناها في ألسنوات ألقليلة ألماضية.في ألعدوان ألأسرائيلي ضد لبنان لتصفية حزب ألله في عام 2006؛أتصل وزير خارجية مشيخة أل سعود بوزير ألخارجية ألأمريكية ؛وطلب منه ألضغط على أسرائيل بعدم أيقاف ألقصف ضد حزب ألله حتى يتم قطع رأس ألحية وكذلك فعل عدد أخر من مشايخ ألخليج ورؤساء دول عربية سرا.يمكن مراجعة أرشيفات ويكاليكس للتأكد من ذلك .علما بأن حزب ألله ومواطني مشيخة أل سعود ينتمون الى دين واحد ولكن بمرجعيات مختلفة ؛بمعنى أن عقيدة مشايخ أل سعود لاتسمح بأنتصار مادي أو معنوي لحزب ألله لأنه ينتمي ألى عقيدة أخرى وكذلك حرم وعاظها بالدعوة لنصرة مقاتلي حزب ألله لأسباب طائفية !!.كل ألمصريون يؤمنون بمذهب ألسنة وألجماعة ولكنهم متفرقين على أسس عقدية ؛وتفسيرات لغوية للقرأن وألسنة .نحن نرى مايحصل هذه ألأيام في أرض ألكنانة من عداء بين أبناء ألملة ألواحدة ؛فألأخونجية يكفرون ممن لايتفق معهم في رؤيتهم للدين ؛وتصدر ألفتاوى بتكفير ألأخرين وتحليل سفك دمائهم .ألجهاديون !!في سوريا والعراق يدعون ألى أقامة ألدولة ألأسلامية في ألعراق وألشام ؛ولكن داعش تقاتل ألنصرة وألجماعات ألسلفية ألأخرى وكأنهم ينتمون ألى أديان وعقائد مختلفة ؟!!

أغلبية ألعراقيون هم مسلمون ولكننا نلاحظ فرحا وشماتة عندما تحل ألكارثة بالمكون ألذي يختلف معهم في مذهبه ؛يتخفون بالسياسة لتحقيق أهداف طائفية !!.وماحصل في ألموصل من كارثة مؤخرا ؛كشف ألمستور وأخذ ألبعض يشعر بالفرح وألغبطة لآنه يؤشر بالهزيمة ألى ألمكون ألذي يدير ألحكومة ألحالية!!وألدليل هوألأئتلاف وألخلطة ألعجيبة بين داعش وحزب ألبعث وألنقشبندية في خندق واحد ؛وهم مختلفون في أجندتهم وسلوكهم ولكن وحدهم ألحس ألطائفي؟

مما تقدم أن ألتربية ألدينية لم تعد مؤثرة وليس لها دور في توحيد ألشعوب بينما ألتربية ألوطنية أثبتت نجاعتها في ألعديد من دول ألعالم ألحديث .فمثلا أمريكا ألتي تأسست قبل حوالي 200عام ؛تتألف من قوميات وأعراق ولغات ربما تصل ألى ألمئات ولكنهم في أوقات ألشدائد وألمحن يندمجون في بوتقة واحدة في حبهم لوطنهم وألدفاع عنه ؛ويشمل هذا أيضا ألهند وألصين وسويسرا وغيرها من دول

ألعالم ألمتحضر؟!!.فالتربية ألعائلية لشعوبنا خاطئة لآنها تركز على ألموروث وتريد أسقاطه على ألحاضر ؛فلو بقيت أوربا على موروثها ألديني ألكلاسيكي ؛لرأينا ألحروب ألأنكلوسكسونية مستمرة ألى يومنا هذا؛لكنها أستفادت من أخطاء ألماضي وركزت على ألتربية ألوطنية لتقريب ألأحساس والشعور بالمواطنة وأعطائه ألأولية في منهاجها ألدراسية وفي تركيبة ألعائلة وسلوكيات ألأفراد وألمجموعات ألأثنية .ألحل ألأمثل هو ترك ألدين لله يعبده ألأنسان على فطرتهم دون تدخل ممن نصب نفسه ممثلا لله وسلطانا على ألناس بالنيابة عنه!!.فقد أفسدوا ألبلاد والعباد وجعلونا شيعا وأحزابا نتصارع فيما بيننا بما لاينفع ولايفيدنا في دنيانا ولا أخرتنا ؛ولو تربينا وطنيا لما رأينا ألشماتة وألفرح على وجوه بعضنا في ألأيام ألأخيرة في تمزيق بلدنا ألى كانتونات .