23 ديسمبر، 2024 4:06 م

ألتجربة الأبداعية بين التنزيل والاكتساب – 6

ألتجربة الأبداعية بين التنزيل والاكتساب – 6

ننتقل بعد هذا الاستنفارالى الجزء الاخير من هذا السرد الذي نلج فيه الى فضاء المقاطع الحرفية اليات الاستنزال المعرفي … شائحين عن تناول المعرفة الكسبية بسبب كونها معروفة وكل المؤسسات  التعلمية والبحثية والاعلامية القائمة في العالم تجسدها معرفة النقل وتقليد افكار الاخر البشري.
وبسبب من هذا الاسر  وابتعادها عن مصدر تنوريها المنزل؟  تتهاوى في احضان التقليد وتخلد الى الارض منفكة من فضاء كلمات الله التي لا تنضب والتي هي عصية على الاحاطة الانسانية ويبدأ الانسان بنسبة كل شئ الى نفسه! ويبتعد عن المنزل والمنزل رافعا شعار الكفر القديم الجديد انما اوتيته على علم عندي.
المقاطع الحرفية التي تحظى بدراسات وبحوث مكثفه داخل المجتمع الغربي من اجل استجلاء دورها في الاستنزال المعرفي من الدائرة الالهية الى الدائرة الانسانية عبر القوى النورية التي يعج بها الكون  القوى الرابطة والموصلة … هكذا عندما فطر الله السموات عن الارض جعل الملائكة رسلا … والسؤال بين من ومن  وما غرض هذا الارسال … وما هو الملك!
المقاطع التي اصبحت من اليات التجريب اليومي في الاستنزال المعرفي … ليس لدى البوذي والتاوي والهندوسي فحسب بل لدى كثير من الجاليات المسيحية.
والكابالا عند اليهود ودور الحروف العبرية في الاستنزال المعرفي … شجرة المعرفة … شجرة الحياة باتت مكشوفة.
الممارسات التي لم تعد المنطقه تدرسها وتحللها في ضوء ما عندها متناسية ما عندها من الاشارات باتجاه وحدة المعرفه ووحدة البشريه والرب الواحد.
والممارسات التي يجري ترتيلها في الخلوات والمعتكفات التي اقيمت لها عبر الارض الغربية والشرقية والتي خلت منها ارض غار حراء!
أيعقل ان يخبرنا الله بان في … طس … هداية وبشارة للانسان المؤمن اعتباط
أيعقل ان يعلمنا الله ان في … آلم … تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين للهو والحديث العابر
فجيعة المنطقة التي لم تعد تعتكف لتفعل آيات الكتاب … لم تعد تصمت للالقاء … لم تعد تخشع بشكل جاد وتوجه صادق.
لم تعد ترتل ايقاعيا ونست ان فن التجويد ماهوالا فن في تعليم الترتيل الايقاعي الجميل والجيد.
تفعيل الاستنزال!
اقرأ بتامل … وتركيز … آلم تلك ايات الكتاب الحكيم … هدى وبشرى للمحسنين!
تأمل ايضا … آلر … كتاب انزلنه اليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد.
ايقاعات الاصوات واثارها باتت معروفه … اللامؤلوف يؤثر بالمالوف بصيغة سحرية.
ان الابحار في هاتيك الفضاءات هي مهمة ووظيفة الفنان المسلم المؤمن … لانه اقرب للالهام من غيره … الفنان الذي يعرف كيف تتجلى المعاني الابداعيه في الذات وتتحول من قبل تلك الذات الى مجسدات ابداعيه
ان الحروف هي المادة الاولية التي تتكون منها الكلمات … ومن الكلمات الجمل ومن الجمل السرد.
الاجداد كانوا اكثرحصافة واكثر فهما لمعنى التجريد … معنى التوحيد … اذ اخضعوا العقل للتامل والبصر للبصيره والماده للروح وبالتالي تحول الحرف لديهم الى كائن حي كما اراد له الله … طاقة فاعله … هكذا كان يرون الحرف ذا لون وروح ورائحه ومزاجا … وهكذا تجئ الدراسات اللسانية المعاصرة لتثبت مختبريا تلك الصفات مؤكدة البعد الطاقي للحرف ومركباته … فلا غرابة ان يقول ابن عربي ان الحرف … ملك … طاقه نوريه ذات مهمة ارسالية  ومهمة الكلمه الارسالية … باتت من الواضح والملموس … الذي لا يحتاج الى تاكيد!
مواقيت … ولكل شئ ميقاته … وميقات يوم التاويل قد وصل من اجل ان تمارس هذه الامه دورها الشهادي في الوجود … اليس غريبا ان يجئ مطلع سورة الحجر … الر تلك ايات الكتاب وقرءان مبين … ربما يود الذين كفروا لو كانو مسلمين
شكرا لله وشهادتنا لله اصبحت واجبه! 
ان اثار الحروف ومقاطعها على الذات الانسانية … كذلك الانفعالات والهواجس والروائح والاصوات غير اللغوية قد باتت تنال الاهتمامات البحثية المكثفة والاختبارات التجربية الواسعة واكتفي في الختام الى الاشارالى قيام جامعة اكسفورد الانكليزية بانشاء جمعية منذ ما يزيد على الثلاثة عقود لدراسة تراث ابن عربي والوقوف على اسرار تجربته في الاستنزال المعرفي.

[email protected]