18 ديسمبر، 2024 7:40 م

منزلنا القديم !
ما شهدناه بإتقانٍ وتمام ,
قيامة تولد في حاضرة
وإرث اخرى
مطمّرٌ في شارع
دميم ,
وعلى رؤوس السبايا
الباكيات على الجبال
رايات عبيد
تلعب بالظلام
لخليفة وأمير
عميل شكيم .
ماشهدناه منذ عصور ,
صورآ تُلتقط
واخرى تزول
كتراب تذرّه الرياح
على القبور .
ونحن نلوك الصمت
في قفص اخضر
كرد فعل جميل
ونشم رائحة الدماء
ودخان الحدائق
والزهور ..
تحت التراب
وفوق الصخور ..
ونسمع جيدآ
صياح المزاليج
بابواب السجون
وحشرجة الصراخ
الرميم ,
شبابا كنا وشيوخآ
طاعنين ,
نلمع بالعرق
نألف ترقّب الظلام
والصباح والشفق
ولا نبكي
من قسوة الرجال
على الرجال
أو نرفع
عن كاهلنا الحديد
السحيق
او يندى
على خوفنا
جبين .
وأبيضت عيون
وترملت امهات
ولم تملّ أصابعنا
من الهتافات
رغم أنّا حملنا الطبول
وجربنا المسير
من حاضرة الى حاضرة
ومن ساحة الى ساحة
منذ فجر الظالمين
والشياطين , المتحجبين
بعباءة السياسة
وانتهاء بالكذب المبينن
ننوح على
اسد بابل
وحمورابي
والواح الرقيم
حتى بلغنا الذروة
باللغو في المقاهي
واسواق الدراويش
الملاعين
ولم نهتد الى سر إختفاء شجاعتنا
وقتل ابنائنا
بلا ثأر
او دم بلا حذافير ؟
وجئنا الى كهف طويل
نختال بالهراء الأخير
فاطلقنا اللحى
من وجوهنا الذابلة
لحىً نمسدها
بين الحينٍ والحين
نطمح بتغيير التصاوير
وصحون موائدنا
وآثاث منزلنا القديم .
وأشتد الظلام الوبيل , أرخبيل
في أثر ارخبيل
حتى صرخنا بكل المصانع الدفينة
وجدران المباني والمطاعم
والشوارع السقيمة
وأرصفة المقرنص
الغاطس بالرمل السرير : أخرجوا
كرهنا جلسة التصوير
أخرجوا
لكن المصير
سحَّ رصاصآ
من الرشد آبق
يمزق الأجساد ,
ويستدير
الى قيامة ملثمة
تمور بين الصارخين
بسلاح أثيم .
وأنطوت أيامنا
بأيامٍ أُخر
في ساحة الخُلان
و التحرير
تدعوا الرفات
لصراخ
علّه في الغد
يغدو مُنجبآ
غير عقيم !