أثنان لو حدث أي واحد منهما يكون سببا لفشل الدولة وهما :
1-ألانكشاف ألامني ” الذي بات يسمى بالعرقنة ”
2-تراجع مستوى خطاب المسؤولين ” سياسيا , ثقافيا , أجتماعيا , تنظيميا , دبلوماسيا ” عسكريا , وأمنيا “
أما ألانكشاف ألامني : فقد أصبح ظاهرة ملازمة للشارع العراقي , تصنع الموت , والدمار , وتزرع الخوف مثلما تزرع الغضب غير المنظم والتمرد وألاتفلات , وأتخاذ القرارات غير المسؤولة التي تنقص من هيبة الدولة .
وألانكشاف ألامني سببه :
1-أرهاب عابر يجد له حواضن محلية ” أبو غريب , التاجي , الطارمية , العامرية , الغزالية , بعض مناطق ديالى , تكريت , بيجي , المناطق المحيطة بطوز خرماتو , الفلوجة , بعض مناطق شمال ألانبار , بعض مناطق نينوى , بعض مناطق كركوك ” والعلاج هنا محلي وأقليمي وعالمي , أما المحلي : فتجفيف الحواضن , بالوعي وأعادة صياغة علاقات وطنية وأجتماعية محورها هوية الوطن والحرص على مستقبل أبناءه وتوزيع الثروة عمليا وفورا .
وأما ألاقليمي : تحميل مسؤولية حركة ألارهاب لمصادر التمويل التي يعترف بها بعض قادة ألارهاب وهي موثقة ومسجلة عبر الفيديو والفضائيات ووسائل التواصل ألاجتماعي مثل ” ألظواهري , وأبو بكر البغدادي , وابو محمد الجولاني , وزهران علوش ” والمصادر التي يتكرر ذكرها ” قطر , تركيا , السعودية , الكويت , ألامارات , البحرين , سواء كانت رسمية مثل ” بندر بن سلطان , ومحمد بن سلطان , وبعض سفراء قطر لاسيما في لبنان حيث أعترف قائد كتيبة عبد الرحمن بن عوف بأستلامه مبلغ ” 2000 ” دولار عن كل مبلغ يوصله من المسؤول القطري في لبنان الى امير الجماعة في دير الزور في سورية , وهذا ألارهابي نفسه أعترف بنقل السلاح الكيميائي من تركيا الى سورية نهاية عام 2012 والذي أستعمل في الغوطة الشرقية في 21|8|2013 وأتهم به الجيش السوري والنظام , فتوثيق هذه التصريحات والموا قف تعطي الصفة القانونية لمن يريد تحميل المسؤولية للجهات ألاقليمية وتسميتها أمام مجلس ألامن وألامم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية .
وأما العالمي : مطالبة الدول التي تعلن ولو ظاهرا حربها على ألارهاب , والدول ذات المواقف الصادقة والجادة في محاربة ألارهاب , والدول والمؤسسات التي تتبنى محاربة ألارهاب بالطلب من ألامم المتحدة ومجلس ألامن الدولي والمنظمات ذات العلاقة بأتخاذ مواقف صارمة ضد من يمون ويدعم ألارهاب وتحميلهم مسؤولية دماء الضحايا والممتلكات التي تعرضت للخراب .
2-ترجع مستوى خطاب المسؤولين العراقيين : مما جعل الوزن السياسي منخفضا للعراق هو أنخفاض مستوى وعي المسؤول العراقي نتيجة توزيع المحاصصة الذي أصبح عرفا , فالمسؤول العراقي في كل المستويات الوظيفية لايمتلك معرفة فن أدارة الدولة , مثلما لايعرف طريقة التعبير عن مشكلات البلد وهمومه , فمثلا : في مواجهة الارهاب رغم تعدد الوجوه ألا انها جميعا لم تظهر حنكة ولا مهارة , مثلما لم تبدي اجراءات مقنعة للمواطن , مما حولت الكثير منهم الى خصوم للرأي العام الشعبي , فوراء كل ظهور أعلامي لبعض المسؤولين ألامنيين غير الكفوئين تظهر موجة جديدة من التفجيرات , وحالة من هذا النوع تتطلب حتما تغيير المسؤولين ألامنيين .
3-وأما الحالة ألاخرى التي كشفت عدم كفاءة المسؤول العراقي على مستوى الخطاب : فهي حالة ألامطار وهي نعمة السماء ولكن تقصير المسؤولين حولها الى نقمة , ومثلما تعرف الرجال بالمواقف وألاختبارات فقد كانت مياه الامطار التي فاضت منها شوارع المدن وغرقت المنازل والمدارس مما جعل صيحات الناس تتعالى غضبا ورفضا , بينما راحت تصريحات بعض المسؤولين تكشف نقصا ثقافيا في عدم قدرتهم على سلامة اللغة العربية التي ظلمت كما ظلم أبناء الشعب العراقي , وكشفت نقصا سياسيا مخلا بموقع المسؤول مثل : تصريح مسؤول مجلس احدى المحافظات بطلب معونة المنظمات الدولية , ناسيا ضخامة التخصيصات وتصريح رئيس الحكومة العراقية قبل يومين من وجود تخصيصات كبيرة للمحافظات لم يتم صرفها , ثم أن دولة مثل العراق غنية بثرواتها وكبيرة بميزا نيتها التي تزيد على ميزانية دولة كبيرة سكانيا مثل أيران , وتزيد على موازنات دول مصر وسورية ولبنان وألاردن , ودولة هذا مستواها المالي لايليق بمسؤول فيها طلب المعونات الدولية نتيجة سقوط بعض المنازل وتضرر ممتلكات الكثير من المواطنين , وهذه ألاضرار جميعا ليست أكثر مما قدمته الحكومة العراقية لمساعدة بعض الدول المتضررة مثل الصومال .
4-ثم أن تراجع مستوى خطاب المسؤولين العراقيين يتضح في المناكفات والتعليقات التي تنحصر بالتشهير والتسقيط فيما بينهم والذي تعرضه فضائيات بعضها عرف بالتحريض وزرع الفتنة , وبعضها عرف بعدم النضج المهني , الذي يتحيز لطرف على حساب طرف أخر نتيجة ردود ألافعال , في حين أن الطرفين ليسا بمستوى المسؤولية في الواقع , وأقتراب موعد ألانتخابات سيكشف الكثير من مستوى تراجع الخطاب السياسي , ليس على مستوى الكتل وألاحزاب وأنما على مستوى الحواضن الطائفية وخطب الجمعة والجماعة عند الشيعة والسنة على حد سواء , فبيان لتجمع شعبي هنا يقوده بعض المشايخ , يقابله تصريحات مماثلة لمسؤولي جماعات غير معروفة في طرف اخر , وهذا مثال عملي على تراجع الخطاب السياسي عموما من الهوية الوطنية للهويات المذهبية والطائفية والحزبية , وهو فشل ثقافي لاتحمد عقباه .
اننا بحاجة لاداء أمني تخصصي , ونحن بحاجة لخطاب سياسي ناضج يجمع ولايفرق , يكون مقنعا في الداخل ويفرض نفسه في المحافل الدولية , ليكون العراق حاضرا بهويته الحضارية .