19 ديسمبر، 2024 12:59 ص

ألاسرار الخفية وراء التظاهرات ألاحتجاجية ؟

ألاسرار الخفية وراء التظاهرات ألاحتجاجية ؟

عرف العراقي بطيبته وأنفتاحه ألاجتماعي , ولكن هذه الطيبة وذلك ألانفتاح جلب له الكثير من المشاكل بسبب الخدع والنوايا الخبيثة التي يحملها الذين أستغلوا طيبة العراقيين .
ومن الذين ساعدوا أصحاب الخدع والنوايا الخبيثة : هم من دخلوا السياسة من باب التجارة والسمسرة , ومن فتحوا مكاتبا لايعرف تمويلها , وجعلوا قسما من القواعد الشعبية تلجأ اليهم طلبا للمساعدة وتسهيل أمورهم مع مؤسسات الحكومة ودوائرها ومن هنا تأسست ثقافة الواسطة والرشوة وألاستتباع الذي يشبه الرق القديم ولكن بأسماء عصرية ووسائل حديثة كان من نتائجها أن تصبح المظاهرات مسيرة ومسخرة لآجندات لايعرفها من يمشي فيها ويهتف لها وربما يكون حاملا لافتاتها وسنرى كيف وقع الكثير من المتظاهرين اليوم أسارى تلك الخطط المعلبة التي يراد من خلالها أضعاف الدولة وتمزيق المجتمع وزرع الفرقة وبث الكراهية , وفي الماضي القريب كانت أحداث الموصل ومجازر كركوك في العام 1959 مثالا , ثم كانت حشود التظاهرات المحشورة بأمرة الحزب الحاكم في السبعينات والثمانينات هي التي صنعت دكتاتورية الحاكم وجعلت سنوات التسعينات غصة في قلوب العراقيين حيث جلبت لهم الفقر والمرض والتشرد عبر الحصار ألاقتصادي الذي أنتهى بأحتلال العراق الخاوي جيشا وشعبا ودولة , وتظاهرات اليوم التي تطبل لها بعض الفضائيات وتسخر لها بعض ألاقلام والصحف وتنتظرها مجاميع ألارهاب بفارغ الصبر هي التي ستقسم العراق وحديث الشيخ خلف العليان عبر شهادات للتاريخ في فضائية ألاتجاه والذي كشف فيه أتفاق طارق الهاشمي مع مسعود البرزاني على تقسيم العراق الى ثلاث فدراليات ؟ …ثم كشف خلف العليان أن نوري المالكي رفض تقسيم العراق وأصر على وحدة العراق , واليوم تتجلى نتائج هذه ألاحتجاجات حيث لم يعد للمطالب التي رفعها المتظاهرون والتي بلغت أكثر من ثلاثة عشر مطلبا وبحت أصوات المطالبين بها مصدقين أنها مطالب حقيقية ؟ ولكن عندما أرسل رئيس الحكومة نوري المالكي وفدا من عشائر الوسط والجنوب ليتسلم مطالب المتظاهرين كانت النتيجة المدهشة والتي لايعلم بها غالبية المتظاهرين أن كل المطالب تبخرت , وقدم مطلب واحد هو موافقة المالكي على أقامة ” أقليم السنة ” وقالوا ستنتهي كل المظاهرات وألاحتجاجات ؟ وهذا هو ” السر الخفي ” الذي لم يعرفه الذين أندفعوا للتظاهر وألاحتجاج , والسر الثاني يكمن في عملية قطع الطريق الدولي حتى يتسنى لمن يقف وراء تلك ألاحتجاجات تسهيل مرور جماعة جبهة النصرة الوهابية ألارهابية التي تقاتل في سورية مع جماعة الجيش السوري الحر حتى يزداد المناخ شحنا طائفيا ويتمكن المسلحون من فرض أرادتهم على التظاهرات لخلق حالة من العصيان والمواجهة المسلحة مع الحكومة حتى يكون التقسيم أمرا واقعا ويصبح أعلان ألاقليم السني نتيجة متحققة مما يضعف بنفس الوقت النظام السوري من خلال منع أيصال المساعدات ألاقتصادية المتبادلة بين سورية والعراق وهي لصالح الشعب السوري , ولكن هناك من يصور ألامور معكوسة ويقول حتى لاتصل المساعدات العسكرية ألايرانية الى نظام بشار ألاسد ويزيدون على ذلك أفتراء حتى لايصل المقاتلون من شيعة العراق وأيران الى سورية لمساعدة جيش بشار ألاسد لآن منفذ التنف السوري والوليد العراقي هو المنفذ الوحيد المتبقي بين العراق وسورية ؟ وهكذا نلاحظ مكامن ألاسرار وراء من رفع الشعار الذي لم يمثل الحقيقة وأنما أريد من ورائه التغرير بالجماهير في ألانبار ونينوى وصلاح الدين في وضح النهار وهذا الذي حصل ويحصل لذا أردعو القراء والمتابعين مشاهدة ماصرح به الشيخ خلف العليان وهو أمين عام مجلس الحوار الوطني في شهادته التاريخية على طارق الهاشمي وتوقيعه أتفاقية مع مسعود البرزاني لتقسيم العراق وبهذا يظهر أن من تصور طارق الهاشمي مظلوما في قضية الحكم عليه أو من تصور أن ذلك أستهدافا للمكون السني كما روجت له الحكومة التركية وألامارة القطرية ومعهما جبهة النصرة الوهابية التكفيرية وبعض المعارضة السورية المرتبطة بالخارج والذين تعاملت معهم حكومة أوردغان بمزيد من ألاذلال من خلال تعيين واليا تركيا على السوريين هو ” فيصل يلماظ ” وغدا ستعين حكومة أوردغان واليا على العراقيين الذين يمشون ورائها ومنهم طارق الهاشمي الذي وقع في أحضان الدول التي تتأمر على العراق ومنها حكومة أوردغان التي تحولت سياستها من ” صفر مشاكل ” الى مئة بالمئة مشاكل حتى بدأت التظاهرات المناهضة لسياسة أوردغان من داخل شعبه , والورقة العراقية مع تركيا يجب أن تستعمل لكبح جماح أوردغان حيث بلغت معدلات التجارة التركية مع العراق ” 17 ” مليار دولار وأصحاب تلك التجارة يتخوفون من توقفها بسبب السياسة الخاطئة لآوردغان في نظر المعارضة التركية وكثير من التجار ألاتراك , مثلما أن مصير عشرات الشركات التركية العاملة في العراق أصبح مصيرها مهددا بالتوقف وألافلاس أذا توقفت الحكومة العراقية عن توقيع العقود معها ؟ والذين  وفتحوا فضائيات وأستغلوا حاجة الشباب والشابات للعمل فأصبحوا أسارى دكتاتورية ألاستوديو وجهاز ألارسال ومكننة ألاتصالات وثقافة المقابلات , هؤلاء يمثلون طابورا أعلاميا أصبح أنتهازيا ومسرفا في التحريض على الحكومة العراقية وبالتالي على الشعب العراقي الذي يستغل حاجة الفقراء فيه ليقلبها الى دعاية لمن يقف وراء هذا ألاعلام المشبوه في مصادر تمويله والتي أغلبها مما سرق من أموال الشعب العراقي من قبل الذين كانوا سماسرة لنظام صدام حسين وعند سقوط ذلك النظام أستأثر هؤلاء بما تحت أيديهم من أموال شركات صدام حسين وأبنائه والذين من حوله , وهذه الحقيقة لايعرفها أغلب العراقيين لذلك تنطلي عليهم الطريقة الدعائية في تقديم ألاموال لبعض المرضى والمحتاجين من العراقيين ولا أحد يسأل : من أين لهذه الفضائية أو تلك كل هذا المال لتقدمه بطريقة ظاهرها السخاء وباطنها الوصول الى أهداف وغايات تكسبهم شعبية مصطنعة ليضعفوا الدولة ويخترقوا المجتمع العراقي لتحقيق غايات التقسيم وألانفصال وهذا ما يسعى اليه من يعمل في بعض ألاحزاب والكتل والقوائم التي يرأسها من يحيط نفسه بحمايات غربية وهو يقيم في مكتبه المقتطع من ألاملاك العراقية ويقضي أغلب أيامه في لندن ودول أخرى ولايحضر جلسات البرلمان , وهذه الصفة يشترك بها أطراف من كل الكتل بما فيها كتلة رئيس الحكومة , وقد قلنا وكتبنا في أكثر من مناسبة أن أخطاء الحكومة هي التي تمنح فرصا ذهبية لمن يريد بالعراق سوءا وبوحدته الوطنية شرا ويلتقي في هذا التوجه المخرب والمدمر للعراق كل من بعض ألاطراف الكردية التي تقيم علاقات مع أسرائيل وصلت الى حد شراء صفقة أسلحة بقيمة تزيد على ” 4″ مليارات دولار ؟ ولقد قام بتسريب هذا الخبر سفير دولة خليجية مثلما نشرته مصادر دولة أسكندنافية ؟
ويقف مع هذه المجموعة المعادية للعراق أطراف من قائمة عراقية حسبت على ألاخوة من أهل السنة في ظروف لم يكن لآهلنا من السنة رغبة في مثل ذلك ولكن بعض السياسيين الذين حسبوا على السنة والذين كشف الشيخ خلف العليان وهو من وجهاء أهل السنة في العراق ومن الضباط الذين خدموا في الجيش العراقي ونالهم من صدام حسين مانال بقية الضباط الوطنيين من أقصاء وسجن وعقوبات أخرى .
ويقف مع مجموعة العداء للعراق طرف جديد من أرباب التطرف والكراهية والتكفير والقتل على الهوية والسعي بلا هوادة في الفتنة الطائفية ذلك هو مجموعات تنظيم القاعدة المعروفة بدولة العراق ألاسلامية وألاسلام وأهل العراق منها برئ ومن الذين ينظرون لهذا التطرف من أدعياء العلم وفقهاء السوء من أمثال ” العريفي السعودي ” الذي يفتي يتحريم ظهور البنت أمام أبيها سافرة بحجة ألاغراء ؟ مثلما يقول بجواز بيع النبي للخمر وحمله ؟ وقد شنت عليه بعض الصحف السعودية حملة كشفت سقطاته وفتنته عند زيارته هذه ألايام لمصر وسخرت من تلك الزيارة بكلمة أختصرها الكاتب السعودي ” خلف الحربي ” ياربح النافع والمنتفع ” وهناك من أمثال هؤلاء من يفتي بتحريم التظاهر في السعودية ومن يفتي في تونس بجواز نكاح الرجل لزوجته الميتة ؟ ومنهم من يحرم شراء الموز وأدخاله في البيت حتى لايستعمل في ألاغراض الجنسية ؟ ومنهم من بعث رسالة تهنئة لآوباما الرئيس ألامريكي مضفيا عليه صفات الجلال والكمال وأوباما يبعث تهنئة للمتزوجين مثليا ؟
والداعية السعودي ” العريفي ” الذي يدعم مايسمى بالثورة السورية التي جعلت الشعب السوري مشردا ودمرت منازله وممتلكاته وباعت أجهزة ” 1500 ” مصنع سوري في حلب الى تجار السمسرة في تركيا كما صرح بذلك ” فارس الشهابي ” رئيس الغرفة الصناعية في سورية من على قناة الميادين , هذا ” العريفي ” ألقى كلمة في أحد المؤتمرات صب جام غضبه على جمهورية أيران ألاسلامية بدعوى أنها تضطهد العرب ألاهوازيين وتستعمل النفط ألاهوازي لرشوة الحكومة ألاردنية في السماح لها بتعمير القبور التي يؤلهها الشيعة ؟ ولم تكن في كلمته أشارة الى ماتقوم به أسرائيل من تهديم بيوت الفلسطينيين ومحاصرتهم في كل شيئ فضلا عن أستعمال أدوات القتل اليومي من طائرات وقنابل عنقودية سامة ؟
هؤلاء من يقفون وراء تحريك الفتنة في العراق ومنهم من العراق ومن هيئة علماء المسلمين من قال : ” القاعدة منا ونحن من القاعدة ” ؟
ومع هؤلاء مجموعة مفلسة سياسيا لآنها أشاعت تحطيم منظومة قيم المجتمع العراق وسلم قائدها الضرورة العراق للاحتلال على طبق من ذهب , لذلك تقف هذه المجموعة المفلسة مع كل من يريد تدمير العراق وتفتيت وحدته الوطنية لذلك جمعت أفرادها المهزومين الفاشلين من كل محافظات العراق ليشاركوا في تظاهرات ألانبار ؟
بعد وضوح هذه الصورة هل يعرف العراقيون ماذا يراد بهم والى أين تمضي مشاريع التقسيم ؟ وهل سيظل الوطنيون الشرفاء من أهل ألانبار ونينوى وصلاح الدين يكتفون بالتفرج على مايجري من تحشيد مخادع ومضلل للناس وللرأي العام تعاونه فضائيات الفتنة الممولة بالمال الحرام حتى تتحقق النكبة التي مابعدها نكبة للعراقيين الذين يراد لهم أن لايهنئوا بتنميتهم ألاقتصادية التي أصبحت ألاولى في العالم ليبنوا وطنهم ويحسنوا خدماتهم ويوفروا لشعبهم مظاهر العيش الكريم , حتى لاتظل هذه المجاميع ألعوبة بيد أدوات الفتنة والمخططين لها الذين يريدون ألاستئثار بخيرات العراق دون شعبه ؟
فهل من يعي هذه الحقيقة ويتعلم الدرس ويفوت الفرصة على أعداء العراق ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]