في استقراء تاريخي بسيط للأستعمار الاوربي الأميركي والدوافع والاهداف التي يعتمدها كنهج سياسي مشروع يشرعنه لنفسه . هو الاستحواذ على خيرات الشعوب ونهبها والسيطرة على اسواقها لتصريف بضائعه ومنتجاته . وهذا يتطلب منه تنمية قوته العسكرية لتعزيز القدرة على تحقيق ذلك . هذا من جانب والجانب الآخر العمل وبقوة على منع وأعاقة التنمية والتطوير في المجالات كافة البشرية والزراعية والصناعية والاقتصادية والسياسية , ضمان للهيمنة واستمراريتها وخلق مرتكزات للوثوب الى اهدافه وتحقيقها ومن ثم المشاركة في حمايتها واستمرارية السيطرة . ولا يتورع في أستخدام أخس الوسائل وأقذرها للوصول الى أهدافه ألاأخلاقية . وهناك حقيقة تعرفها الامبريالية الأميركية قبل غيرها هي أنها تمر بمرحلة الأنهيار البطيء نتيجة تراكم رأس المال وتوقفه عن النمو لا ينفع معها الاجرآت والترقيعات الحكومية ومن علاماتها البارزة الازمة الاقتصادية العقارية التي عصفت بالولايات المتحدة الاميركية لولا المحسنين مثل السعودية والكويت . لذا على الشعوب التي تعاني من الهيمنة الاستعمارية وعدوانيتها المستمرة , على هذه الشعوب والقوى الوطنية الفاعلة فيها عليها ضرب وتدمير المصالح و المرتكزات قبل الدخول في مرحلة الاشتباك النهائي مع المستعمر ؛؛ أين نحن كبلدان عربية من هذا ؛؛ تعتبر المنطقة العربية نموذج للأهداف الاستعمارية غاية في الاغراء كونها تتمتع بمصادر الثروة النفطية عصب الحياة في الوقت الراهن وسوق مثالية لترويج البضائع والسلع والخدمات للدول المُستعمِرة , يرافق ذلك ما خلقه المستعمر من مرتكزات يتكأ عليها في ديمومة السيطرة والاستحواذ . منها مثلاً الكيان الصهيوني العنصري الغاصب وأنظمة صنعها وتحالف معها رابطاً مصيرها ومستقبلها به . معروفة هدفها الاساس ديمومة حكمها وبقائها في السلطة غير عابئة بمصالح شعوبها وشعوب المنطقة مكشوفة الهوية
عند استعراض ما يجري في كل من العراق وسوريا خصوصاً وما جاورهما من دول بشكل عام يرى كم هائل من التناقضات العجيبة الغريبة الغير مقنعة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاعلامية والاجتماعية . كذب وتشويه وخلط للأوراق يذهل المواطن . بحيث يجعله يعيش دوامة من التناقضات التي لا يفهم منها شيئاً , مما حدى بالكثيرين العزوف عن متابعة ما يجري من احداث تمس حياته ومستقبله تحاشياً للقلق المفرط وصداع الرأس الذي سببه هذه الفوضى العارمة التي تسوّق مقتضيات أصحابها , كل هذا التردي الهائل ماذا يمكن أن نسميه أو نطلق عليه غير عنوان (المؤامرة العالمية ) التي يرفضها كتسمية ممن يشارك فيها , لا يمكن ان نسمي ما يجري بغير المؤامرة . واقعياً هي سلسلة من المؤامرات مترابطة مع بعضها بدأت منذ تشكيل أول حكومة عراقية برعاية وأرادة بريطانية مروراً بمقتل الملك غازي وأنقلاب عبد الكريم قاسم والقادسية الثانية وأنتهائاً بأحتلال بغداد بفعل اميركا وبريطانيا ومن والاهما والتي لا نزال نعيش تداعياتها , مراحل متداخلة يكمّل بعضها بعضاً . تعد هذه المرحلة من اقسى وأخطر مراحل التآمر لما يرافقها من خسائر بشرية ومادية مهولة . قتلى جاوز المليونين قتيل مهجرين في الداخل و الخارج تعدى الخمس ملاين خسائر مادية تقدر بترلويونات الدولارات دمار في البنى التحتية فاق التصور تخريب اقتصادي لا نضير له في العالم , والشواهد كثيرة على ذلك . نستدرك ما ذكرناه في بداية المقال كشاهد . بتصريح ضابط الاستخبارات البريطاني في جهازمكافحة الأرهاب ( تشارلز شويبردج ) يقول ان المخابرات الاميركية والبريطانية هي من خلق الارهاب في العراق والمنطقة وهناك دول خليجية مونت وتمون الارهاب في العراق ويقول لدي معلومات خطيرة عن ذلك . والسيد رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي يصرّح بقوله أن هناك دول دعمت الارهاب بقوة ويتهم بعض الدول الخليجية في دعم الارهاب في العراق والمنطقة , يرافق ذلك العدد الكبير من المعلقين من على القنوات الفضائية يتكلمون بهوى ولسان من يدفعون لهم وخير وصف يتصفون به هو ( البوقجية ) يصرح ممثل المرشد الايراني في الحرس الثوري ( يد الله جواني ) ويقر بتواجد قوات القدس التابعة للحرس الثوري الايراني في كل من العراق وسوريا . بالمقابل يصرح ابراهيم الجعفري وزير خارجية العراق , أن العراق يرفض تواجد القوات الاجنبية على اراضيه , وكذلك يؤكد السيد مقتدى الصدر بأستمرارية رفضه لتواجد القوات الاجنبيه . بينما يؤكد ( يد الله جواني ) تواجد القوات الايرانية في العراق وسوريا . نسأل وهل القوات الايرانية ليست أجنبية . سيناريو آخر يقول أن قوات داعش أستولت على حاويات تحتوي على صواريخ ارض جو تقدر بـ 40 صاروخ متجهه من بغداد الى محافظة ديالى أستولى عليها عناصر من ( داعش ) في منطقة خان النص بين بغداد وديالى ووصلت منطقة ( منصورية الجبل ) التي تسيطر عليها داعش حسب قولهم . وهذه كذبة مفضوحة ايضاً من حيث المسافة بعيدة جداً وكان بالامكان قطع الطريق والتصدي لهؤلاء أذ كيف يتسنى لهم المرور بها من بعقوبة مركز محافظة ديالى واختراق عشرات السيطرات للوصول الى مكانها المشار اليه ( منصورية الجبل ) تحليل الخبر ان صح ذلك , هناك أمرين لا ثالث لهما ، أما نية الحكومة العراقية تسليم هذه الصواريخ الى ايران أو تواطئ مفضوح لتسليمها الى داعش لأن فرضية نصبها بين العراق وايران ضعيفة للعلاقة الوطيدة المترابطة بين من يحكم العراق وايران لو كان ذلك بين تركيا والعراق أو السعودية والعراق لكان الخبر أكثر منطقية . وأخبار اخرى تقول نقلاً عن مؤسسة اميركية أن حركة داعش أستولت على صواريخ سورية صينية كان يستخدمها الجيش السوري تعمل بنظام ( FN _ 6 ) تمكنوا بموجبه من اسقاط عدد من الطائرات . خلاصة القول من كل هذا ماذا سيعرف مواطني هذه المناطق الساخنة . الحقيقة المنطقية التي يجب ان يعرفها الجميع أن من خلق ويخلق الارهاب ويتعامل به هم من لهم مصلحة في أذية العراق وشعبه والعمل على تخريبه . وينسحب على ذلك تعطيل الثورة على النظام السوري وهذا ما تم بالفعل . معنى هذا الاشارة بأصبع السبابة الى كل من الكويت وايران واسرائيل واميركا بشكل رئيسي وفاعل وبقية الدول العربية التسعة , ولأسباب معروفة تفاصيلها للجميع .
أميركا حشّدت أكثر من 44 دولة منها 10 عشر دول عربية وخبر آخر مفاده ان العدد وصل اكثر من 68 دولة . عموماً أميركا وحليفاتها غالباً ما يقومون بتمارين عسكرية واسعة وكبيرة وهذه تكبد من يقوم بها خسائر مادية كبيرة , فما بالك أن تكون هذه التمارين بدون خسائر مادية بل مربحة , فكل فعالية تقوم بها هذه الدول مقابل ثمن باهض يُقبَض من الدول صاحبة العلاقة ( تمارين عسكرية مربحة ) وأيضاً تصريف العتاد القديم الذي أوشك على التلف وتجربة العتاد الجديد ميدانياً على البشر والمباني لأختبار قوة تدميرها بدون خسارة بل تجارب مربحة بملاين الدولارات . وكما يقول المثل العراقي ’ طالق الرمح سالم الخسارة ’ من هذا الحال ماذا كسب ويكسب الشعب العراقي , الخسارة لا غير في الارواح وتخريب البنية التحتية وايقاف عملية التنمية وتدمير الاقتصاد وتمزيق نسيجه الاجتماعي . وكل ذلك يدخل ظمن دائرة المشروع الصهيوني الذي ينفذ على شكل مراحل متعاقبة ومترابطة في العراق وعموم المنطقة , والمشاركين في تنفيذه صهاينة أدركوا ذلك أم لم يدركوه . من طريف القول السيد ( صباح كرحوت ) رئيس مجلس محافظة الانبار في تصريح لهُ من احدى القنوات الفظائية يطالب الحكومة العراقية بالموافقة على أستقدام قوات اميركية للمساعدة على التصدي للأرهاب في محافظته ( الانبار ) فأعترضت على طلبه الحكومةالمركزية وعدد من الاحزاب مثل التيار الصدري وغيره , كان رد السيد كرحوت على ذلك , لماذا استعان هؤلاء بالقوات الاميركية وحلفائها لأسقاط النظام السابق واحتلال العراق وينكرون علينا اليوم الاستعانة بها , فعلا شيء مضحك .