17 نوفمبر، 2024 7:16 م
Search
Close this search box.

ألأدلة على بشرية ألقرآن-3-حديث ألغرانيق‎

ألأدلة على بشرية ألقرآن-3-حديث ألغرانيق‎

مقدمة:
هل ألقرآن وحي من ألله، أم هو من تأليف إنسان؟
في هذه ألسلسلة من ألمقالات سنحاول ألإجابة على هذه ألتساؤلات ألمصيرية، وربّ سائل سيسأل لم هي مصيرية؟ فنقول لأنّ إثبات بشرية ألقرآن وكونه  ليس وحيا من ألله سينزع ألقداسة منه وإذا جردناه من قداسته فلن نلزم أنفسنا بتطبيقه وسيتحول إلى مؤلف كأي مؤلف آخر له إيجابياته وسلبياته وبذلك نتمكن من تعديله وتجديده إنْ أردنا ألإستفادة منه في وضع ألقوانين وألدساتير، أو نتركه جانبا ونعتبره تراثا أكل ألزمان عليه وشرب.
 
 
ألأدلة على بشرية ألقرآن
3. حديث ألغرانيق:
مِنْ أهم ألأدلة على بشرية ألقرآن هو حديث ألغرانيق في ألقرآن، وذلك أنّ محمدا كان حريصا على إسلام قومه لاسيما عشيرته ألأقربين، فقد كان متهالكا على إسلامهم، حريصا على إنقيادهم إليه أشد ألحرص، غير أنّهم كانوا يزدادون كل يوم إعراضا عنه، وشقاقا ومخالفة له، وكان أشد ما يُغيضهم عيبه لآلهتهم.
ففي يوم من ألأيام تغلبت عليه ألعاطفة ألنسبية حتى جعلته يفكر أن يقول ما يستميلهم إليه ولا ينفرهم عنه لعله يتخذ ذلك طريقا إلى إسلامهم وإنقيادهم إليه.
فبينما هو ذات يوم في نادي قومه، وهذه ألفكرة في نفسه، نزلت عليه سورة ألنجم فأخذ يقرأها حتى قرأ :
” أفرأيتم أللات وألعزى * ومناة ألثالثة ألأخرى * تلك ألغرانيق ألعلى * وإنّ شفاعتهن لترتجى “، ففرح ألقوم أشد ألفرح حتى أنّه لمّا سجد في آخرها، سجد معه جميع من في ألنادي وطابت نفوسهم، ولكنه لم يلبث أن رأى أنّ ذلك مخالف لمبدئه، ومناف كل ألمنافاة للأساس ألذي وضعه للدعوة ( ألتوحيد…… لاإله إلا ألله )، فرجع عنه وأسقط مدح آلهتهم من ألقرآن، وجعله يُقرأ هكذا : ” أفرأيتم أللات وألعزى *  ومناة ألثالثة ألأخرى * ألكم ألذكر وله ألأنثى * تلك إذن قسمة ضيزى* ” …… (سورة ألنجم، ألآيات 19- 20، ألسيرة ألحلبية، 1/ 324-325 وأنظر تفسير أبن كثير وتفسير ألقرطبي للآية 52 من سورة ألحج).
ثم أنّ محمدا أعتذر عن ذلك في آية أخرى وردت في سورة ألحج وهي : ” وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنّى ألقى ألشيطان في أُمنيته فينسخ ألله ما يُلقي ألشيطان ثم يُحكم ألله آياته وألله عليم حكيم * ليجعل ما يُلقي ألشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض “…. سورة ألحج ألآيتان 52-53.
لنلقي نظرة على ألآيتين ألتبريريتين ألمذكورتين في سورة ألحج أعلاه، فألآية ألأولى تقول : أن ألرسل وألأنبياء من قبلك كانوا مثلك يتدخل ألشيطان في وحينا إليهم ويبدل ويضيف، وهذا لعمري تبرير غير منطقي لكبوة محمد،
أمّا ألتبرير ألثاني (ليجعل ما يُلقي ألشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض) فألعذر أقبح من ألذنب، ومعناه أنّ ألغرض من هذه ألغلطة هو إمتحان وإبتلاء للذين في قلوبهم مرض!!!
ألا يدري ألله ألعليم ألحكيم من هو ألمؤمن ألحقيقي ومن هو ألذي في قلبه مرض؟ ألا يتنافى هذا ألكلام مع صفات ألألوهية ألتي جاء بها محمد في ألقرآن؟
وخلاصة ألأعتذار ألوارد في قوله: تلك ألغرانيق ألعلى وإنّ شفاعتهن لترتجى، ليس من ألوحي، وإنّما قاله ألشيطان على لسان محمد فأسمعه ألناس.
أنّ وقوع محمد في هذه ألغلطة ألشنيعة، دلالة واضحة على أنّ ألوحي كله كلام محمد.
 
 
……………….يتبع
 
ألمصادر :
– كتاب ألشخصية ألمحمدية أو حل أللغز ألمقدس ………. ألشاعر معروف ألرصافي

أحدث المقالات