هذا السؤال أصبح العراقي يسأله كل يوم وأكثر من مرة وأصبحت أخبار الطقس والنشرة الجوية أهم من أخبار السياسة والوضع الأمني ، هذا بفضل سياسيينا وأحزابهم ومافياتهم بحيث حولوا خير المطر الى شر على العراقيين وبالفعل (اذا احب الله عبدآ ابتلاه) فهذا هو حال العراقيين بعد عام ٢٠٠٣ والى الآن فقد أبتلاهم الله بسياسيين لا يعرفون سوى لغة القتل والسرقة دمروا كل ما كان عامرآ في هذا البلد .
أما بغداد الحضارة فكان نصيبها كبيرآ من هذا الأبتلاء فبغداد اليوم دون أي بنى تحتية وأصبحت الناس تدعوا الله أن لا تمطر السماء ، فلا يوجد أدامة على خطوط نقل المجاري ومياه الصرف الصحي ولا صيانة لخطوط نقل الكهرباء أما الماء الذي يصل للمواطن فماء نهر دجلة أنطف منه .
عاشت بغداد أسوء سنوات تاريخها بوجود صابر العيساوي أشهر حرامي معاصر في بغداد وجاء بعده (القرقوز) نعيم عبعوب فأكمل سرقة ما تبقى من سابقه بعد أن أصبح أضحوكة للشعب ثم أتت الأميرة التائهة وليس النائمة ويبدو أن منصبها تشريفي فقط وهي على خطى من سبقها فمسلسل المطر لم ينتهي وفصل الشتاء في أسابيعه الأولى وبغداد تغرق بعد ربع ساعة من الأمطار وأمنيتها غارقة في الأحلام ، وموازنات أمانة بغداد سرقت كما سرقت كل موازنات العراق ولم يتحقق شي على أرض الواقع فلا طرق معبدة وشوارع ممتلئة بالقمامات وجسور مضى عليها عقود من الزمن .
هكذا أصبح حال بغداد والشعراء والصور فعاصمة ألف ليلة وليلة أمنائها عبوب وعلوش وبعد أن كان القمر يغسل وجه بغداد أصبح الآن يغرق بالأمطار ومياه المجاري .