نشر أحدهم في موقع الفيس بوك منشور مستهجناً وساخراً مما يحصل في البحرين قائلاً (ما موتني غير هذا البحريني الينزل من الجكسارة 2015 ويصيح( يسقط حمد) ولك شتريد لخاطر الحمزة الغربي ولك اكل اوصوص شتريد راتبك بگد راتبي سبع مرات)
هذا المبدأ (أكل و وصوص )عراقي بامتياز والوصوصة مأخوذة من صوت صغار الدجاج التي تأكل وتوصوص فقط وتطلق على الشخص الذي لايرضى بواقعه الذي عبارة عن أكل ونوم فقط ويطلب التغيير فهو منتقد عند العراقيين ، وهو في الحقيقة منطق أغلب العراقيين ويبدو أنه متجذر في اللاوعي العراقي على مدى
فترة وجودهم وكأنه جزء منهم والمفارقة أنهم كثيراً ما يتعرضون لهذا الامتحان وغالباً تكون النتيجة الرسوب فيه ، أول اختبار وأعظمه تعرض له العراقيون هو في صدر الاسلام عند مجيء الامام الحسين (عليه السلام) للعراق ثائراً ضد الطغمة الحاكمة في الشام وكان قد قدم بدعوة من العراقيين ولكنهم خذلوه وفضلوا دنانير ابن زياد على نصرة ابن بنت رسول الله فكانت النتيجة مذبحة الطف ، وتوالت الثورات على بني امية وبني العباس ولكنها لم تنجح ولم يناصرها الا القلة القليلة المؤمنة وكان لسان حال العراقيين ما لنا والسلاطين ، ولهذا قويت دولة بني العباس رغم ظلمها الكبير حتى قال الشاعر( ياليت جور بني مروان دام لنا – وليت عدل بني العبّاس في النار) واستمر هذا الخنوع حتى عصرنا الحالي وما تجربة العراقيين مع الطاغية صدام عنا ببعيد فمن صنع طغيانه وكانوا أدوات ظلمه الا المتملقين والمتزلفين والمنعمين فرغم كشفه وظلمه كان من الطبيعي ان ينتمي العراقي الى حزب البعث وهو يتكلم عنه وينقده في السر ويبرر ذلك بمتطلبات الخبزة أي أنه يريد أن يرتقي بالمناصب لأن البعثي كانت له حظوة ويصعد على حساب الاستحقاق والكفاءة والمهنية فقلة من العراقيين لم ينجرف مع تيار الانتماء للبعث وتعرض هؤلاء لأصناف التهميش والتعذيب والابعاد ولم يفكر العراقيين بالثورة على صدام لابل رضوا ان يكونوا حطباً لمعاركه حتى جاءتهم الانتفاضة الشعبانية على طبق من ذهب عندما انكسر الجيش العراقي وسقطت المدن العراقية كأحجار الدومنو وعندما استعاد النظام اشتاته قمعها بقسوة ، وهكذا اليوم تجد ان بضعة افراد يأتون من خارج البلاد يكونون اكبر الاحزاب وأفواها بأموالهم وسلطتهم فالعراقيين يريدون ان يعيشوا بفيء السلطة مهما كان لونها وأبتكروا لهذا المبدأ مثل أخر ( الي ياخذ أمي يصير عمي ) فحساب الربح والخسارة هو من أولوياتهم أما المبدأ والكرامة والحق ونصرة المظلوم تأتي كلها ثانوية ومتأخرة ، لايمكن لهذا النموذج أن يفهم لماذا انسان مترف لديه (جكسارة) ينتفض ضد حاكم ظالم فالمترفين لايوجد لديهم سبب للانتفاض والثورة لأن تفكير هذا الشخص هو تفكير مدجن ولن يفهم أن ليس كل الناس تفكر كالبهائم فهناك الكثير يفكر كأنسان حر ، ولن يستطيع الخروج من هذا النمط الفكري المتوارث الذي جيره حتى لأختيار قادته الذين يريد منهم أن يكونوا على شاكلته يحسنون فن التدجين والتخدير فترى أغلبية الشعب يتوجه الى المرجع الساكن (الي ماعنده طلايب) ولايقدّر المرجع او العالم الحركي فهو يجلب وجع الراس (ويومية طالعنة بسالفة ) وهذا ما حصل بالفعل اثناء حركة السيد الصدر الثاني عندما لم يقف اغلب الشعب العراقي مع حركته لا بل وقفوا بالضد منها وساهموا بأغتياله و خذلانه وكان لسان حالهم يقول ( شعدك طالع أكل ووصوص ) فما الذي ترجوه من هكذا جماهير . و بنفس الوقت هناك الكثير من العراقيين الاحرار الذين لايمكن إغفالهم وان كانوا أقلية فلهم بصمتهم الاقوى والاوضح (كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ )