يعد أكل أموال الناس بالباطل من الأفعال التي تعدّ من آفات المجتمع، حيث يتعرض الناس للاستغلال والظلم الذي يفقدهم حقهم في استخدام مالهم بطرق شرعية، يعد الإشغال بأكل أموال الناس بالباطل من الأفعال المنهي عنها شرعًا، حيث يتسبب في نشر الفساد في المجتمع وتعطيل عجلة التنمية الاقتصادية، كما يعتبر القرآن الكريم مصدرنا الأساسي لتوجيهنا نحو الصراط المستقيم، وفيه يذكر الله تعالى عدة آيات تتحدث عن هذه القضية وتحذر منها، ومن أهم الآيات التي تتناول هذا الموضوع، نجد قوله تعالى في سورة البقرة: “وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ”، بهذه الآية، يحذرنا الله تعالى من أكل الأموال بالباطل وتحويلها للحكام لتفريقها بطرق غير شرعية، وينبهنا على أننا نعلم تمامًا أن هذا العمل باطل ومحرم، يشدد الله أيضًا على العدل والمساواة في استخدام المال في العديد من الآيات كقوله في سورة الحديد: “لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ”، تشدد هذه الآية على أن كل فرد في المجتمع يجب أن يحمل وزره بالكامل، وعلى الأثرياء أن يحترموا حقوق الفقراء وأن لا يستغلوا مالهم بغير علم، كما يتعين علينا جميعاً أن نتعهد ونلتزم بمبادئ العدل والمساواة في تعاملنا مع المال، علينا أن نتجنب أكل الأموال بالباطل وأن نسعى للعدل ونحرص على أن نكون أمثلة حسنة في استثمارنا وتوزيع أموالنا، إن استقامتنا في استخدام المال هي أحد الطرق لتحقيق الإصلاح والازدهار في مجتمعنا المحافظ على القيم الأخلاقية، وحتى نخلق مستقبل أفضل لكل الناس وإيجاد بيئة تنمويّة مستدامة ومنصفة للجميع، بتطبيق نصيحة القرآن الكريم واتباع دروب العدل والإنصاف في حياتنا اليومية.
