18 نوفمبر، 2024 4:45 ص
Search
Close this search box.

أكرمنا بسكوتك بين التطاول غير المسموح به والدس وسلامة القصد

أكرمنا بسكوتك بين التطاول غير المسموح به والدس وسلامة القصد

تميزت التظاهرات الأخيرة برفع شعارات تستهدف المرجعية الدينية العليا وأيضا مرجع أخر من مراجع الصف الثاني المنغمسين بالسياسة عبر تنظيم سياسي مشارك بالسلطة ومتهم بالإيغال في الفساد , ما يهم الشعب العراقي الممثل بالمتظاهرين تحقيق الإصلاح وإنقاذ  العملية السياسية والبلاد من شفير هاوية قد تبتلع العراق بحدوده الجغرافية القائمة وزجه في أتون صراعات لا تتوقف , عبر أكثر من عقد تصدت المرجعية الدينية لدور مهم ومسؤول للعبور في البلاد إلى بر الأمان بعد انهيار الدولة وتداعي مؤسساتها بسبب الاحتلال البغيض الذي تسبب في فوضى عارمة وعمل على تقويض الدولة العراقية واتخذ قرارات ارتجالية لا زلنا ندفع ثمنها باهظا , ولم تقصد المرجعية الرشيدة من تدخلها في شؤون إدارة البلاد ومنها الشأن السياسي إن تكون حاكمة فمرجعية السيد السيستاني لا تقول بولاية الفقيه وتؤمن بالدولة المدنية , فكانت إدارة المرجعية لأوضاع العراق تتصف بالحكمة غالبا , الا أن الخطأ الكبير الذي ارتكبته هو تأسيس القائمة 169 ودعمها والتي كانت السبب الرئيسي في إيصال الطبقة السياسية المتسلطة على البلاد والتي كشفت عن كارثة حقيقية أصيب بها البلد فقد تسببت تلك القائمة التي أعدت من قبل لجنة بعلم المرجع الأعلى وإشراف مكتبه وضمنوا وصول نكرات السياسة أدعياء الجهاد والوطنية عن طريق اعتماد نظام القائمة المغلقة , إن رفع شعار أكرمنا بسكوتك لا يليق إن يرفع بوجه المرجعية العليا وهو تطاول لا يليق بمتظاهرين يطالبون بالإصلاح ويملكون وحدهم فرصة التغيير عبر صناديق الانتخاب  , ويتعين حفظ مقام المرجعية وعدم الانجرار إلى تهافتات تحرف التظاهر عن الغاية التي خرج المتظاهرون من اجلها , نعم رأي المرجعية في أي شأن اجتماعي غير ذي صفة دينية يمكن الرد عليه ويمكن قياسه بمقاييس النقع والضرر والصحة والخطأ ,  أما ما يمكن يسوقه بعض الملتحفين بدثار المرجعية وجنودها المزيفين من إتباع الأحزاب الإسلاموية المتسلطة على مقدرات البلاد من إنه لا يجوز الرد على المرجع وأن الرد عليه رد على ورسوله نعم هذا في مجال الدين والإفتاء حيث لا يرد على المرجع هنا إلا مرجع مثله , إن ما جرى من رفع لشعارات صريحة تتعرض للمرجعية بكلام فيه الشيء الكثير  فقد يكون صادرا عن وعي ومقصود الغاية منه مطالبة المرجعية بدور اكبر من النصح والإرشاد لمن لم ينفع معهم النصح لكن خان أصحاب هذا الشعار التعبير المناسب , ويحتمل أيضا إن شعار دسته قوى سياسية متضررة من حدوث الإصلاح إن تحقق وهو بمثابة ضربة استباقية لاجها التظاهرات وتأليب الشارع عليها واعتبارها ممثلة لتيار معاد للمرجعية وهو فرع من الشعار الرئيسي الذي حمل الدين مسؤولية الفساد الذي يضرب العملية السياسية , كما لا يبعد أن يكون الشعار من الشعارات المدفوعة الثمن التي تكتبها  جهات متصارعة وترفعها أياد تستجدي المال دون تريث أو وعي من اجل تحقيق مصالح هذه الجهات خصوصا ونحن نشهد حربا إعلامية مستعرة بين أكثر من جهة إعلامية وسياسية كلها تستغل المرجعية والدين كسبب لإشعال نار الفتنة وهم بواقعهم لا يحترمون حقيقة لا الدين ولا المرجعية . إن احترام المرجعية والاعتراف بدورها الايجابي يمثل نقطة محورية يجب أن لا يغفلها طلاب الإصلاح وهم يطالبونها بدور أكثر جدية في إصلاح أوضاع أسهمت هي فرضها على المشهد السياسي العراقي .

أحدث المقالات